رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن والعشرون بقلم ندي محمود
وانام محتاج حاجة مني تاني
_لا ياحبيبتي تصبحي على خير روحي
_وانت من أهله
اتجهت إلى غرفتها ثم دخلت واغلق الباب خلفها ووقفت مستندة بظهرها على الباب وهي تزفر بصوت عالي ودموعها تقف على أعتاب عينيها تنتظر الإشارة للسقوط توبيخ والدها لها وموقف عمرو وشجاره مع زوجها كل هذا كان ثقيل عليها
ولم تتحمله صمدت للحظات معدودة لكنها اڼهارت في النهاية باكية كطفلة صغيرة تلقت التوبيخ للتو من والديها.
_وحشتيني ياحوريتي في الكام ساعة دول
سمع صوت شهيقها وبكائها دون أن تجيبه فغضن حاجبيه بحيرة وسألها بقلق
_مالك ياحور في حد عملك حاچة ولا إيه!!
ردت عليه بصوت مبحوح كطفلة صغيرة متذمرة
_بلال احنا امتى هنتجوز بقى أنا زهقت!
استحوذت عليه الدهشة للحظات من ردها غير المتوقع ثم انطلقت ضحكته المرتفعة وراح يجيبها مازحا
حور بعبوس شديد
_أيوة
هتف بخبث وجرأة متغزلا بها
_إيه للدرچادي مش قادرة تتحملي بعدي خلاص صدقيني حتى أن نفسي أنا أخدك على شقتنا واحبسك چوا ويبقوا يوروني هيعرفوا يخدوكي كيف مني
قالت بحنق وشوق يظهر بشدة في صوتها
_طيب امتى بقى هنعمل فرحنا!!
رد بلال بضيق وقلة حيلة
_في مشكلة كدا حصلت النهاردة مع عمران هحلها وهاچي اقعد مع أبوكي ونحدد المعاد.. انتي عارفة اللي حصل مع فريال خلانا نأجل شوية بس خلاص ان شاء الله ده آخر معاد ولو حصل ايه هنعملوه الفرح ده.. أن شاء الله ندخل سكوتي حتى عشان أنا مبقتش قادر استحمل تاني خلاص
_تمام وأنا منتظراك
بلال بنبرة شك وصوت رجولي حازم
_بس أنتي متأكدة أن مفيش حاچة حصلت.. أصل مش حور اللي اعرفها اللي تقول إكده إلا لو في حاچة كبيرة حصلت
أجابت بالنفي في رقة
_لا هيكون في إيه حصل يعني متقلقش أنا بس كنت مخڼوقة ونفسي نعمل فرحنا ونبقى أنا وأنت مع بعض في بيتنا
_واد عمتك ده عمل حاچة تاني ضايقتك ولا إيه!
ارتبكت عند ذكره لعمرو وقالت بسرعة في اضطراب وهي تضحك
_لا لا عمرو إيه اللي يضايقني ده موضوع وعدى خلاص مفيش حاجة صدقني
رد بلال باستسلام رغم أنه لم يقتنع بشكل كلي لكلامها
فقررت مجرى الحديث فورا وراحت تتبادل معه أطراف الحديث في أمور مختلفة حتى تنسى حزنها وأيضا لكي لا تجعله يفكر في عمرو كانت تحاول تفادى المشاكل الذي قد يقع فيها زوجها بسبب غضبه وبسبب ذلك المتطفل ابن عمتها.
بصباح اليوم التالي........
توقف بشار بسيارته بأحد المناطق المكتظة بالسكان وتحديدا توقف أمام أحد المخازن التابعة للمعلم صابر فتح بلال باب السيارة أولا ونزل منها ثم تبعه بشار فالټفت بلال برأسه للخلف إليه وسأله بجدية بعدما رأى رجالهم مصطفين أمام باب المخزن يحرسوه
هز بشار رأسه بالإيجاب ثم اتجهوا هما الأثنين إلى المخزن فافسح لهم الرجال الطريق بعدما رحبوا بهم وفتحوا الباب عندما دخلوا وجدوا رجال صابر وعماله مكبلين بالحبال في الأرض ابتسم بلال بنظرة شيطانية أما بشار فلم يبدي أي ردة فعل واتجه إلى أقرب مقعد ليجلس عليه بكل ثقة دون أن يحيد بنظره عن هؤلاء الشباب الذي اقترب منهم بلال وراح يقول ضاحكا بشړ
_إيه يا منك له.. خايفين إكده ليه امال انتوا عاوزين تعملوا العملة وتنفدوا بچلدكم
رد أحدهم وهو يرتجف من الخۏف
_يامعلم بلال والله احنا ما لينا دعوة ده المعلم صابر هو اللي خطط لكل حاچة واحنا عبد مأمور عنده إهنه أحب على رچلك ما تبلغ عننا الحكومة
انتصب بلال في وقفته وهو يرمقهم مبتسما بعدم رحمة وقال بعدم مبالغة وهو يقترب من بشار ليجلس بجواره
_هو خطط وانتوا نفذتوا
ثم نظر لبشار وسأله بجدية
_صاحب الليلة دي كلها وينه
الټفت له بشار وابتسم ثم هتف بتريث
_زمانه چاي دلوك.. اتقل
رد بلال بكل أريحية قبل أن يصبح مناديا على أحد رجالهم
_وماله التقل صنعة برضوا ياعبدالفتاح
جاء الرجل فورا على أثر صياح بلال عليه فقال له بلال مبتسما
_اعملنا كوبايتين شاي خلينا نظبط دماغنا إكده لغاية ما يوصل صابر ال
هز رأسه موافقا وذهب ليحضر لهم كأسين من الشاي وبعد دقائق معدودة قدمه لهم واخذ كل منهم يشرب بثبات انفعالي وبرود غريب حتى وصل صابر الذي اقتحم المخزن وهو يصيح پغضب
_إيه اللي بيحصل إهنه ده!!!
