الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن والعشرون بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

وبالعشق اهتدى 
_ميثاق الحړب والغفران ج _
_ الفصل الثامن والعشرون _
اتسعت عيني غزل پصدمة بعدما سمعت اسم الرجل الذي يريد الزواج منها تقولها إنصاف بكل بساطة وفخر وكأن الأمر طبيعيا وهي لا تدري ما يجول بذهن غزل الآن ف علي كان آخر رجل تتوقع أنه سيرغب بها بعد كل الشجارات والجدالات التي بينهم هم تماما كقطبين متنافرين.. هو بالشرق وهي بالغرب بل أن السؤال الحقيقي الآن كيف يريد الزواج منها هل هو من طلب هذا أم أمه تقترح مجرد اقتراح دون أن يعرف ابنها وأن هو كان الذي طلب.. لماذا.

فاقت من صډمتها بعد لحظات طويلة وتطلعت في إنصاف بعدم استيعاب ثم انطلقت منها ضحكة عالية وردت باستهزاء
_no way.. أنتي أكيد بتهزري ياطنط إنصاف صح
تعجب إنصاف من ضحكها وسخريتها فردت عليها بكل جدية
_وهو الحديت ده فيه هزار!!.. إيه اللي بيضحكك عاد!! 
اتسعت عيني غزل بعدم تصديق بعدما أكدت لها أن الأمر جاد ولا تمزح فضحكت بصمت تحاول استيعاب ما يحدث ثم راحت تسألها بفضول وعدم فهم
_ثانية واحدة ياطنط معلش هو علي ميعرفش بالكلام ده صح وانتي لسا هتفتاحيه فيه وانتي بس بتعرضي عليا وبتشوفي رأى مقدما قبل ما تتكلمي معاه right 
كان دور إنصاف هذه المرة حيث انطلقت قهقهتها عاليا على سذاجة تلك الفتاة وعفويتها ثم اجابتها وسط ضحكتها بازدراء
_وهو ينفع نتكلم مع العروسة من غير ما يكون العريس عارف يابت انا معرفش أنتي كنتي عايشة كيف في أمريكا ولا إيه عاداتكم هناك عاد بس إهنه ياغالية العريس يا أما حد من ناسه بيرشح العروسة ليه وبيشوفها وبعدين بنكلم العروسة وهي تشوفه كمان وناخد رأيها يا أما بيكون هو شافها وعچبته وبيروح يقول لناسه أنه عاوزها كيف ما حصل مع ولدي دلوك
عباراتها الأخيرة جعلت غول ترمش بعينيها عدة مرات في دهشة ثم سألتها سؤال ساذج لتتأكد مما سمعته
_يعني أنتي قصدك أن علي هو اللي طلب منك أنك تتكلمي معايا وتاخدي رأي!!
إنصاف بنفاذ صبر وهي تضحك
_أيوة امال هيكون مين يعني أنتي مالك إكده بقى فهمك على قدك يابت!! 
عادت تسأل مرة أخرى بكل بلاهة
_معقول يعني هو اللي عاوز يتجوزني! 
ضړبت إنصاف كف على كف مغلوبا ومتعجبة منها مرددة بصوت مسموع
_لا حول ولا قوة إلا بالله.. أنا عارفة أن ولدي وسيم مش لدرچة تتصدمي إكده يعني 
مالت غول بوجهها للجهة الأخرى واتغنست في صډمتها تفكر بالأمر من جميع جوانبه وتحاول تخمين سبب طلبه الزواج منها وكلما تقذف في ذهنها احتمالية أو فكرة إعجابه بها وحبه لها تحركها فورا رافضة تصديقها فهي لم تكن تتخيل أبدا أن علي يكن لها المشاعر في قلبه وكانت دائما تنظر له على أنه لا يستلطفها ويكرهها.
قطع حبل أفكارها صوت إنصاف وهي تسألها بحماس وابتسامة عريضة
_هااا قولتي إيه يا عروسة نقول مبروك ولا إيه 
انتفضت في جلستها كالتي لدغتها عقرب وردت على إنصاف بسرعة في ارتباك وخجل
_لا لا لا مبروك إيه.. أنا لسا هفكر وممكن أرفض كمان
تجهم وجه إنصاف فورا واختفت بسمتها مندهشة من ردها ثم اجابتها بقوة بعد لحظات من الصمت وهي تهب واقفة وتمسح على ذراعها
_طيب فكري براحتك ياحبيبتي بس خليكي عارفة أنك مهما تلفي وتدوري مش هتلاقي راچل احسن من ولدي يصونك ويحبك ويحافظ عليكي وأهو القريب احسن من الغريب وده واد عمك ومن دمك ومحدش هيخاف عليكي زيه
أنهت إنصاف كلماتها ثم استدارت وسارت لخارج الغرفة تترك غزل وحدها غارقة في تفكيرها ومحاولاتها لاستيعاب ما حدث للتو لا تفكر في رد بالموافقة أو الرفض الآن بل تحاول أن تدرك الأمر أولا ومن ثم تفكر كيف ستتصرف.

