رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثلاثون بقلم ندي محمود
وأولادها وهم في المياه كان معاذ يسبح بمفرده وعمار مع والده الذي يعلمه السباحة كانت تراقب تفاعلات عمار المضحكة مع والده وخوفه من المياه وتشبثه بأبيه خوفا من الڠرق كانت تسمع توسلاته الكوميدية لأبيه لكي ينهي هذا التدريب ويتركه يلعب في المياه على الشط دون أن يسبح كأخيه الكبير لكن جلال كان مصر أن يعلمه السباحة وبين كل دقيقة والأخرى يرفع نظره إلى فريال يطمئن عليها فيجدها تضحك على ابنها بتلك الأثناء خرج معاذ من المياه ليستريح قليلا وجلس بجوار أمه بعدما التقط المنشفة ولفها حول صدره وراح يتابع أخيه الصغير وأبيه بجوار أمه ويضحك عاليا على أخيه.
_روح انده أبوك وقوله أمي بتقولك كفاية هي تعبت وعاوزة تطلع الأوضة
زم معاذ شفتيه بعبوس وقال بحزن متوسلا أمه
_ليه ياما خلينا كمان شوية عشان خاطري
فريال بعصبية ونظرة صارمة
تأفف الصغير بيأس ثم هب واقفا واتجه نحو أبيه ممتثلا لأوامر أمه وعندما وصل له داخل المياه وانحنى على أذنه وهمس له بما قالته له فريال رفع جلال نظره وحدق بها بقلق ثم خرج من الماء فورا هو والأولاد في تلك اللحظة كانت فريال عيناها ثابتة على الفتيات تراقبهم وهم يتابعون زوجها في خطواته إليها كانت على وشك أن تهب واقفة وتنقض عليهم وتلقنهم درسا لن ينسوه بعدما طفح كيلها لكن وصول جلال إليها وجلوسه بجوارها وهو يحتضن كفيها وينظر في عيناها باهتمام وحنو
ردت فريال بنبرة متقضبة
_كويسة بس زهقت وتعبت من القعدة عاوزة اطلع اريح في الأوضة يلا بينا
ضيق عينيه باستغراب من تعبيراتها المنزعجة ولن يلبث ليسألها ماذا حدث ولماذا غاضبة حتى وجدتها تلتقط المنشفة وتلفها حول صدره بإحكام كأنها تخفيه عن الإنظار وتقول مغتاظة پغضب
_حط ده على اكتافك إكده أنت منزلتش المايه بالتيشرت بتاعك ليه!
_مالك يافريال متعصبة إكده ليه!!
فريال بمضض محاولة التصرف بطبيعية
_مليش بغطيك احسن تستهوى وتتعب
لوى فمه بنفاذ صبر وحنق من أسلوبها لكنه لم يغضب عليها وتمتلك أعصابه ثم استقام واقفا وقال بخشونة
_طيب قومي يلا عشان نطلع اوضتنا طالما عاوزة تطلعي
استقامت واقفة فورا دون أي اعتراض لتجده يسبقها هو والأولاد إلى الفندق وهي لحقت بهم بعدما التفتت برأسها والقت نظرة ملتهبة ومخيفة على الفتيات فزاحوا نظراتهم عنها وعن جلال فور إدراكهم أنها انتبهت لهم.
داخل احدى متاجر فساتين الزفاف كانت تقف حور بجوار شقيقتها و التي تساعدها في اختيار فستان زفاف الذي لم يتبقى عليه سوى أياما معدودة بعد وقت طويل من البحث والتفكير والتردد وهي مازالت لا تجد ما تريده أو شيءيناسب زوقها توقفت هي وشقيقتها خارج المتجر بعدما خرجت منه وتأففت عبوس شديد وقالت منفعلة
_وبعدين بقى أنا زهقت ومش لاقية حاجة عجباني والفرح خلاص بعد كام يوم اعمل إيه!
ردت عليها شقيقتها برفق وحب متمتمة في نبرة مفعمة بالأمل
_هتعملي إيه يعني ياحور هنكمل لف احنا لسا في اتاليهات كتير مروحنهاش وأن شاء الله هنلاقي فستان يعجبك
زمت حور شفتيها بيأس وأخذت تفكر في متجر جيد يمكنها أن تجد فيه الفستان الذي تريده لكن قطع حبل أفكارها صوت رنين هاتفها وعندما نظرت لهاتفها رأت اسم زوجها ولم تتردد في الإجابة وأن تشكو له بحزن أنها لا تستطيع شراء فستان زفافهم.
