رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس والعشرون بقلم ندي محمود
ونظرته المتحسرة على زوجته النائمة وكان عمران بالمثل ينظر لشقيقته في أسى وحزن...
بعد مرور ثلاث ساعات بتوقيت الساعة العاشرة مساءا داخل سيارة علي كانت خلود تجلس على المقعد المجاور لمقعده في السيارة وتتابع الطريق بشرود وراحة نفسية واطمئنان تشعر به لأول مرة منذ وقت طويل ووسط انشغالها بالطريق وانتظارها أن يصل بها أخيها الي المكان الذي أخبرها بأنه سيبقيها فيه مؤقتا حتى يتثنى له التفكير والتأهيل فيما سيفعله بزوجها وكيف سيطلقها منه.. وجدت السيارة تشق الطرق الضيقة التي بمنطقة منزل والدها ويسير بها علي متجها إلى منزل خليل صفوان.. اتسعت عيناها وتسارعت دقات قلبها خوفا وقلقا والتفتت بسرعة إلى علي تسأله بارتباك
رد عليه بصوت رجولي غليظ دون أن يحيد بنظره عن الطريق أمامه
_وهو في مكان آمن اكتر من بيت أبوكي!!
غضنت حاجبيها باستغراب وحيرة من أمر شقيقها وراحت تتمعنه وتدقق النظر في وجهه محاولة اختراق عقله وفهم ما يدور داخله وبين كل لحظة والأخرى تتلفتت حولها وتشاهد شوارع منطقتهم بعيون مضطربة حتى توقفت السيارة أمام المنزل أخيرا بتلك اللحظة شعرت خلود وكأنه قلبها سيقفز من موقعه لفرط خۏفها من القادم وتذكرت كل شيء في ثواني كيف خرجت من منزل والدها وماذا فعلوا بها وكيف تزوجت ذلك الوغد سمير فارتجفت في مقعدها وانكمشت بارتيعاد ثم نظرت لأخيها وتوسلته
الټفت علي لها ورمقها بنظرة ممېتة وقال بحدة
_هتبصي كيف ما بصيتي في وشي وطالما أنتي توبتي وندمتي كيف ما بتقولي يبقى خلاص تدخلي وتحبي على راس أمك وراس چدك وتطلبي منهم السماح
امتلأت عيناها بالعبارات وقالت بصوت مبحوح
_أبوي وچدي وچلال محدش فيهم هيقبل يدخلني البيت وهتقوم القيامة رچعني أبوس يدك وبلاش مشاكل أنا خاېفة منهم
_انزلي ياخلود من غير حديت كتير.. طالما أنا اللي چبتك بنفسي متهابيش حد مفيش مكان ينفع تقعدي فيه غير إهنه مينفعش تقعد في شقة لحالك
امتثلت لأوامر أخيها بعد لحظات من التفكير والصمت الممتزج بخۏفها من القادم خرجت من السيارة وإذا به يجدها تتشبث بذراعه وهي تنظر له بضعف وتقول
رد بصوت مقتضب
_معدش في رچالة في البيت غيري أنا وچدك
رغم أنها تعجبت من رده لكنها لم تعقب كثيرا وحمدا ربها أن چدها فقط موجود ليخف حدة الصراع الذي سيقوم الآن بسببها بين جدها وأخيها.
سارت مع علي وهي تتعلق بذراعه تحتمي به رغم أنها تشعر بانزعاجه البسيط لكنها كانت تريد أن تذكره أنها الآن ليس لديها غيره ليحميها تعلم أنه لم يسامحها حتى لو يساعدها ولا يرضى بظلمها ولكن مازال غضبه منها لم ينتهي وبالتأكيد لن يسامحها بسهولة...
داخل المستشفى بغرفة فريال جالسة فوق الفراش وتستند بظهرها على ظهر الفراش وعيناها عالقة على الفراغ أمامها بسكون مريب تتذكر اللحظة التي أخذها فيها جلال بعد استيقاظها لترى ابنتها للمرة الأخيرة قبل أن يأخذوها للډفن أن سألوها الآن كيف كان حالك وبماذا شعرتي لن تستطيع الإجابة فهي لا تتذكر أي شيء وكأن ما حدث كان كابوس ولا تريد تذكره نظرت لطفلتها واعتبرتها نائمة في سباتها العميق رفضت في