تسمر صابر بأرضه عندما رأى رجاله مكبلين في الأرض بالحبال وكل من بشار وبلال يجلسون على مقاعده يضعون قدم فوق الأخرى ليسمع جملة ترحيب من بلال بابتسامة شيطانية
_أهلا يامعلم إكده برضوا تتأخر على ضيفوك مش من الأصول دي برضوا
صاح بهم صابر منفعلا في صوت جهوري
_انتوا بتعملوا إيه إهنه في مخزني
استقام بشار واقفا ليردف بصوت رجولي مهيب دون أن يظهر على وجهه أي ابتسامة
_كان ليك أمانة عندينا ورچعنهالك
ثم آشار بعينه على صناديق السمك الذي ارسلها لمخزنهم فتبدلت تعابير صابر للزعر وتابع بشار حديثه مبتسما بغل
_عيبك أنك رميت الصنارة في مكان ممنوع فيه الصيد يامعلم ونسيت أن الصيد ده شغلانتا احنا
ابتسم صابر ساخرا رغم الخۏف الذي استحوذت وقال بعدم اكتراث وثبات مزيف
_وانتوا دلوك ناويين تبلغوا عني صح
اقترب منه بلال حتى وقف أمامه مباشرة وقال بعين مشټعلة بنيران الٹأر
_عليك نور وباتصال واحد بس تكون الحكومة إهنه إلا لو نفذت طلباتنا
نقل صابر نظره بين بشار وبلال بغيظ ثم سألهم بامتعاض
_وهي إيه طلباتكم
بلال بنبرة مخيفة
_تبعت واحد من صبيانك ال دول للقسم ويقول أنه هو اللي حط الصناديق لعمران في المخزن
ضحك صابر باستهزاء وقال بثقة وغرور
_انا مبتهددش يا ولد ابراهيم وأعلى ما خيلكم اركبوه
ثم استدار واتجه إلى باب المخزن ينوي الرحيل لكن اعترض طريقه رجال بشار وبلال فتوقف واغلق عينيه وهوويجز على أسنانه ثم الټفت لهم مجددا وصاح بجهورية
_بلاش تلعبوا معايا پالنار انتوا مش قدي
لم يبالي بشار به وأشار لعينه لأحد رجالهم أن يجري اتصال بالشرطة وعندما رفع الرجل هاتفه ينوي الاتصال قال صابر مستسملا بغيظ
_ماشي هبعت حد من صبياني القسم عشان يشيل الليلة
بلال بنظرة تضمر في ثناياها كل الشړ والغدر
_إكده تبقى بتفكر صح.. قصادك دقيقة تنقي واحد منهم وتبعته القسم ولغاية ما يوصل ويشهد ونتأكد أن المعلم هيطلع نبقى سعتها نهملك مع امانتك ونمشي
الټفت صابر لرجاله واقترب على إذن واحد منهم وهمس في أذنه بكلمات لم يسمعها أحد ثم راح يفك وثاقه ويشير له بأن يذهب اقترب منه بشار بعدما رحل الشاب وهمس لصابر بصوت مرعب يحذره ويهدده دون أن يعرف له جفن
_صدقني ياصابر أي حركة غدر منك إكده أو إكده مش هتاخد في يدي غلوة ومش هستنى الحكومة لما تيچي ده أنا ھقتلك واډفنك إهنه مع الصناديق بتاعتك عمران لو مطلعش من السچن كيف ما دخل روحك هتودع الدنيا
نظر له صابر مبتسما بمكر ولا مبالاة دون أن يجيب أما بلال فقد أشار لأثنين من رجالهم أن يلحقوا بذلك الشاب إلى القسم ويتأكدوا أنه أدلى بإفادته وأن كل شيء يسير كما خططوا بالضبط.
