السبت 23 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع والعشرون بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

مغلوبة في رقة
_رايحة عند جدو هتكلم معاه شوية في موضوع ممكن بقى تعديني! 
هز رأسه بالرفض وبنظرة حازمة أجابها في غلظة
_لا مش ممكن لأن چدو مش فاضي ومعاه ضيف تحت في المندرة بيتكلموا
سألت بفضول وحيرة من ذلك الضيف الذي يأتي في الليل هكذا
_ضيف مين!! 
تجاهل علي سؤالها وأخفض نظرها بجسدها يتفحص ملابسها التي كعادتها لا تعجبه لأنها تظهر مفاتنها ومحاسنها وهذه المرة غيرته أصبحت الضعف عندما تذكر أنها قريبا قد تصبح زوجته هل سيتركها تخرج أمام الرجال هكذا ليرى الجميع مهو ملكه وحده اشتعلت النيران في صدره ورفع عينه يرمقها بڼارية وهو يوبخها في صيغة سؤال
_إيه اللي لبساه ده! 
لم تستغرب من سؤاله ف فالواقع كانت ستستغرب أن لم يسأل كعادته ويتشاجر معها تنفست الصعداء وأجابته بكل برود وهي تبتسم
_دي clothes يا علي تخيل أنت ليه مش عايز تقتنع أن ده لبسي وطريقتي! 
تجاهل سخافة كلماتها حتى لا يفقد السيطرة على نفسه وقال بهدوء متصنع
_طيب اطلعي غيري هدومك دي يلا
اتسعت ابتسامتها بكل استفزاز وسألته في سخرية
_why?
مازال يحافظ على هدوئه أمامها ورد بكل رزانة
_عشان مش عاچبني!! 
ضحكت غزل باستهزاء وقالت
_وهو أنت إيه اللي بيعجبك أصلا يا علي أنا مفيش حاجة لبستها معترضتش عليها أو عجبتك 
ابتسم أخيرا ولاحت في عينه نظرة مغرمة وهو يهمس في مكر
_لا الفستان اللي كنتي لبساه امبارح عچبني قوي وكان محترم وحشم مخليكي كيف الأميرة
تذكرت الثوب الذي كانت ترتديه أمس وأنه رآها به عندما دخلت إلى جدها لتعطيه الشاي وكان هو يجلس معه أعجبها الاطراء الذي ألقاه على سمعها الآن وأنه يتغزل بها بشكل غير مباشر فارتفعت بسمتها إلى ثغرها لا إراديا وراحت تسأله بعفوية كالأطفال وهي خجلة
_بجد كان شكله حلو عليا
حرك حاجبيه بالإيجاب ردا على سؤالها وهو يبتسم بحنو ويتأمل خجلها الجميل بينما هي فازاحت نظرها بعيدا عنه خجلا حتى وجدته ينحنى عليها ويهمس في أذنها مبتسما
_انتي كل حاچة بتلبسيها حلوة ياغندورة ولكن في حچات مبحبش حد يشوفك بيها غيري كيف اللي أنتي لبساه ده
نزلت بنظرها إلى ملابسها بتلقائية في دهشة وخجل شديد ثم نظرت له بارتباك مطولا حتى قالت له وهي تتقهقهر للخلف
_أنت مش طبيعي وفيك حاجة غريبة
ألقت عباراتها على مسامعه ثم استدارت وانطلقت مسرعة إلى غرفتها مجددا تهرب من نظراته وتلمحياته الجريئة وتركته هو يقف مكانه يبتسم على ما قالته للتو.

