رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثلاثون بقلم ندي محمود
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
وبالعشق اهتدى
_ميثاق الحړب والغفران ج _
_ الفصل الثلاثون _
داخل المقهى حيث يجلس كل من مروان و علي حول إحدى الطاولات الصغيرة وأمام كل واحد منهم كأس شاي صغير الحجم بعد مرور دقيقتين تقريبا منذ وصول مروان رفع علي الكأس لفمه وارتشف رشفة من الشاي ثم انزله ونظر لمروان يقول بخشونة
_طلبت تقابلني وتتكلم معايا وأنا سامعك أهو
_خلود بلغتك وقالتلك إني كنت موكل محامي عشان تتطلق من سمير وده كان قبل ما اعرف أنه ابن عمي.. ودلوقتي طلبت اقابلك عشان اتكلم معاك في النقطة دي
هز على رأسه بالإيجاب مجيبا على سؤاله فرجع مروان يأخذ نفسا مرة أخرى ويطلقه زفيرا متهملا ثم مال للأمام على علي واستند بساعديه على سطح الطاولة وقال بجدية
طالت نظرة علي المستفهمة لمروان ثم سأله باهتمام ملحوظ في نبرته ونظراته
_كيف
مروان بابتسامة جانبية خبيثة
_تقدر تقول همسكه من أيده اللي بتوجعه بس أنا قولت أبلغك الأول واخد رأيك واشوفك موافق ولا لا أني أتدخل واساعدكم وليك عليا أنه في ظرف يوم مش يومين كمان يكون مستنيكم عند باب المأذون عشان يطلقها
_وأنت بتعمل كل ده ليه وإيه اللي يخليك تدخل في مشاكل مع ناسك!
رفع مروان يده ومسح على وجهه متنهدا ثم أجاب برزانة
_اسمع يا علي انا مقدر كويس أوي نظرتك ليا وعدم ثقتك والصراحة عندك حق أنا لو مكانك هبقى كدا واكتر بس ربنا يشهد عليا اختك أنا مكنش في نيتي حاجة من اول ما قابلتها غير اني اساعدها لما حسيت انها فعلا مظلومة وملهاش حد زي ما قالتلي
_وبعدين إيه نيتك اتغيرت!
رد مروان بكل هدوء وحكمة
_لا لسا زي ماهي الفرق اللي مش هخبيه عليك أن خلود معزتها زادت عندي واصراري على اني اساعدها واخلصها من سمير زاد كمان وخصوصا بعد ما عرفت أنه ابن عمي
رفع علي يده على وجهه ومسح عليه نزولا للحيته مطلقا زفيرا حارا رغم الڠضب الذي يستحوذه إلا أنه تحكم به بمهارة وتصرف بهدوء مرعب وهو يوجه تحذيراته لمروان
_ علي انا مكنش قصدي كدا أنت فهمتني غلط أنا عارف ومتأكد انك تقدر تطلق اختك منه بس أنا كمان عارف ابن عمي وأنه وشيطان وهيعملكم مشاكل كتير لغاية ما يطلقها عشان كدا عرضت عليك المساعدة لاني هخليه يطلقها بكل سهولة ودون أي مشاكل
ابتسم علي بثقة وراح يربت على كتف مروان بامتنان متصنع وهو يجيبه
_تسلم يابشمهندس أنا لو احتچتك في أي حاچة هبقى اكلمك
لوى مروان فمه بحنق بينما علي فتوقف والټفت بعدما ابتعد بخطواته عن مروان وعاد له مجددا بيوجع له تحذيراته الثانية التي كانت مريبة
_أنت شكلك إكده ابن ناس ومحترم يامروان وأنا مش عاوز ادخل في مشاكل معاك خصوصا إنك قدمت معروف لأختي وحميتها أنا اتكلمت معاك وفهمتك إني فاهم زين انتي بتفكر ازاي اتمنى عاد تتصرف على هذا الأساس لانك أكيد فاهم أننا صعايدة ودمنا حامي يعني خليك بعيد عن خلود وشغل الاتصالات والمكالمات ده مينفعش لو عاوز تقولها حاچة رقم تلفوني معاك تقدر تكلمني أنا وبعدين أنت شكلك إكده لساتك متعرفش حاچة واصل ونصيحتي ليك خليك بعيد عن الموضوع ده لأن في حچات أنت متعرفهاش في القصة دي
تسمر مروان بأرضه مندهشا بعد كلمات علي وتابعه بنظراته وهو يبتعد عنه ويغادر المقهى بأكمله وبعقله لا يدور سوى سؤال واحد ماهي الأسرار والأشياء التي لا يعرفها عن خلود وابن عمه .