طال انتظارهم لمدة ساعة تقريبا حتى وصل لبلال اتصال من رجاله الذين ذهبوا خلف الشاب فأجاب بلال فورا ونظره ثبات على صابر
_هااا إيه الأخبار
رد عليه الرجل مبتسما بثقة
_اطمن يابشمهندش.. كل حاجة زي الفل الواد ده دخل شهد وهو اللي اتمسك وشال الليلة واللي وصلنا دلوك أنه خلاص كلها ساعة ولا اتنين بالكتير والمعلم عمران يطلع لغاية ما يخلصوا شوية الإجراءات الأخيرة
الټفت بلال لبشار وهو يبتسم باتساع ثم اغلق للاتصال وقال في شموخ وثقة
_المعلم طالع
تنهد بشار الصعداء براحة وفرحة ثم نظر لصابر وقال بخبث
_نهملك احنا عاد دلوك عشان توزع الصناديق دي على حبايبك وتتصرف فيهم
ثم تركه واتجه لخارج المخزن وبلال يسير خلفه وفور مغادرتهم للمخزن انحنى بلال على أذن أحد الرجال وهمس له بحدة
_اتصل بالحكومة ومحدش منكم يتحرك من إهنه لغاية ما توصل واوعاكم يهرب منكم
هز الرجل رأسه بالموافقة ممتثلا لأوامر بلال الذي استقل بالسيارة بجوار بشار وانطلقوا في طريقهم للقسم لينتظروا خروج عمران.
داخل منزل خليل صفوان تحديدا بالطابق الرابع فوق السطح....
كانت غزل تجلس على الأريكة الخشبية بالسطح وفوقها مباشرة السماء تنظر لها بتأمل وهي شاردة تفكر في عرض الزواج الذي عرض عليها بالأمس تائهة ولا تعرف كيف تتصرف ولا بماذا ترد عليهم ترفض وتكون تصرفت بالمنطق أم توافق وتسمع لذلك الهمس الغريب الذي يقلبها.
وسط شرودها وجدت فجأة علي يصعد على الدرج وهو يتحدث في الهاتف ويبدو أنه سيكمل حديثه في السطح هنا فارتبكت بشدة وفورا استقامت واقفة واسرعت لتغادر قبل أن ينهي حديثه حتى لا تضطر أن تكون في مواجهة مخجلة معه أما هو فتعجب من فزعها واحركتها السريعة وهي تنوي الرحيل لمجرد أن رأته ما أن عبرت بجواره حتى قبض على ذراعها ليوقفها رغما عنها ويشير لها بعينيه أن تقف دون حركة حاولت التملص من قبضته وهي تنوي التحدث پغضب لكي يتركها فرمقها بنظرة محذرة ومرعبة أن تصمت لأنه يتحدث في الهاتف فسكتت مجبرة وهي تلوي فمها باقتضاب حتى سمعته أخيرا ينهي حديثه هاتفا
_تمام نبقى نكمل كلامنا بعدين ونشوف الميزانية كام.. سلام
فور أن أنهى الاتصال صاحت به مغتاظة
_أنت ماسك إيدي كدا ليه سيبني عايزة امشي!!
علي مبتسما بخبث
_وأنتي خدتي بعضك وچريتي إكده ليه أول ما شوفتيني وكأنك شوفتي عفريت
ردت بثبات متصنع وقوة
_وأنا هجري ليه.. عادي زهقت من القعدة وحبيت انزل اوضتي تاني فيها مشكلة دي!
رفع حاجبيه بلؤم وهمس لها بعبث
_اممممم.. يعني مش عشان مكسوفة مني مثلا!!
تسارعت نبضات قلبها خجلا وارتباكا وقالت بتلعثم
_ن..عم وأنا اتكسف منك ليه.. أكيد لا طبعا ممكن بقى تسيب إيدي
قهقه بخفة على توترها وخجلخا الذي يشهده لأول مرة وقال غامزا لها بجرأة متعمدا أن يزيد من ذلك الخجل الجميل
_امممم.. طيب قولتي إيه ياعروسة ولا لساتك بتفكري
رغم خجلها إلا اغتاظت بشدة من جرأته معها وهتفت پغضب
_عروسة إيه!!.. ده الموضوع طلع بجد بقى.. أنتي أكيد مش طبيعي
رد مستنكرا ردها الساذج
_هي المواضيع دي بيبقى فيها هزار وأنا معرفش ولا إيه!!
اشاحت بوجهها للجهة الأخرى وهي تتألف بنفاذ صبر ثم عادت له وقالت بجدية وحدة
_ علي فوق أنت أصلا دائما بتتخانق معايا ومش بيعجبك لبسي ولا طريقتي ولا اسلوبي ولا أي حاجة عايز تتجوزني ازاي وليه أصلا!
هتف بكل بساطة وبرود وهو يضحك
_نصيب عاد ياغندورة هتقولي إيه!
غزل بنفاذ صبر وغيظ محاولة أن تجعله يتراجع عن قراره
_ياربي ارحمني.. طيب ولبسي اللي مش بيعجبك
غمز له