رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع والعشرون بقلم ندي محمود
ربنا قد تكون ظلمته لكن شيطانها لا يزال يسيطر عليها
_أنا اللي المفروض أسألك السؤال ده واستنى منك تفسير!!
ضيق عينيه باستغراب وقال بوقار وثقة بنفسه بأنه لن يرتكب خطأ في حقها
_تفسير لإيه بقى بظبط!
جمعت خلود شجاعتها كلها وصاحت به بعصبية
_أنت إيه علاقتك بسمير يامروان
غضن حاجبيه بتعجب وقال بعدم فهم فهو لهذه الدرجة حتى لم يستوعب بعد من تقصد بسمير
تابعت هي وهي تصب به كامل نقمها وسخطها منه
_أنا وثقت فيك واديتك الأمان وأنت طعنتني في ضهري وخدعتني وطلعت متفق مع الخ چوزي ده الله اعلم كنتوا ناويلي على إيه أنت وهو
انفعل من اتهماتها البشعة في حقه وهو حتى لا يفهم شيء مما تقوله فصاح بها لا إراديا
_أنتي بتتهميني بحاجة أنا مش فاهمها أصلا طعنتك وخدعتك إيه!!!.. بعدين أنا مالي ومال ال جوزك ده هعمل معاه إيه.. وإيه ليا شغل معاه
_أسأل روحك يابشمهندش إيه ليك شغل معاه أنا شوفتك امبارح وأنت واقف معاه تحت العمارة وبتتكلموا وبعدين ركبتوا العربية
تجمدت جسد مروان للحظة وهو يحاول استيعاب ما تقوله وربط الأمور والأحداث ببعضها البعض ثم فغر شفتيه وعينيه پصدمة بعدما أدرك الحقيقة التي كان لا يراها طوال هذه الفترة وأظلمت عينيه فجأة وتشجنت عضلات وجهه حتى أنه اغلق على قبضتيه بقوة ثم نظر في عين خلود بطريقة مخيفة قليلا وسألها
هدأت ثورتها وعلت علامات الاستفهام على وجهها بعد سؤال فسكتت لا تعرف بماذا تجيب فسؤاله وحالته أثبتت لها شكوكها حول ظلمها له لكن لا تزال الأسئلة تدور في ذهنها إن لم يكن يعرف أنه زوجها حقا فماذا يفعل معه!!.
انتفضت على أثر صوته الغاضب والمرعب وهو يعيد عليها سؤاله للمرة الثانية
هزت رأسها له بالإيجاب في نظرات مضطربة بينما فتحول لجمرة من النيران أو قنبلة موقوتة على وشك الانفجار وراح يتحرك أمامها يمينا ويسارا وهو يمسح على شعره نزولا لوجهه بقوة ولم تفهم ما الذي يحول في عقله بتلك اللحظة حتى وجدته ينفجر بها كالثور ويصيح
_وأنتي طبعا أول ما شوفتيني معاه لمېتي هدومك ومشيتي أو هربتي بمعنى أصح قبل ما أعمل فيكي حاجة افتكرتيني زيه من غير ما تسأليني ولا تواجهيني وتسمعي ردي سبتيني ومشيتي رغم كل اللي عملته معاكي
_حط نفسك مكاني يامروان أنا وقتها مكنش في راسي حاچة غير ده ومن كتر خۏفي منه أنه وصل لمكاني ملقيتش قصادي حل غير أني امشي طوالي
اقترب منها وهو ثائرا يكمل صياحه بها وهو في أشد حالاته انفعالا لم تراه هكذا منذ أن تعرفت عليه
امتلأت عيناها بعبارات الأسف ونظرت له بضعف وتمتمت
_متلومنيش أنا مليش ذنب ومعذورة بعد كل اللي چرالي أنا وثقت فيك بصعوبة وخۏفت أكون اخترت غلط للمرة الثانية
ابتسم مروان بمرارة وضيق ثم هتف بنظرة كلها خزي
_عارفة إيه اللي قاهرني أنك حتى مدتنيش فرصة افهمك واتكلم وادافع أنا الليل كله كنت بفكر فيكي وقلقان عليكي وأنتي كنتي بتشكي أني متفق مع جوزك وعايز أذيكي
توقف عن الكلام للحظة ثم تابع وهو ينظر لها بقوة ويقول بنبرة رجولية خشنة
_عارفة سمير ده مين!
