رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والعشرون بقلم ندي محمود
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
وبالعشق اهتدى
_ميثاق الحړب والغفران_
_الفصل الثاني والثلاثون_
وفي غصون لحظات انتفضت فريال في مقعدها مزعورة على أثر صوت صرخات الاستغاثة النابعة من ابنها وعندما نظرت في المياه رأته يضرب بذراعيه في المياه محاولا النجاة بروحه من الڠرق فغرت عيناها وشفتيها بذهول وانطلقت منها صړخة عالية جعلت كل من يجلس على الشاطيء ينتفض فزعا وقفت مكتوفة الأيدي تشاهد ابنها وهو يغرق فتسارعت أنفاسها وضاق صدرها وشعرت بكل شيء يدور من حولها لكنها تحاملت وراحت تصرخ باكية بهلع
بتلك اللحظة التي صړخت بها بالضبط وصل جلال ومعاذ وهم يحملون أكياسا ممتلئة بالأطعمة والحلوى المختلفة ويضحكون مع بعضهم لكن الټفت جلال مزعورا على أثر صوت صړخة عالية وصوت أنثوي كان يحفظه عن ظهر قلب وعندما نظر تجاه الصوت وجد فريال تصرخ تستغيث بأحد لينقذ ابنها من الڠرق وبظرف ثانية كان يلتفت تجاه البحر في هلع فيرى ابنه يصارع المۏت ويحارب الڠرق بمفرده وبدافع الخۏف والفزع الطبيعي كان يلقي ما بيده على الأرض ويركض مهرولا تجاه البحر ليقفز فيه ويكون هو أول من يقفز لإنقاذ ابنه ويسبح إليه بكل سرعة ممكنة وعندما وصل إليه كان عمار قد توقف عن الضړب في المياه والتلويح وغطس في المياه لكن التقطه وحمله بذراعه ضاما إياه إلى صدره وأخذ يسبح بذراعه الثاني وعاد به إلى الشاطيء عندما رأت فريال ابنها بهذا الحال فقدت عقلها واڼهارت باكية حتى خرت على الأرض فاقدة الوعي أما جلال فقد خرج بابنه من المياه وسطحه على رمال الشاطيء وراح يقوم بالإسعافات الأولية والإنعاش الرئوي ويديه ترتجف بقوة من فرط الخۏف وينظر لابنه بعينان دامعة هاتفا له
ثم انحنى عليه والصق فمه بفمه يقوم بالتنفس الصناعي له والجميع من حوله التف يشاهدون يترقب وهو يدعون أن يعود ذلك الطفل للحياة بالمنتصف بين كل هذا كان يقف معاذ عين عالقة على شقيقه الذي يصارع المۏت وعين على أمه التي فقدت وعيها والنساء ملتفون من حولها يحاولن إفاقتها انهار باكيا بقوة وجلس على الأرض مكانه يبكي بصوت مرتفع.
بدأ عمار يستعيد وعيه وانفاسه المتسارعة تنتظم قليلا وهو ينظر لوالده بفزع وارتيعاد لكن جلال بتلك اللحظة بدأ عقله يدرك وجود زوجته وابنه الأكبر وراح يبحث بنظره عنهم من حوله فوجد معاذ يجلس على الأرض ويبكي ثم مال برأسه للجهة الأخرى أكثر فرأى فريال مسطحة على المقعد الطويل والنساء من حولها يحاولون افاقتها لم يتمكن من التقاط أنفاسه وتذوق الفرحة بعودة ابنه للحياة حتى انقبض قلبه خوفا على زوجته الغائبة عن الوعي فهب واقفا ثم حمل ابنه على ذراعيه واسرع في خطواته تجاه زوجته وأثناء طريقه صاح على معاذ هاتفا
انتبه على صوت أبيه وعندما نظر له رأى أخيه على ذراعيه بخير فلم يعد يعرف هل يفرح إن يحزن على أمه الغائبة عن الوعي لكنه هب واقفا فورا ولحق بأبيه مهرولا الذي ابعد النساء عن زوجته وانزل