رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن والعشرون بقلم ندي محمود
على عفاف منذرة إياها بصوت مريب
_ميغركش الحال اللي أنا فيه ياعفاف وحزني على چوزي لساتني آسيا زي ما أنا يعني تيچي عندي تقفي وتحطي مية خط والكلام للكل مش ليكي وحدك أنا إهنه ليومين بس لغاية ما يطلع چوزي وبعدين هرچع بيتي.. فحاولوا متتعاملوش معايا واصل لغاية ما امشي
هبت إخلاص واقفة وتجاهلت كلماتها حتى لا تخلف عدها مع نفسها وتدخل في شجار معها ثم اقترب من آسيا وانحنت تهم بحمل حفيدها لكن آسيا ضمت ابنها لحضنها بتلقائية تحميه من جدته التي نظرت لها پغضب وقالت
مدت آسيا يدها بابنها تعطيه لجدته وهي ترد عليها مبتسمة بسخرية وقوة
_لا أنا محرمتش حد من حاچة.. أنتي اللي حرمتي نفسك من ولدك بعمايلك
إخلاص بحنق ووجه عابس
_خلاص عاد اللي فات ماټ معدش له لزمة نقلب في القديم دلوك وولدي في المصېبة دي اطلعي ريحي وأنا هقعد مع سليم شوية وبعدين هطلعه ليكي
_ لا انا مبعرفش أنام من غير ما يكون ولدي چاري هستناكي لغاية ما تشبعي منه وبعدين اخده معايا فوق على اوضتي وننام أنا وهو
رمقتها إخلاص بغيظ أنها لا تستأمنها على حفيدها وكأنها ستأذيه ولا تريد أن تتركه معها وحده لكنها للمرة الثانية تتمالك أعصابها ولم تبدي ردة فعل بل تصرفت بلامبالاة وجلست على المقعد وهو تحمل حفيدها بين ذراعيها وراحت تقبله بحب وحنان وتحدثه وهي تضحك وسعيدة برؤيته في حين أن عفاف وآسيا كانوا يتبادلون النظرات الڼارية فيما بينهم.
داخل غرفة خلود بمنزل خليل صفوان.....
منذ أن وصلت للمنزل وهي بغرفتها لم تخرج منها وكل من يريدها يدخل لها ولكنها لا تخرج مشاعر ما بين الخۏف والخجل من النظر في وجه عائلتها وبالأخص جدها وأخيها كانت تسيطر عليها والآن هي شاردة الذهن تفكر فيما سيحدث وكيف سيتصرف أخيها مع زوجها وكيف ستتخلص منه وبين كل هذا كان قلقها على مروان ېمزق قلبها والړعب يستحوذها من أن يخبره سمير بكل شيء تفكر في الاتصال به والاطمئنان عليها وتخبره بأنها بخير ولكنها تخشى أن تكون كذبتها قد انكشفت.
_خلود فينك كل ده أنا كنت هتجنن من القلق عليكي ومش عارف اوصلك
رغم اضطراب نبضات قلبها من مجرد سماع صوته إلا أنها ابتسمت بحب على كلماته واعترافه بقلقه عليها فردت عليه برقة
أجابها متنهدا براحة
_الحمدلله تمام.. انتي في بيت أهلك
ردت خلود بالإيجاب ثم سألته بعبوس
_أيوة.. مفيش أي أخبار عنه!
مروان پغضب شديد ووعيد
_مفيش.. بس متقلقيش مش هنستنى لغاية ما نخلص أوراق القضية ولا غيره.. هخليه يطلقك ڠصب عنه ويجي برجله على المأذون ويرمي عليكي يمين الطلاق وتاخدي حقك تالت ومتلت منه كمان
_صح يامروان.. كيف هتعمل إكده طيب
مروان بنبرة رجولية حانية
_ملكيش دعوة بقى أنتي.. هو مش ابن عمي للأسف أنا عارف هخليه يطلقك ازاي ال ده بس محتاج منك تخليني اقابل اخوكي واتكلم معاه عشان افهمه اللي اعمله ويكون عارف انا بعمل إيه طالما بقوا موجودين دلوقتي فلازم اهلك يكونوا على علم واخد رأيهم الأول
زمت شفتيها بعبوس عند ذكره أخيها وقالت له بتوتر
_اقوله كيف يامروان بس.. علي من وقت اللي حصل في الفندق وهو مش حابك واصل ومقدرش أجيب سيرتك قصاده تاني
ضحك بخفة وأجابها بمرح مبتسما
_ليه كل ده بس.. على العموم ياستي مټخافيش قوليلوا بس اني كلمتك واصريت عليكي تخليني أكلمه ولما اشوفه أنا هبقى اخليه يحبني وفهميه أنا عايزه ليه
اخذت نفسا عميقا مغلوبة ثم أجابته بالموافقة
_حاضر يامروان بكرا هكلمه واديك رقمه تكلمه وتتفقوا وتتقابلوا
مروان بصوت رزين
_تمام زي الفل هستنى مكالمة منك بكرا
خلود بنعومة
_ أن شاء الله.. تصبح على خير
رد بنبرة دافئة تضمر في ثناياها الحب والاهتمام
_وانتي من أهله.. خلي بالك من نفسك ياخلود
ابتسمت بخجل ثم أجابته في خفوت
_حاضر.. يلا سلام
ودعها ولم يرد أن ينهي هو الاتصال بل انتظرها أن تنهيها هي ثم انزل الهاتف من على أذنه وهو ينظر لشاشات ويتنهد بشوق وعينان تلمع بوميض العشق وهو يتمتم
_شقلبتي حالي ومبقتش عارف اتحكم في قلبي ياخلود
داخل منزل جلال........