بمكان آخر داخل منزل حور........
تقدمت إلى والدها بخطواتها المرتبطة بعدما طلب منها أن تشاركهم في جلستهم فاقتربت حتى جلست بجواره على الأريكة ثم رفعت رأسها ونظرت لابن عمتها عمرو بخزي وضيق أما هو فكان يتفادي النظر إليها وكأنه لا يراها غير مكترثا بالموقف الذي تركها فيه أمام والدها كانت هي متيقنة من أنه أخبر والدها بما حدث عندما رأت تعبيرات وجه والدها المنزعجة وماهي إلا لحظات معدودة حتى سمعت صوت والدها وهو يقول بحزم بسيط
_عمرو حكالي على اللي حصل
اطرقت حور رأسها بإحراج وقلق من رد فعل والدها بينما أبيها فتابع بضيق
_مهما كان تصرف عمرو إيه بس هو بيعتبرك زي أخته وكان مهتم لأمرك وعشان كدا معجبهوش اللي شافه وهو معجبنيش أنا حتى
تشجعت ورفعت رأسها تجيب على والدها بنبرة مهذبة وسط نظراتها المحتقنة لعمرو
_طيب يابابا ممكن نتكلم جوا وحدنا وأنا هشرحلك وافهمك كل حاجة لاني مش حابة اتكلم قدام حد في حاجة حساسة زي كدا تخصني أنا وجوزي
ضغطت بقوة على كلمة جوزي أمام عمرو لتظهر له حزمها وانزعاجه الحقيقي منه أما والدها فالټفت برأسه إلى عمرو الذي هب واقفا فورا بعد سماعه تلك العبرات من حور وقال لخاله
_طيب ياخالي انا هستأذن بقى عايز حاجة مني
رد والد حور بدفء
_خليك يابني اتعشى معانا 
عمرو مبتسما بلطف
_لا مرة تاني أن شاء الله وكمان عشان حور تاخد راحتها في الكلام معاك
هز رأسها بالموافقة وودع ابن أخته بعينيه مبتسما له أما حور فقد استقامت واقفة وقالت لوالدها على عجالة
_لحظة يابابا أنا هروح اقول لعمرو حاجة وارجعلك
لم تهمل والدها الفرصة ليعترض أو يسألها عن ماذا تريد أن تتحدث مع ابن عمتها اندفعت خلف عمرو مسرعة ونادت عليه عند باب المنزل بالضبط قبل أن يفتحه وينصرف
_عمرو استنى
توقف على أثر صوتها والټفت لها ليقف بكل ثبات وشموخ ينظر لها بثقة منتظرا أن تبدأ في الحديث أما هي فرمقته بغيظ وقالت بخزي
_تعرف أنت نزلت من نظري أوي بعد اللي عملته ده بجد لو كان في خاطر ليك عندي للعشرة اللي بينا وأنك ابن عمتي وكنا في يوم من الأيام اكتر من اصحاب فحتى دي خسرتها
أجابها بغل وغيرة
_خسرتها ليه عشان عرفتك غلطك وكنت خاېف عليكي
صاحت بعصبية في أول جملة لكن سرعان ما تحكمت في نظرتها حتى لا تصل لمسامع أحد من عائلتها
_خايف عليا من إيه.. ده جوزي بعدين أنت مالك نقعد في شقتنا ولا في الشارع حتى أنا مش صغيرة وعارفة الصح من الغلط ولو في حد ليه الحق أنه يعرفني غلطي فهو بابا مش أنت وبعدين متضحكش على نفسك وعليا أنا مش عبيطة وفاهمة أوي أنت عملت كدا ليه.. قال خاېف عليا!! 
تبدلت تعابير وجهه بعد عباراتها الأخيرة لكنه تصرف ببرود واجابها ضاحكا بسخرية
_اللي بتفكري فيه ده مش صح ومتحطيش الخرفات دي في عقلك
ضحكت باستهزاء وهي في قمة انفعالها ولأول مرة تشهر عن أنيابها الشرسة وتقول بنظرة ڼارية وكلها تحدي
_بابا اللي أنت جاي تشتكيله عشان تعمل مشاكل بيني وبين جوزي وهو فاكر انك بتعتبرني زي اختك وخاېف عليا لو عرف أن أنت كل همك أنك تخرب بيني وبين بلال بسبب حقدك وغيرتك أني موافقتش عليك لما اتقدمتلي.. هيقول إيه صدقني أنا مش عايزة اعمل مشاكل واجيب سيرة لبابا ولا بلال حتى أن أنت بتعمل كدا ليه فبلاش أنت اللي تبدأ المشاكل وتضطرني اتصرف تصرف مش لطيف ياعمرو
ابتسم بسخرية رغم غيظه من ټهديدها الصريح له
_أنتي بټهدديني كمان! 
حور بكل ثبات وقوة
_لا أنا مش پهددك أنا بحذرك وبعرفك عواقب تصرفاتك دي إيه صدقني بلال أنا حوشته عنك بالعافية النهاردة فمتضطرنيش احكيله واحكي لبابا على كل حاجة
مسح على وجهه بغيظ ثم تأفف بقوة وقال بعصبية
_قولتلك أنا مفيش حاجة من ناحيتي وكل ده خرفات ومټخافيش مش هتضطري تحكي لحد حاجة.. أنا غلطان إني فكرت فيكي وحبيت اوعيكي اعملي اللي تعمليه انا مليش دعوة بيكي بعد كدا تاني
انهى عباراته ثم الټفت بجسده تجاه الباب وفتحه لينصرف وترد هي من خلفه بصوت مسموع في حنق
_ياريت برضوا يكون أفضل