ابتعدت عنها شقيقتها بعد الخطوات لكي تتمكن من التحدث مع زوجها براحة وراحت حور تهتف لبلال بحزن شديد
_بلال كويس أنك اتصلت
ضيق عينيه باستغراب وسألها بقلق
_ليه في حاچة حصلت معاكي ولا إيه!!
أجابته في صوت شبه باكي من فرط الحزن
_ايوة من الصبح بلف أنا واختي عشان فستان الفرح ومش لاقية حاجة عجباني قربت اخلص كل الاتاليهات اللي اعرفها
ضحك بلال بدفء واجابها في غرام
_وانتي هو ده الي مزعلك إكده چيتي في چمل يعني ولا تزعلي روحك ياحوريتي أنا أعرف واحد صاحبي معاه اتاليه وتقريبا عنده شغل حلو قوي اجيلك واوديكي ليه وتنقي براحتك هناك
تهللت اسراريها واتسعت بسمتها وهي تجيبه بفرحة
_بجد يابلال
لكن سرعان ما تراجعت وتبدلت ملامحها للحزم وهي تقول
_لا بس أنت مينفعش تشوف الفستان غير يوم الفرح
قهقه عاليا ورد عليها ببساطة
_ياستي هستناكي برا لغاية ما تخلصي
تنهدت الصعداء وعادت بسمتها لوجهها من جديد وهتفت
_آه إذا كان كدا ماشي يلا بقى تعالي مستنياك أنا عند .........
_تمام جايلك مسافة السكة واكون عندك
أنهت الاتصال معه ونظرت لشقيقتها وهي في غاية السعادة وراحت تسرد لها حديثها معه وأنه سيأتي ليأخذهم لأحد المتاجر التي تحتوى على فساتين جميلة.
وقفوا بانتظاره لدقائق طويلة حتى أخيرا وصل لهم فاستقلت حور بالمقعد المجاور له وشقيقتها بالمقعد الخلفي ثم انطلق بهم إلى المتجر وظل ينتظرهم بالخارج داخل السيارة وهم بالداخل يختارون.
مر ما يقارب من نصف ساعة وهو بانتظارهم حتى كاد يفقد صبره من طول الانتظار وينزعج فأخرج هاتفه ينوي الاتصال بزوجته لكنه توقف عندما رآها تخرج من المتجر مع شقيقتها وهي تحمل بيدها كيس بني كبير وداخله فستان الزفاف حتى أن شقيقتها كانت تساعدها في حمله وعلى ثغرها ابتسامة عريضة تكاد تشق طريقها إلى أذنها من فرط سعادتها ففتح هو باب السيارة وخرج وهو يبتسم بحب على سعادتها ثم التف حول السيارة وفتح حقيبتها من الخلف لكي يضع فيه الفستان ونظر لها بغرام وهو يضحك وقال غامزا لها
_مبروووك ياعروسة
ردت حور بفرحة وابتسامة استحياء بسيط
_الله يبارك فيك مش مصدقة اني لقيت أخيرا حاجة عجبتني
ردد بلال بصوت رخيم الحمدلله بينما شقيقة حور فانحنت على أذنها وهمست لها بجدية
_حور أنا هروح بقى لصحبتي زي ما قولتلك طالما خلصنا بدري
نظرت لها وهزت رأسها بالموافقة وقالت في صرامة
_ماشي بس متتأخريش
_حاضر مش هتأخر يلا سلام
ودعت شقيقتها وكذلك لوحت لبلال قبل أن تغادر وتتركهم فور رحيل اختها ودخولها السيارة بجوار زوجها وجدتها ينحني عليها ويغمز لها مبتسما بعاطفة
_إيه رأيك اعزمك النهاردة على الغدا ياست البنات
ابتسمت حور بخجل يمتزج بغرور مزيف وهي تدلل عليه بطريقة مرحة
_اوكي مفيش مشكلة
راقب تعبيراتها وردها وهو يضحك بصمت ثم مد يده والتقط كفها وانحنى عليه يلثم باطنه بحب هامسا لها في لهفة وشوق
_امتى عاد يتقفل علينا باب واحد ياحوريتي