رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل التاسع بقلم ندي محمود
حد ضايقك ولا قالك أي حاچة في غيابي يا آسيا
أجابته باستغراب وهي تهز رأسها بالنفي
_لا محدش بالعكس دي أمك بتعاملني احسن معاملة لدرچة أني مش مصدقة كيف اتغيرت إكده
عمران بصوت رجولي غليظ وهو يتأفف بحنق
_مش قصدي على أمي يا آسيا أنا قصدي على منى!!
تحولت نظرات آسيا الغيظ وقالت فورا بنظرة ڼارية
_وهي السحلية دي بتعمل إيه إهنه وكيف ليها عين تدخل البيت تاني
_آسيا رايحة وين!
التفتت له وقال بانفعال وغيرة شديدة
_رايحة اعرفها حدودها خړابة البيوت دي إيه اللي چايبها النهاردة في اليوم اللي أنت طالع فيه إلا لو في دماغها نية سودة
عمران بحدة
_محدش كان يعرف أصلا أني طالع النهاردة وهي چاية مع عمتي هي ورحاب يعني شكلها زيارة
_ولو لازم اشفي غليلي منها طبعا تلاقيها فضلت تبصلك تحت وتتلزق فيك كيف عادتها ماهي معندهاش ډم ولا كرامة
أطلق عمران زفيرا حارا بنفاذ صبر ثم رفع يده ومسح على وجهه متأففا وترك ذراع آسيا ثم اقترب منها وحاوطها بذراعيه من كتفيها ثم نظر لعينيها بلطف وقال في رزانة
_احنا ملناش صالح بتعمل إيه إهنه ولا إيه اللي چابها احنا معدناش عايشين في البيت ودلوك بقينا كيف الضيوف وهنرچع بيتنا أنا اللي چابني إهنه عشان أخدك انتي وولدي بس ونروح شقتنا بلاش عاد تعملي مشاكل وأنا مش متحمل ملكيش صالح بيها يا آسيا.. تمام
_حاضر
متمتما لها
_تعچبيني إكده وأنتي مطيعة يا أم الغالي يلا لمي حاچتك وشنطتك أنتي والواد عشان نرچع شقتنا أنا تعبان قوي وعاوز ارتاح في بيتي هروح اتكلم شوية مع بشار وبلال عقبال ما تكوني چهزتي
اتسعت بسمتها بعد كلماته واستعجاله ورغبته في العودة لمنزلهم بأسرع وقت لترد عليه بكل حماس وامتثال لأوامره
بتمام الساعة التاسعة مساءا داخل منزل جلال......
كانت فريال جالسة فوق الأريكة بالصالة وحولها اولادها كل واحد يجلس من جهة وتساعدهم هي في حل واجبهم المدرسي خرج جلال من غرفته بعدما انتهى من حمامه الدافيء واتجه لهم ليجلس على مقعد بعيد نسبيا عن الأريكة ويراقب اولاده وزوجته وبالأخص كانت عيناه ثابتة على فريال يدقق في تفاعلها مع اولادهم فرأى العبوس على وجهها وهي تتحدث معهم حتى عندما تضحك تبتسم بوجه مهموم وعينان منطفئة من بريقهم الجميل فيطلق تنهيدة حارة بحزن على حالها الذي ېمزق قلبه اشتاق لإشراقة وجهها ولمعة عيناها وحماسها للحظة شعر بأنه لم يفقد ابنته فقط بل فقد زوجته معها.
_يلا طالما خلصتوا على اوضتكم وناموا عشان المدرسة الصبح
رغم العبوس الذي ظهر على وجه معاذ وعمار لرغبتهم في عدم النوم إلا أنهم امتثلوا لأوامر أبيهم وهزوا رأسهم بالموافقة واتجهوا نحو غرفتهم ف استقام جلال فورا من مقعده وانتقل بجوار فريال يجلس بجانبها ملتصق بها هامسا
أجبر وجهها على الابتسام لا إراديا له والتفتت له لتجيبه برقة وثقة
_طبعا أنا في كل حالاتي كيف القمر أنت مېتا شوفتني عفشة أصلا!
طال النظر في ابتسامتها بهيام وقال في عينان تفيضان عشقا
_انا بشوفك بقلبي العاشق وعشان إكده عيوني كل ما بتشوفك بتقع في حبك من اول وچديد حتى لو كنتي في حال إيه
مالت بوجهها للجانب وعيناها لمعت بوميض الغرام والتأثر بكلامته الغرامية وهي تنظر له بلوعة ثم رفعت يديها لتهمس له في صوت لفح بشرته السمراء
_أنت بتعمل كل ده عشان بس تنسيني همي وتبسطني ومتعرفش أن وچودك چاري وحبك ليا ده وحده بينسيني همي ويبسطني
ثم رد عليها مازحا ليضيف الضحك والمرح في حديثهم وجلستهم
_إيه يعني قصدك مش عاوزة تروحي الرحلة اللي چهزتالك أنتي والعيال ولا إيه!!!
