رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل السابع والعشرون بقلم ندي محمود
سامحيني ياما ومتدنيش انتي كمان ضهرك أنا معدش ليا حد خلاص
دققت إنصاف النظر في وجه ابنتها وقرأت علامات الټعذيب الجسدي التي كانت تتعرض له ورأت نظرات الندم والشوق في عينيها فلم تتمكن من حجب نفسها عنها وتمثيل القسۏة أكثر فقلبها ېحترق شوقا وخوفا عليها كل ليلة وهي تفكر وتتساءل كيف حال ابنتي الآن وماذا تفعل مع ذلك الرجل وكيف يعاملها والآن كيف تصمد أمامها وهي بهذه الحالة بينما هي كانت تتمنى رؤيتها وضمھا لصدرها.
_بتي.. بتي
اڼهارت خلود قواها بين ذراعين أمها وارتفع صوتها أكثر وأكثر ومستمرة في ترديد
كلمات الاعتذار والندم أما إنصاف فكانت مكتفية بالبكاء وضمھا فقط وبعد دقائق ابعدتها عنها واحاضنت وجهها بين كفيها وهي تنظر له بدقة وتقول في ألم
ردت خلود بأسف وصوت مبحوح يكاد لا يسمع من فرط بكائها
_حقكم عليا ياما أنا حطيت راسكم في الطين وخنت ثقتكم فيا وليكم حق تعملوا فيا اللي تعملوه بس أنا دلوك ندمت ومش طالبة منكم غير أنكم بس تحموني منه انا لو رچعتله تاني هيقتلني ويخلص عليا واصل
_بعد الشړ متقوليش إكده.. ېقتل مين هي سايبة ولا إيه.. ده أنا اخد روحه بيدي مش كفاية اللي عمله فيكي وأنه ضحك عليكي مټخافيش أخوكي چارك ومحدش يقدر يقربلك وأنا معاكي وهتفضلي إهنه في بيت أبوكي وچدك في الحما والصون
ابتسمت خلود بفرحة واطمئنان ثم انحنت على يد أمها تقبلها ثانية وهي تقول بشكر وامتنان وحب صادق
مسحت إنصاف على ذراع خلود بلطف ثم قالت لها بهدوء
_يلا غيري هدومك وارتاحي وأنا هنزل اشوف أخوكي عمل إيه مع چدك
هزت خلود رأسها بالموافقة وهي ترسم على ثغرها ابتسامة منطفئة أما إنصاف فقد استدارت وغادرت الغرفة وأغلقت الباب خلفها لتتركها بمفردها وحيدة وهي تفكر بألف سؤال وأولهم كان مروان.. ماذا فعل مع سمير وكيف تتواصل معه وتطمئنه عليها.
داخل منزل جلال......
كانت فريال بغرفتها تجلس فوق الفراش وساكنة تحدق في الفراغ بوجه عابس وشارد بعدما تركوها اولادها وذهبوا للنوم بقت هي بمفردها لدقائق طويلة نسبيا حتى دخل الغرفة جلال وهو يحمل فوق يديه صينية فوقها صحون من الطعام المختلف اقترب منها وجلس بجوارها ثم وضع الصينية أمامها على الفراش وتمتم في حب
هزت رأسها بالرفض وأشارت بيدها بالنفي قائلة
_معوزاش آكل يا چلال مليش نفس
لوى فمه بضيق ثم أجاب بنبرة حازمة قليلا نابعة من اهتمامه وقلقه عليها
_مغبش حاجة اسمها مليش نفس لازم تاكلي وأنا هاكل معاكي كمان
نظرت الطعام بانعدام شهية ثم اشاحت بوجهها بعيدا وقال بصوت ضعيف ووجه ذابل
_لا مش قادرة شيله من قصادي
تنهد الصعداء بحنق من عنادها ورفضها الطعام لكنه رسم البسمة المحبة على ثغره وراح يفرد ذراعه ويلفه حول كتفيها ثم يضمها إلى صدره متمتما بحنو مقبلا رأسها
_طب حتى كلي عشان خاطري ده أنا عامله بيدي ليكي اهون عليكي تضيعي تعبي إكده عشانك ومتكليش لقمة حتى!!
التفتت له بدفء لكن تلألأت العبرات في عينها وقالت له بأسى
_مليش نفس لأي حاچة ياچلال!
زم شفتيه بعبوس ثم أخذ نفسا عميقا وانحنى عليها بقبل شعرها ووجهها بقبلات دافئة
وهو يهمس لها بصوت رخيم