داخل منزل عمران الصاوي.......
فتح عمران باب المنزل ثم تنحى جامبا وافسح الطريق لآسيا لتدخل أولا وهي تحمل بين ذراعيها ابنه دخل خلفهم ثم اغلق الباب تحركت آسيا بخطواتها دون أن تقف إلى غرفة النوم لكن عمران لحق بها واوقفها ثم حمل منها طفله حتى لا يتعبها ضمھ إلى حضنه وهو ينظر له مبتسما بحنو أما آسيا فأكملت طريقها إلى الغرفة ودخلت ثم جلست على الفراش لتستريح وإذا بها تسمع صوت طفلها يبكي ليدخل به عمران وهو يحاول اسكاته فجلست آسيا على الفراش بالطريقة المناسبة لكي تستطيع إرضاع صغيرها ثم بسطت ذراعيها لعمران الذي وضع الصغير في حضنها فأخرجت هي ثديها وبدأت تطعمه جلس عمران بجوارها وهو ملتصق بها وعيناه عالقة على ابنه الذي سكن وهدأ بين أحضان أمه عندما بدأت في اطعامه كان يشكر الله ويحمده في تلك اللحظة أنه يرى ذلك المشهد أمام عينيه وأنه لم يحرمه من زوجته وابنه وهم الآن بجانبه وسيقضي ليلته أخيرا وهم بحضنه لن يتقلب طوال الليل في فراشه محاولا النوم بسبب وحشته وشوقه لغزالته وابنه ربما الليلة أول ليلة سينام بكل راحة بعد ليالي طويلة من الفراق.
لف ذراعه حول خصر آسيا وضمھا إليه برفق وبيده الأخرى كان يحاوط ابنه ثم انحنى عليها ولثم رأسها ورقبتها بقبلات متتالية حتى سمعته يهمس في أذنها بغرام وصوت رخيم
_آه لو تعرفي يا آسيا أنا قد إيه مشتاقلك! 
أغلقت عيناها لتشعر بلمساته الدافئة وصوته الذي يستقر في فؤادها زينت الابتسامة العاشقة ثغرها وودت لو اعترفت له أنها اشتاقت له أيضا ولكن مازال عنادها يمنعها من الاستسلام فبقت ساكنة وهي تشعر بأنفاسه تلفح بشرتها الناعمة حتى سمعته يكمل مبتسما
_مكنتش بقدر انام الليل من شوقي ليكي ودلوك العڈاب بقى بالضعف بقيت بشتاقلك انتي وولدي
احتفظت بصمتها هذه المرة أيضا ولم تجبه وكانت تعلق نظرها على ابنها الذي يرضع بكل سكون غير مدرك لما يحدث بين والديه وللمرة الثالثة أكمل عمران وهذه المرة كان يضحك بخفة وهو يسرد لها سبب ما فعله بهذه الليلة 
_أنا كنت ناوي اسيبك على راحتك لغاية ما تهدي واحاول اقنعك وارچعك البيت لكن لقيت روحي مش قادر اتحمل ولا عارف أنام وعشان إكده صممت أني هرچعك حتى بالڠصب
هنا نظرت له آسيا وقالت بغيظ بسيط
_هو اللي عملته فيا ده بتسميه ڠصب ده أنا حسيتك بتخطفني كان ناقص تحط قماشة على بقي وتكتم نفسي عشان محدش يحس بالچريمة اللي بتعملها
انطلقت ضحكته الرجولية بقوة ثم رد عليها وهو يمكن شفتيه مغلوبا ويتمتم ببرود
_أعمل إيه عاد ياغزالي أنتي مكنش ينفع معاكي غير إكده حاولت اچيلك بالحسنة منفعتش
طالعته بطرف نظرها مبتسمة في خبث ثم نظرت إلى ابنها الذي ترك ثديها بعدما شبع فوضعته فوق الفراش برفق شديد ثم عادت والتفتت لعمران مجددا لتهمس له بلؤم ودلال وعينان ممتلئة بنظرات الوعيد
_وماله خليك تعرف قيمتي شوية يامعلم وعشان تعرف زين أنك متقدرش تعيش من غيري يوم واحد
رفع عمران حاجبه بدهشة من ردها الغير متوقع بينما هي فابتعدت عنه ونهضت من الفراش بكل غنج واتجهت للحمام اما هو فظل يراقبها بابتسامة جانبية ساحرة وعندما اختفت داخل الحمام تنهد الصعداء بقلة حيلة وانحنى على ابنه ليقبله من رأسه بحنو ويهتف يشتكيه من أمه وهو يضحك
_احنا ربنا يعينا على أمك دي يا ولدي.. عاچبك اللي بتعمله في أبوك ده!! 
أطلق زفيرا حارا بنفاذ صبر وأكمل
_أنا احترت معاها ومعدتش عارف اعمل معاها إيه
استند برأسه على ظهر الفراش وهو يحدق في الفراغ بشرود لكنه قطع تفكيره رنين هاتفه فاستقام واقفا وغادر الغرفة ليجيب على المتصل خرجت آسيا بعد دقائق طويلة نسبيا ووجدت سليم الصغير نام وعمران ليس بالغرفة لكن سمعت صوته بالخارج يتحدث في الهاتف اتجهت إلى المرآة ووقفت أمامها ثم نزعت حجابها وبدأت تطلق شعرها لينساب بحرية على ظهرها نظرت للعباءة المنزلية التي ترتديها وشعرت بالخنق وهي تفكر كيف ستنام بها ولحسن الحظ أنها كانت ترتدي أسفلها ثوب حريري ناعم سيساعدها على الاسترخاء والنوم براحة أكثر في هذه الليلة نزعت العباءة عنها ومدت يدها على طاولة التسريحة عندما وجدت فوقها بعض أنواع العطور المختلفة فالتقطت واحدا منهم تعرفه باسمه تحديدا ونثرت على جسدها وملابسها.
تحركت باتجاه الفراش وتمددت بجوار طفلها لكي تنام فسمعت صوت الباب ينفتح ويدخل عمران لم تلتفت له وبقت كما هي تولي الباب ظهرها وتسمع صوت خطواته في الغرفة حتى اقتربت تلك الخطوات منها ووجدته ينضم للفراش بجوارها وبينما كانت على وشك أن تلتفت وتعترض وجدته يلتصق بها

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات