رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل التاسع بقلم ندي محمود
معايا كام مشوار وكمان الطريق كان زحمة ويدوب عقبال ما وصلت
تحركت وابتعدت عنه لتصنع مسافة كبيرة بينهم وهي تهز رأسها بالنفي وتجيب بمضض
_لا مش زعلانة يابشار
اتسعت عينه بدهشة بسيطة عندما وجدها تنفر منه وتبتعد عنه ثم قال لها بانزعاج بسيط
_مش زعلانة كيف يعني يامريم لو مش مزعلك التأخير قوليلي إيه اللي زعلك عشان افهم وارضيكي حتى
_مش هتباركلي!.. أنا افتكرت كل حاچة الحمدلله
فغر شفتيه مندهشا وسرعان ما تخللت اساريره بفرحة غامرة وراح يمسك يدها بحب ويهمس
_الحمدلله ياغالية الحمدلله إيه الأخبار الحلوة دي بس أنا مش قولتلك اطمني ومسيرك تفتكري كل حاچة ومتستعچليش احكيلي عاد افتكرتي كيف
_أنا فاكرة كل حاجة من بدري أصلا
اختفت ابتسامة بشار وظهر الوجوم على وجهه الممتزج بالصدمة وراح يسألها بعدم فهم وصوت رجولي
_كيف يعني فاكرة من بدري.. من مېتا وليه مقولتليش
تجاهلت سؤاله كأنها لم تسمعه وراحت تجيب عليه بسؤال آخر ونظرة متأججة بنيران الغيرة والغل
_صحيح طمني أخبار بنت عمتك رحاب إيه
_رحاب إيه وزفت إيه وبعدين أنتي مالك بتسألي عنها كتير إكده ليه!
زمت شفتيها للأمام بجهل مزيف وقالت في عصبية واضحة
_عادي.. بشار أنت مش حابب تقولي حاجة
رفع حاجبه بحيرة وقال بعدم فهم
_حاچة زي إيه!
_زي مثلا خېانتك ليا وأنك بتحبها وكنت ناوي تسيبني وتتجوزها أو مثلا زي أنك في يوم الحاډث أنت كنت عايز تقابلني عشان تقولي انتي من طريق وأنا من طريق وتروح بعدين تتجوز حبيبتك ويشاء القدر أني أعمل حاډث في اليوم ده.. هااا عرفت هي إيه الحاجة دي!!
_ أنا مش هدافع عن نفسي لأني غلطان من ساسي لراسي بس مش طالب منك غير حاچة واحدة تسمعيني كيف ما سمعتيها وبعدين اعملي اللي أنتي عاوزاه
امتلأت عيناها بدموع القهر وسألته بصوت مبحوح
_كملت معايا ليه بشار صعبت عليك واشفقت عليا مش كدا!.. وأكيد قولت لما تخف وتفتكر كل حاچة هسيبها واروح اتجوز البنت اللي بحبها بس عشان ترضي ضميرك ومتحسش أنك السبب في الحاډث اللي حصل
_مريم اسمعيني الأول أبوس يدك وخليني احكيلك كل حاچة
صاحت منفعلة وانهمرت عيناها فوق وجنتيها غزيرة
_مش عايزة اسمع منك حاچة انا سمعت وشوفت اللي يكفيني وزيادة كنت مستغربة ازاي بتعاملني بالبرود ده قبل الحاډث وكنت بصبر نفسي واقول يمكن مش متعود عليا زي ما أنا كمان لسا بتعود عليه ومع الوقت هيحبني بس اتاري الوضع مش كدا وانت كنت من بداية خطوبتنها بتحب بنت عمتك وقلبك متعلق بيها طيب اتقدمتلي ليه لما لسا بتحبها وعايزها خطبتني ليه!!!
