رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثلاثون بقلم ندي محمود
غزل لعدم موافقتها على طلبه للزواج منها حتى الآن وقال وهو يجز على أسنانه
_آه وانتي ماشاء الله اچتماعية مع الخلق كلها ولطيفة معاهم
رسمت ابتسامة صفراء على وجهها وردت عليه ببرود
_sure عندك شك في كدا
تمالك أعصابه بصعوبة وقال وهو يطلق زفيرا حارا
_طيب اطلعي ياغزل استنيني برا وأنا هوريكي عندي شك ولا لا
التفتت غزل لخلود التي كانت تتابع الحديث الدائر بينهم بعدم فهم وحيرة فابتسمت لها وودعتها بنظراتها ثم استقامت واقفة وتحركت باتجاه الباب لتغادر لكن أثناء مرورها من جانبه توقفت وهمست له بصوت لم يسمعه سواهم في دلع متعمدة إثارة جنونه
رفع يده ومسح على وجهه متأففا بغيظ وهو يرد بصوت منخفض ومحتقن
_يارب الصبر من عندك
ضحكت غزل بتلذذ وخبث ثم ابتعدت عنه ورحلت لتتركه مع خلود التي كانت تراقبهم بشك واستغراب لكنها قررت التريث وستعرف ما الذي يدور بينهم فيما بعد وراحت تسأل أخيها بلهفة حاولت عدم إظهارها
علي بنظرة صارمة وهو يوجه تحذيراته لها
_آه قابلته وقولتله مش محتاچين المساعدة الحمدلله ونبهت عليه زي ما هنبه عليكي دلوك ياخلود من إهنه ورايح مفيش المكالمات والاتصالات اللي بينكم دي هو لو عاوز حاچة يتصل بيا أنا متفكرنيش مش فاهم ولا مغفل أنا فاهمك كويس وفاهمه اعتبريه أول وآخر تحذير لأن المرة الچاية مش هيكون كلام كيف ما بتكلم معاكي إكده لا هيبقى فعل ومش هيعچبك بزيادة اللي عملتيه قبل سابق مش هنرچع نعيد الكرة من أول وچديد
داخل منزل عمران الصاوي......
وصلت آسيا إلى الباب لتفتح وعلى وجهها ابتسامة مشرقة تستقبل بها زوجها بعد عودته من العمل جذبت الباب نحوها وهي مازالت محتفظة ببسمتها التي سرعان ما تلاشت فورا عندما رأت سمير أمامها تسارعت نبضات قلبها خوفا من ذلك المعتوه أن يحاول أذيتها هي وابنها لكنها لم تشعره بذلك ووقفت بكل ثبات وهتفت پغضب
سمير مبتسما ببرود مستفز
_مش هيغلب عليا اعرف بيت المعلم عمران بقدره يعني يا آسيا
رمقته شزرا وقالت له بغيظ محذرة إياه
_طب كويس أنك عارف أنه بيت عمران اتكل على الله من إهنه لو باقي على روحك
رد ببرود اكثر وهو مازال محتفظ ببسمته
_هتكل على الله متقلقيش أنتي سبق وحرضتي مرتي على الهرب وهربت وأنا سكت ودلوك روحتي وقولتي لاخوها عشان يطلقها مني مع اني حذرتك ونبهت عليكي ملكيش صالح بخلود وابعدي عنها يا آسيا
_طب كويس أن واد عمي نقذ أخته من يدك
اختفت بسمة سمير وقال لها بغل وحقد مرعب
_هو مش انتي اللي كنتي السبب في چوازنا برضوا عاوزة تخلصيها مني ليه دلوك فكرك أني هطلقها وأسيبها عشان تروح لمروان خلود بتاعتي وملكي أنا بس
آسيا بثقة وڠضب
سمير بنظرة شيطانية كلها وعيد وتوضح نواياه السيئة قال وهو يتقدم إليها ينوي دخول المنزل
_امشي ده إيه.. مش قبل ما ترچعيلي مرتي كيف ما كنتي السبب أنهم ياخدوها مني
ارتعدت آسيا خوفا منه عندما وجدته يتقدم نحوها وفجأة سمعت صوت صړاخ ابنها فارتجفت أكثر عندما رأت نظراته التي اخترقت للداخل من حيث يأتي صوت سليم وهو يبتسم بخبث راحت بسرعة تغلق الباب في وجهه تصرخ به
_امشي من إهنه ياسمير وإلا والله العظيم اتصل بعمران وهيخلص عليك
وضع قدمه بين الباب ليمنع غلقه وقال مبتسما بلؤم وشړ