داخل منزل ابراهيم الصاوي.....
فتح بلال الباب ثم دخل وهو يحمل بين يديه حقيبة ملابس زوجة أخيه وافسح الطريق لها لكي تدخل دخلت آسيا وهي تحمل ابنها الصغير في حضنها وكان جميع العائلة بالصالة وفور رؤية إخلاص لبلال وثبت واقفة بلهفة لتسأله عن حال ابنها وتطمئن عليه لكنها تجمدت عندما رأت آسيا تدخل خلفه نقل بلال نظره بين زوجة أبيه وأمه وعمه في جدية ثم قال موضحا لهم الأمر عندما رأوا حقيبة ملابس آسيا في يده وصابهم الفزع
_متقلقوش عمران بس طلب مني اجيب آسيا هي وسليم إهنه عشان يبقوا في آمان ويطمن عليهم
كانت آسيا في عالم آخر تنظر لابنها وعيناها غارقة بدموع الندم وهي لا تتوقف عن لوم واتهام نفسها بأنها السبب في سجن زوجها لأنها لم تحذره واخفت عليه ما تعرفه فاقت على صوت عبد العزيز وهو يقول لها بلطف
_تعالي يابنتي خشي واقفة عندك إكده ليه! 
تحركت آسيا باتجاه الأريكة وجلست عليها وهي شاردة الذهن ولم تكترث بإخلاص بذرة واحدة ف همها يكفيها أما إخلاص فبرغم حنقها من آسيا وكرهها لها المستمر إلا أنها لم تصدر أي ردة فعل لأجل ابنها فقد عزمت النية وأخذت عهد على نفسها أن تعامل زوجته بكل حسنة لكي يسامحها ولا تخسره مجددا.
نظر عبد العزيز لبلال الذي اقترب وجلس بجوار أمه وهو يتنفس الصعداء بضيق وقبل أن يسأله سبقته إخلاص وهي تسأله پخوف ودموع في عينيها
_أخوك عامل إيه يابلال طمني وقولي أنه هيطلع منها
نظر لها وقال مبتسما بثقة وهدوء
_متقلقيش يامرت أبويا هيطلع أن شاء الله يومين بالكتير ويرچعلنا
ضيق عبد العزيز عينيه باستغراب من ثقة بلال التامة وهو يتحدث وشك بأن هناك أمور خفية لا يعرفها فراح يهتف لبلال بصوت غليظ
_تعالي يابلال في اوضة الجلوس ورايا عاوزك في كلمتين
اجابه بكل طواعية قبل أن يتسقيم واقفا
_حاضر ياعمي 
كانت عفاف تنظر لآسيا الجالسة بجوارها من الجهة الآخرى وقالت لها بجفاء نابع من حقدها عليها
_قومي يابت خليل ريحي في أوضة چوزك فوق ونومي ولدك على السرير متقلقيش مهو بلال قالك هيطلع منها
صمت قاټل لمدة خمس ثواني مر بينهم وهم في انتظار الرد من آسيا التي كانت كفتيل قنبلة تنتظر أن يشعلها أحد لټنفجر بالجميع أن وافقت ودخلت ذلك المنزل مجددا فهو فقط لخاطر زوجها وهو في محنته حتى لا يكون بين الحوائط الأربعة منشغل بها وبابنه لكن يبدو أنها سيتحتم عليها أن تشهر عن ردائها الشرير أمام هؤلاء الوحوش حتى لا يلتهموها فالحزن والضعف الذي أظهرته للتو لن يجلب لها سوى المتاعب.
التفتت فجأة بوجهها إلى عفاف والذي كان يشبه وجه الأشباح تماما بسبب تعبيراتها المرعبة وراحت تجيب

انت في الصفحة 1 من 4 صفحات