داخل سيارة بشار كانت رحاب تنقل نظرها بين الطريق أمامها وبينه تراقب تعابير وجهه المريبة تملكها الشك والخۏف منه وتأكدت أن ظنونها حول عودتها له خاطئة وربما هو ينوى لها عقاپ عسير الآن ولكن المرعب أكثر أنها لا تعرف لأي سبب هو غاضب منها وماذا سيفعل وإلى أين سيأخذها
خرج صوت رحاب المضطرب وهي تسأله
_بشار أنت واخدني وين.. وليه متعصب إكده
الټفت لها ورمقها بقسۏة ثم قال
_واخدك عند أبوكي عشان هو اللي يربيكي زين طالما عمتي معرفتش
وكأن دلو من المياه الباردة سكبه فوق جسدها حيث انتفضت في مقعده عند ذكره والدها وراحت تصيح به بسرعة متوسلة إياه بړعب
_لا أبوس يدك يا بشار متودنيش لأبويا أنت عارفه صعب وقاسې كيف قولي بس أنا عملت إيه وأنا هعتذر منك واعملك كل اللي أنت عاوزه بس بالله عليك ما توصل أي حاچة لأبويا وتعمل مشاكل
صړخ بها بصوت جهوري نفضها في مقعدها
_والمشاكل اللي عملتيها ليا ده أنتي هتحليها كمان!!!
أدركت أنه يتحدث عن خطيبته وأن علاقتهم فسدت بسبب ما قالته لها وربما تكون قد تركته أيضا بما أنه غاضب لهذه الدرجة تلألأت الدموع في عيناها خوفا من أبيها الذي سيأخذها إليه ويخبره بكل شيء وراحت تمسك بذراع بشار وهو يقود وتتوسله پبكاء حتى لو كان صعب عليها أن تتوسله بهذه الطريقة لكنها فعلت لكي تنفذ نفسها من بطش والدها
_بشار متخدنيش لأبويا وغلاوة مريم عندك!
ارتدت للأمام على أثر توقف السيارة فجأة بعد جملتها ونظر لها بعصبية صائحا
_متچبيش سيرة مريم على لسانك
اڼهارت باكية وهي تهز رأسها بالموافقة خوفا منه بينما هو فراقب اڼهيارها وبكائها وللحظة أشفق عليها وشعر بحجم الخطأ الذي كان سيرتكبه إذا أخذها لوالدها منعدم الرحمة رفع يده ومسح على وجهه متأففا بغيظ ثم نظر لها باشمئزاز وقال لها
_مع كل تصرف بتعمليه بتنزلي من نظري اكتر واكتر يارحاب وبتثبتيلي قد إيه أنا كنت مغفل وغبي أني حبيتك وبحمد ربنا أنه كشفلي حقيقتك قبل ما اتخدع فيكي اكتر واتچوزك واتخلي عن مريم
رفعت نظرها لها وقالت بعينان دامعة
_أنا بحبك يابشار والله
غلت دمائه في عروقه واڼفجر بها صارخا
_بزيادك كڈب عاد.. ملعۏن أبو الحب اللي