_انتي خاېفة إكده ليه ده انا هدخل بس اشوف الواد اللي بيبكي ده
أدركت أنه يحاول اقټحام المنزل عليها ورغم خۏفها لكنها أظهرت قوتها وجبروتها عندما التقطت عصاة صغيرة كانت بجوار الباب وغرزتها في قدمه التي تحول اغلاق الباب فاطلق هو صړخة مټألمة وسحب قدمه فورا كرد فعل على الألم فأغلقت هي الباب بسرعة بالمفتاح لتسمعه يقول لها من الخارج متوعدا
_ماشي يا آسيا ورحمة أمي ما هسيبك إلا لما ترچعيلي خلود كيف ما خلتيهم ياخدوها مني
كانت تقف خلف الباب بالداخل وممسكة بالمفتاح وهي تتنفس بسرعة وارتيعاد وصوت بكاء صغيرها لا يتوقف أما سمير فقد نزل الدرج ثائرا ليصطدم بعمران أمامه الذي نظر لها باستغراب على تعجله وغضبه الشديد أما سمير فرمق عمران مبتسما بخبث ثم ابتعد من أمامه وغادر ليلتفت عمران خلفه يراقب سمير وهو ينزل الدرج بنظرات ثاقبة ومتعجبة من ابتسامته المريبة له لكنه لم يهتم كثيرا له وظنه مچنون أو معتوه وأكمل طريقه لمنزله وقف أمام باب الشقة وطرق عدة طرقات فيأتيه صوت زوجته المرتعد من الداخل وهي تصيح
_اقسم بالله لو ممشيت من إهنه لاتصل بالبوليس
غضن عمران حاجبيه بتعجب وقلق من ردها فهتف بسرعة بصوته الغليظ
_افتحي يا آسيا أنا عمران!
وكأن الله أرسله لها بالوقت المناسب ردت روحها إليها وفتحت الباب بتلهف وهي تهمس باحتياج
_عمران
ثم ارتمت عليه تعانقه بقوة وتتشبث بجلبابه الصعيدي كانت تحتاج لملاذها الآمن وها هي بين يديه الآن تلقي عن صدرها شعور الخۏف والقلق الذي كان يستحوذها للتو أما هو فهتف باهتمام وحدة يسألها
_هو مين ده اللي كان إهنه وهتتصلي بالبوليس يچيله
ابتعدت عنه وهي تتفادى النظر لوجهه باضطراب وخوف من أن تخبره بالحقيقة فتواجه جموحه وسخطه المرعب وقررت أن تكذب عليه وتقنعه برد يخالف الحقيقة
_أصل كان في واحد غريب إكده شغال يرن الجرس وأنا خۏفت منه وقولتله هتصل بالبوليس عشان يمشي افتكرتك هو لما رنيت
عمران بنظرة مرعبة وغاضبة
_مين ده أصلا وبيرن على الباب ليه ويعرفك من وين
آسيا بارتباك ملحوظ وانزعاج من أسلوبه الفظ
_هو ايه اللي يعرفني من وين يا عمران وأنا إيه عرفني أنا معرفهوش أصلا اهو تلاقيه واحد ساڤل ومش محترم بيرن على الأبواب وخلاص
عمران بصوت غليظ يقذف الړعب في البدن
_أنا شوفت واحد أنا وطالع وكان بيبصلي ويضحك يعني باين عليه قوي أنه يعرفني
تلعثمت وردت مبتسمة برقة محاولة تغير الموضوع
_أه تلاقيه هو بس صدقني ده شكله واحد مچنون أصلا أنت هتاخد على واحد مچنون المهم تعالي يلا ادخل وغير هدومك لغاية ما احضرلك الغدا
رمقها عمران بنظرة جعلت قلبها يرتجف خوفا منه ثم سمعت صوته الرجولي الممېت الذي لا ينم عن خير أبدا
_قصادك عشر دقايق أكون أنا دخلت وغيرت هدومي لو ملقتكيش عندي في الأوضة وبتقوليلي مين ده وكان بيعمل إيه إهنه سعتها ملتومنيش على اللي هعمله معاكي فاهمة ولا لا.. فاهمة
انتفضت فزعا على أثر صرخته الأخيرة بها وهزت رأسها له بالموافقة فورا دون أي جدال أو كلمة أخرى بينما هو فاندفع للداخل إلي غرفته وهو مشتعل من الغيظ والڠضب.
بمدينة مرسى مطروح تحديدا على شاطيء البحر......
كانت فريال جالسة على أحد مقاعد الاسترخاء الطويلة امام البحر على الشاطئ وتراقب زوجها