ابتعدت عنه وهي تضحك مغلوبة عندما رأت على وجهه الضيق المزيف وقالت مستسلمة
_أنا قولتلك لو عليا مش عاوزة اروح مكان بس هروح عشانك وعشان العيال كمان يفرحوا شوية ويتفسحوا
اتسعت بسمته وقال بحماس
_زين.. چهزتي الشنط ولا لسا
هزت رأسها بالنفي مجيبة
_لا لسا
هتف جلال بصوت قوي وهب واقفا ليردف بحدة
_امال مستنية إيه!.. بقولك هنتحرك الصبح بدري قومي يلا نچهزها مع بعض
أطلقت زفيرا طويلا بقلة حيلة منه وهي تضحك لكن سرعان ما هبت وواقفة ثائرة وهتفت پغضب عندما أخيها
_سيبك من السفر دلوك وقولي أنت كيف متقوليش على اللي حصل لعمران أنا كنت بتصل بأمي بالصدفة النهاردة الصبح وقالتلي وكلمت عمران لولا إكده مكنتش هعرف لا وقالتلي أن أنت اللي نبهت أن محدش يچبلي سيرة كمان
رفع جلال أنامله يحك ذقنه ولحيته مبتسما ثم قال بلطف
_مكتتس عاوز اضايقك اكتر ياحبيبتي وكنت خاېف عليكي وأنا لما آسيا قالتلي كلمت بلال واستفهمت منه الوضع إيه وعرفت أنهم هيتصرفوا ويطلعوه فقولت ملهاش لزمة اقلقك واضايقك ولما يطلع ابقى اعرفك واهو طلع بخير الحمدلله
فريال بعصبية بسيطة
_مهما كان ياچلال كان لازم ت.....
قاطعها عن استكمال حديثهاهامسا بخبث
_خلاص عاد مش وقته دلوك اخوكي زي الفل تعالي احنا نجهز شنطنا عشان كمان انا اختار معاكي اللبس المناسب من اللي يحبه قلبي
فهمت مقصده فلكزته في كتفه برقة وقالت بخجل
_جلال.. بعدين متنساش أن العيال معانا
غمز لها ثانية وقال ضاحكا بلؤم
_لا ما أنا عامل حسابي وحاچز أوضة في الفندق بأوضتين يعني اتنين في واحد احنا في أوضة والعيال في أوضة
قهقهت رغما عنها على تفكيره الخبيث ووقاحته ثم أجابته مغلوبة على امرها
_لا أنت مش طبيعي أبدا
بادلها الضحك
اصطف بشار بسيارته أمام البناية التي تقطن بها مريم وخرج من السيارة وهو يحمل بين يديه أكياس ممتلئة بالهدايا كعادته كانت مريم تقف في سرقتها بالأهلى تراقبه بنظراتها الجافة دون أن تبتسم حتى فهي قد عزمت النية على إنهاء كل شيء الليلة بعدما أجرت اتصال به وطلبت منه زيارتها.
ظلت بغرفتها لدقائق حتى سمعت صوت باب منزلهم ينفتح ووالدها يرحب به بحرارة ويتعالى صوت عائلتها ضحكا ومرحا مع بشار ارتدت حجابها وجلست على فراشها ترتب كلماتها وأفكارها حتى تنهي ذلك الأمر بكل هدوء رغم أنه يصعب عليها الانفصال عنه بعدما أحبته ولكن اتضح أنه لا يستحق حبها وكان يستغله.
انتظرت عشر دقائق تقريبا ثم خرجت لهم وهي تبتسم بكل طبيعية لكن عندما نظرت في وجه بشار تلاشت ابتسامتها تلقائيا مما جعله يغضن حاجبيها بتعجب من نظراتها الغاضبة منه وتخيل أنها ربما تكون انزعجت منه لأنه تأخر عليها وعقد النية على مراضتها عندما يجلسون على انفراد ويوضح لها سبب تأخره ويعتذر منها أما فكانت تتفادى حتى النظر لوجهه وتراقب حديثه مع والدها بوجه واجم وقاسې حتى استقام والدها أخيرا وترك لهم الساحة فارغة.
استقام بشار واقفا فور انصراف والدها واتجه ليجلس بجوارها وينظر لها بحيرة وسألها باهتمام
_مالك يامريم أنا عملت حاچة زعلتك لو اضايقتي عشان اتأخرت عليكي حقك عليا أنا بس كان