مد يده واحتضن كفها الناعم بين كفيها بدفء شديد ونظر في عينيها وأجاب بمشاعر صادقة وحب حقيقي
_كيف ما قولتي كان قبل الحاډث دلوك كل حاچة اتغيرت وأنا والله العظيم حبيتك وعاوزك تكوني مرتي وتكملي معايا حياتي أنا معرفش رحاب قالتلك إيه بس عاوزك تعرفي أن أي حاچة هي قالتها حتى لو مكنتش بتكدب فهي كانت ماضي دلوك أنا معدش في قلبي حد غيرك
جذبت يدها من قبضته ونظرت له بعينان غارقة في العبرات ومقهورة ثم نظرت لأصابعها وأخرجت خاتم خطبتهم ودموعها تسيل بغزارة فوق وجنتيها ثم أمسكت بكفه ووضعت الخاتم في باطنه وقالت له پألم
_دلوقتي أنا اللي بقولك كل واحد منينا في طريق وارجع لحبيبتك وربنا يسعدكم
نظر في يده يحدق في الخاتم بذهول وتحول حزنه لڠضب بعد عباراتها الأخيرة وعندما وجدها هبت واقفة تنوي الأنصراف وتركه وثب هو أيضا وقبض على ذراعها ليوقفها ويهتف ساخطا
_ارچعلها إيه بقولك أنا بحبك أنتي ومعدتش بحبها ولا عاوزها
سحبت ذراعها من قبضته وقالت بصوت مبحوح وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه
_مش هينفع يابشار خلاص كل حاجة انتهت
أمسك بيدها يريد أن يلبسها خاتمها مجددا وهو يقول برجاء
_طيب البسي خاتمك يابت الحلال بلاش تخربي كل حاچة في لحظة ڠضب أنا بحبك وشاريكي وعاوزك والله وعندي استعداد أعمل أي حاچة أنتي تعوزيها عشان اخليكي تسامحيني متعمليش إكده فيا يامريم أبوس يدك
جذبت كفها من قبضته وقالت باكية وهي تهز رأسها بالنفي
_لا يابشار مش هلبس حاجة قولتلك خلاص خلصت مش هينفع نكمل مع بعض أنا مش هقدر استحمل وأكمل بعد كل ده.
لمعت عيناه وتلألأت بها الدموع التي تراها لأول مرة وراح يتوسلها مجددا بنظرات مغرمة
_مريم متحرمنيش منك أنا مش هتحمل فراقك حقك عليا سامحيني
ولته ظهرها وهي تبكي بصمت ثم قالت بصوت يكاد يخرج من فرط بكائها
_بشار امشي لو سمحت متصعبش الأمر اكتر من كدا أنا عايزة ننهيه بهدوء
خفض نظره لخاتمها الذي بيده وأخذ نفسا عميقا ثم رفع نظره لها وهي توليه ظهرها وقال بعناد وڠضب
_ماشي يامريم همشي بس مفيش حاچة انتهت طول ما أنتي مش عاوزة تسمعيني وتفهمي كل حاچة مني يبقى متنتظريش مني أني اوافقك على الانفصال وخاتمك هيفضل معايا عشان أنا بنفسي هبلسهولك تاني
كانت تكتم صوت بكائها بصعوبة حتى وجدته يندفع إلى الخارج حيث باب المنزل ويغادر فاڼهارت على الأرض باكية بۏجع وحزن شديد.....
داخل منزل عمران الصاوي.......
فتح عمران باب المنزل ودخل ثم نزع حذائه بجوار الباب وهو حاملا بين يديه باقة من الورود الحمراء مغلفة بطريقة رومانسية وجميلة وصاح مناديا على آسيا بحب
_ياغزالتي
كانت هي بالصالة تجلس على ذراع الأريكة المواجهة للشرفة وتنظر للخارج مرتدية ثوب ازرق من القماش الناعم وبقدميها مرتدية حذاء بكعب عالي شفاف وتاركة العنان لشعرها ينسدل على كتفيها وظهرها بحرية.. واضعة قدم فوق الأخرى وعلى مائدة الطعام كانت الصحون كلها ممتلئة بأصناف الطعام المختلفة الذي حضرتها لزوجها
التفتت تجاه الباب فور سماعها صوت ندائه عليها وابتسمت بدلال وبقت كما هي على حالها دون حركة تنظر تجاه الباب منتظرة وصوله لها وعندما وصل لبداية الصالة ورآها بهذا المنظر الأثنوي المثير وجمالها الصارخ تسمر بأرضه وراح يتأملها بذهول وإعجاب فاستقامت هي واقفة برقة وهي تضحك ثم تقدمت نحوها بخطواتها الرقيقة وهي تتمايل في سيرها بغنج حتى وصلت إليه ووقفت أمامه وتقول
_حمدلله على السلامة يامعلم
تمعن النظر في نظرة عينيها المٹيرة وشعر وكأن كل ما تعمله عن الثبات والتحكم برغباته القت به تلك الساحرة عرض الحائط وتهشم فراح يتأملها من أسفلها لأعلاها بلذة ثم عاد ينظر في وجهها الذي يلقي عليه تعويذة سحرية من تعويذاتها وقال
_إكده كتير قوي عليا ياغزال
انطلقت ضحكتها الأنثوية عالية ثم نظرت ليده ولباقة الورد وقالت بفرحة
_الورد دي ليا ياسيد المعلمين
ابتسم لفرحتها وضحكتها التي اخترقت اسوار قلبه ورفع باقة الورد لتكون في مستوى نظرها وأمام وجهها وقال