رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والعشرون بقلم ندي محمود
ابنه من على ذراعيه ليحمل فريال بدلا منها ويتجه بها مسرعا إلى الفندق حيث غرفتهم وبعد دقائق معدودة وصلوا إلى الغرفة فدخل هو أولا ولحق به الأولاد الذين كانوا يراقبون أمهم بهلع والتقوا حولها بمجرد ما أن وضعها جلال على الفراش وبدأ هو يستخدم العطر عله يجدي بنفع معها والمحاولة الأخير سكب في يده بعض المياه ونثرها على وجهها ففاقت مزعورة وفور ما أن فتحت عيناها ورأت جلال أمامها صاحت پهستيريا
احتضن جلال وجهها بين كفيه وقال لها بحنو وصوت رخيم ليهدأ من روعها
_اهدي ياحبيبتي عمار وراكي أهو زي الفل
التفتت خلفها متلهفة ورأت صغيرها ينظر لها بعينان دامعة من الخۏف عليها فلمعت عيناها وتلألأت بالعبرات ثم فردت ذراعيها وجذبته لحضنها تضمه بقوة ثم بدأ صوت بكائها يرتفع فمسح جلال على ذراعها بحب هامسا
تحدثت لعمار هامسة بصوت مبحوح ومتقطع دون أن تكترث لكلمات زوجها
_كنت عاوز تحرمني منك أنت كمان ده أنا كنت اروح فيها ياعمار أنا مليش غيرك أنت وأخوك حرام عليك ياولدي تعمل فيا إكده ليه
هتف الصغير بين أحضان أمه معتذرا بحزن على الحال الذي وصلت إليه أمه بسببه
_حقك عليا ياما أنا آسف مش هعمل إكده تاني!
_أنت إيه اللي دخلك البحر في الغويط عميق إكده
أجفل نظره أرضا بندم وهتف
_كنت عاوز اچرب اعوم وحدي كنت فاكر نفسي هعرف أعوم كيف معاذ بعد ما عملني أبويا امبارح
كادت فريال أن تصيح به غاضبة تكمل وصلة توبيخها التابعة من خۏفها عليه لكن أوقفها جلال بنظرة رزينة مبتسما بدفء أبوي جميل
هز رأسه بالإيجاب لأبيه مبتسما أما معاذ ففجأة ودون أي مقدمات مال على أخيه وعانقه بحب هاتفا له
_متنزلش المايه تاني ياعمار لغاية ما تتعلم العوم
اتسعت بسمة عمار بفرحة ومشاعر مفعمة بالحب والامتنان لعناق أخيه الكبير ولف ذراعيه حول ظهره يعانقه هو أيضا وسط نظرات جلال وفريال الدافئة وبسمتهم الأبوية على ثغرهم وهم يشاهدون مشهد تحفه مشاعر الأخوة الصادقة ويتمنى كل أب وأم أن يراه بين أولادهم استقام جلال واقفا واقترب منهم ثم مال على رأس كل منهم وطبع قبلة أبوية حانية ثم همس لعمار مازحا
هتف معاذ ضاحكا يجاري أبيه في مزحه
_لا يابوي لسا شعرك أسود كمان كام سنة إكده وعمار هيخلهولك أبيض على الآخر
انطلقت ضحكة فريال العالية وهتف جلال ضاحكا مؤيدا وجهة نظر ابنه الكبير
_آه على رأيك صح والله يامعاذ
كان هو يتابع مزاحهم عليه وهو يبتسم حتى سمع صوت أمه تقول له
رد عمار بوجه مرهق
_لا ياما خلي معاذ يدخل الأول وأنا هدخل بعده وهدخل الأوضة چوا استناه
ردت فريال بلطف
_مينفعش أنت اللي تدخل الأول هدومك مبلولة ولو قعدت إكده هتاخد برد معاذ نزل المايه قبلك وهدومه نشفت يلا روح
أطلق تنهيدة حارة مغلوبا وانصاع لأوامر أمه ثم اتجه للحمام كما أمرته ليأخذ حماما دافيء بينما معاذ فتركهم واتجه إلى غرفته بالداخل لكي يخرج ملابسه ويجهزها.
داخل منزل خليل صفوان تحديدا أمام غرفة علي وقع آثر كلماته الآخيرة التي سمعتها غزل كالصاعقة التي احرقتها