ضيقت عيناها بتعجب ولاحت نظرات الاستفهام في عقلها فأكمل هو پغضب
_ابن عمي
فغرت شفتيها وعيناها پصدمة وانعقد لسانها حتى أنها فقدت القدرة على النطق لكن هو تابع مبتسما بمرارة
_سبحان القدر عمري ما كنت اتخيل أنه يكون هو أو يحصل معايا كدا أنا كنت هساعدك ترفعي القضية عليه.. على ابن عمي متخيلة وانتي بتقوليلي متفق معاه!!
مازالت في حالة الذهول وعدم القدرة على الرد فتابع هو بآخر عباراته المتوعدة
_بس أنا عارف هعمل إيه وهتصرف ازاي كويس أوي
ثم اندفع ثائرا لخارج الغرفة وهو كالبركان الذي على وشك الانفجار ركضت خلفه ولحقت به لتقبض على ذراعه وتوقفه بالقوة وهي تسأله بقلق
_رايح وين وهتعمل إيه
الټفت لها وقال بنظرة ڼارية وهو يوعدها بالخلاص من ذلك الجلاد الذي يضع سيفه على رقبتها
_هخلصك منه مش هو ده اللي أنتي عايزاه
خاڤت عليه وارتعدت من أن يقحم نفسه في مشكلة كبيرة بسببها مع عائلته فقالت له وهي تترجاه
_عشان خاطري أبوس يدك اهدى واقعد وفهمني كل حاچة وعاوز تعمل إيه أنا لساتني مش مستوعبة اللي قولته من شوية ودلوك بتقولي هخلصك منه تعالي يامروان ادخل ومتتصرفش وأنت متعصب إكده.. عشان خاطري!
كان على وشك أن يهدأ ثورانه بعد كلامها وتوسلها لكنه ثار أكثر وغليت دمائه وزاد حقده على ابن عمه عندما انتبه لرسغها الذي يلاحظه لأول مرة وكان عليه علامات تعذيب بالحبالفأغلق عينيه وحاول تمتلك انفعالاته ثم أبعد يدها عن ذراعه بلطف ونظر في عينيها بقوة وقال بنظرة رجولية مخيفة رغم أنها كانت كلها آمان وحب
_مهو عشان خاطرك مينفعش اهدى
ألقى عبارته ثم اندفع لخارج الغرفة وتركها من بين ذهول من الحقيقة التي عرفتها وبين خوف وقلق عليه وراحت تجلس على فراشها وهي تدعي ربها أن تمر الأمور بسلام.
داخل منزل خليل صفوان.........
فتح علي باب المنزل بعد عودته من الخارج وقاد خطواته للأعلى حيث غرفته ليريح جسده ويأخذ قسطه من الراحة إلى الصباح لكنه سمع صوت جده من غرفة الجلوس الخاصة وهو يتحدث مع أحد الرجال ويتبادلون أطراف الحديث بصوت مسموع وبجدية وعندما تطرق لمعرفة موضوع حديثهم وجد أن يتحدثون عن العمل وأمور عادية في الحياة فتجاهل تماما وأكمل طريقه على الدرج لغرفته فهو ليس في حال يسمح له أن يدخل في حوار مع أي أحد من فرط الإرهاق.
عند وصوله للطابق التاني وكان سيكمل طريقه لغرفته بالطابق الثالث لكن اصطدم بغزل التي كانت تنزل الدرج فنظر لها مطولا للحظات وهي تبادله النظرات المستغربة من تمعنه بها ثم راحت تتنحى يمينا لتعبر وبنفس اللحظة كان هو يتنحى في نفس الاتجاه ليتركها تعبر لكنهم اصطدموا مجددا فأطلقت زفيرا مغلوبا وبنفس اللحظة معا تنحوا يسارا فوقفت هي ونظرت له بنفاذ صبر وقالت
_إيه يا علي عديني وبعدين بقى!
كبح ابتسامته بصعوبة وقال لها في قوة وهو يهز كتفيه بتعجب
_ما تعدي هو أنا حايشك يعني!
رمقته بطرف نظرها في قلة حيلة ولأنها لم تكن في مزاج الشجار معه لم تعقب عليه وتجاهلته وراحت تتنحى يمينا مجددا لتمر وتذهب لكنه هذه المرة هو من اعترض طريقها ومنعها من العبور قصدا ونظر لها في عبث وهو يسألها
_رايحة وين
قلبت عيناها للأعلى في نفاذ صبر منه ثم نظرت له وقالت