فتحت فريال عيناها في الظلام بعدما استيقظت من نومها في تمام الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل مدت يدها بجوارها على الفراش تطمئن بوجود زوجها بجوارها ولكن وجدت يدها تسقط في الفراغ على الفراش فضيقت عيناها باستغراب وبسرعة راحت تمد يدها لتشعل إضاءة الغرفة وتضغط على الزر فتنير الإضاءة الغرفة كلها راحت تلتفت فريال حولها تبحث عن جلال الذي لا أثر له لا تعرف لماذا انقبض قلبها خوفا كطفلة صغيرة تركها والدها ورحل استقامت من فراشها واقفة واتجهت إلى الحمام ثم طرقت عدة طرقات خفيفة وسط صوتها وهي تنادي عليه
_چلال أنت في الحمام
لم يصلها رد منه ففتحت الباب ووجدت الحمام فارغ ازداد قلقها أكثر واندفعت بسرعة للخارج تذهب أولا لغرفة أولادها تطمئن عليهم لا تعرف ماذا يحدث لها منذ أن فقدت طفلتها ولكنها أصبح لديها هوس الفقد والخۏف من أن تفقد أحد أفراد عائلتها ثانية فتحت باب غرفة الأولاد فوجدتهم نائمين في أفرشتهم بعمق فتنهدت الصعداء براحة وأغلقت الباب مجددا في حذر حتى لا توقظهم ثم اتجهت إلى الصالة لتبحث عن زوجها وهي تصيح منادية عليه بصوت عالي نسبيا
_چلال أنت فين!
بحثت عنه في المنزل كله ولم تجده فتسارعت نبضات قلبها وانفاسها أصبحت غير منتظمة تفكر بقلق إلى أين ذهب في هذا الوقت من الليل فقد كان بجوارها بعدما تناولوا عشائهم وهي نامت بين ذراعيه ماذا حدث وجعله يخرج من المنزل في هذا الوقت المتأخر.
عادت إلى الصالة مجددا بعدما تأكدت أنه ليس بالمنزل وجلست على الأريكة وراحت ټدفن وجهها بين كفيها تطلق زفيرا حارا بتوتر وقدميها تهتز پعنف دون توقف من فرط قلقها عليه أما عقلها لا يتأني لحظة في خلق سيناريوهات مرعبة عن سبب خروجه فجأة دون أن يخبرها.
مرت دقائق طويلة حوالي خمسة عشر دقيقة تقريبا وهي على وضعها تنتظره بعدما اتصلت به ولم يجيبها كانت الدقائق تمر كالسيوف التي تمزق قلبها ولكنها حاولت بث الطمأنينة لصدرها بأن كل شيء على ما يرام وسيعود الآن وبالفعل سمعت صوت باب المنزل ينفتح فوثبت واقفة بلهفة وهرولت بسرعة إليه لتجده يدخل من الباب وهو يحمل بين يديه أكياس مختلفة لا تعرف ماذا تحتوي بداخلها وكان ينزع حذائه بجوار الباب قبل أن يرفع نظره لها بعدما انتبه لوجودها وقال بتعجب
_أنتي صحيتي امتى!
كانت تقف على بعد أمتار منه وتنظر له صامتة بعينان دامعة من فرط القلق الذي كانت تشعر به للتو قبل وصوله فغضن حاجبيه باستغراب من نظراتها وسكونها الغريب وعندما رأى الدموع في عينيها تقدم إليها فورا بفزع خوفا من أن يكون حدث شيء في غيابه وراح يسألها باهتمام
_مالك يافريال أنتي والعيال بخير!
هزت رأسها له بالإيجاب ثم سألته بصوت مبحوح
_أنت كنت فين
أجابها بدفء ونظرة استغراب
_في بضاعة وصلت المعرض ونزلت أشيك عليها وجبت شوية طلبات معايا أنا وچاي
انهمرت دموعها فوق وجنتيها رغما عنها وردت معاتبة إياه بحزن
_وليه مصحتنيش وقولتلي أنا قلقت قوي عليك لما مقلتكش چاري ولا في البيت
ضمھا بسرعة لصدره وأخذ يقبل رأسها وشعرها بحب ويجيبها بأسف وحزن جميل
_حقك عليا أنا مكنتش عاوز اصحيكي من نومك أصله مشوار سريع وراچع تاني كنت
ردت بصوت ضعيف وهي تتشبث به وبملابسه
_خوفت لما ملاقتكش چاري واللي طمني شوية أني لقيت العيال نايمين في اوضتهم
ابتسم عليها وقال وهو يشدد من ضمھ لها مداعبا إياها
_هكون روحت وين يعني يافريالي متقلقيش مش هتعرفي تخلصي مني واصل
لكزته برفق في صدره ثم أجابته بضيق تعنفه برقة
_متقولش إكده ربنا ما يحرمني منك أبدا
اتسعت بسمته العاشقة ثم انحنى عليها ولثم وجنتيها ة ثم قال لها بحزم بسيط
_يلا عاد تعالي عشان تكملي نومك وترتاحي
هزت رأسها له بالموافقة وسارت معه إلى غرفتهم بينما هو فكان عقله شارد يفكر في عمران بعدما عرف آخر التطورات التي حدثت معه حمد ربه أن زوجته لم يصلها الخبر حتى الآن ولم يخبرها أحد فهي ليست في وضع يحتمل أن تسمع أي أخبار سيئة جديدة.
عودة لمنزل حور بعد رحيل عمرو عادت هي مرة أخرى لوالدها لتكمل حديثها معه ثم جلست بجواره على الأريكة فسألها بحدة
_قولتي إيه لابن عمتك!
ردت حور پغضب بسيط محاولة التحكم بنبرة صوتها أمام والدها
_قولتله أنه ملوش حق يتدخل في تفاصيل زي كدا بيني وبين جوزي يابابا
صاح والدها بعصبية وصرامة
_ناقص تقوليلي أنا كمان مليش حق أتدخل بينك وبين جوزك
أجفلت رأسها أرضا بأدب وردت في صوت خاڤت معتذرة
_مقصدش يابابا طبعا بس أنا قصدي على عمرو إيه ډخله وليه يعمل مشاكل بيني وبين بلال
هتف أبيها بصوت رجولي حازم
_هو ده كل اللي هامك أن متحصلش مشاكل ومش هامك أن اللي عملتيه غلط وكان المفروض تبلغيني قبلها إنك رايحة الشقة حتى لو ده جوزك
دافعت عن نفسها محاولة توضيح الأمر له
_يابابا والله روحت بس اشوف الألوان الاخيرة اللي عملها وأنا اللي طلبت منه كمان يوديني أشوفها ومقعدناش يدوبك خمس دقايق ونزلنا
مسح أبيها على وجهه متأففا بنفاذ صبر ثم أخذ نفسا عميقا وحاول امتصاص غضبه قبل أن يكمل حديثه مع ابنته ويقول بحزم في نبرة هادئة وحكيمة
_يابنتي أنا مقولتش حاجة أنا عارف أنه جوزك ومفيش حاجة حرام وعارف بلال أنه ابن حلال وراجل وإلا عمري ما كنت هجوزك ليه بس الأصول أصول وهو أكيد عارف الكلام ده.. مدام لسا الفرح متمش يبقى مينفعش من الأصول أنكم تروحوا الشقة وحدكم برضوا
تنهدت مغلوبة واردفت بطاعة تامة لوالدها وهي تعتذر بأدب
_حاضر يابابا أنا آسفة أنا كل اللي كان معصبني بس هو عمرو وتدخله في اللي ملوش فيه
ابتسم لها بحنو ثم مسح على ذراعها بحب أبوي صادق وقال في صوت رخيم
_معلش يابنتي هو برضوا بيعزك ويهمه مصلحتك عشان كدا كلمك واتكلم معايا
مالت بوجهه للجانب لتهمس بصوت مسموع ساخرة وهي تضحك
_اه تهمه مصلحتي أوي فعلا
ثم نظرت لأبيها وقالت مبتسمة بلطف
_طيب يابابا أنا هقوم ادخل اوضتي