رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع والعشرون بقلم ندي محمود
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
وبالعشق اهتدى
_ ميثاق الحړب والغفران ج_
_الفصل الرابع والعشرون_
ثم سار بها لخارج الغرفة وعندما مروا من جانب جليلة صاحت على أمها المبتسمة لتنقذها وهي تترجاها
_ياما الحقيني
اتسعت ابتسامة جليلة أكثر لدرجة أن آسيا ظنت أمها تشمت فيها فجحظت عيناها بدهشة وراحت تنظر لعمران وتصرخ به پغضب وهو يسير بها وينزل الدرج
رمقها بنظرة ممېتة وتحذيرية ثم همس بصوت منخفض ولكنه مرعب
_أنا مش قولتلك وطي حسك الناس نايمة في البيت
انكمشت بين يديه خوفا من نظراته ونبرته المهيبة فالتزمت الصمت رغما عنها وهش تشتعل من الغيظ ارتخت عضلاتها المتشنجة واعلنت استسلامها المؤقت وبقت تنتظر أن يخرج بها من المنزل وعندما وقف أمام سيارته انزلها على الأرض وفتح الباب ثم أشار لها بعينه على المقعد ووجه لها الأمر بحزم
نظرت له مطولا في تردد ورفض يلوح في نظراتها بوضوح فقابلها هو بنظراته الصارمة وهو يعيد عليها أمره ثانية
_اركبي يا آسيا يلا بدل ما اركبك بنفسي كيف ما نزلتك من اوضتك
أصدرت تأففا قوي في نفاذ صبر ثم استقلت بالمقعد فأغلق الباب وسمعها تهتف من الداخل مغتاظة
_ولدي فين ولا ناوي تاخدني من غيره!
انحنى عليها واطل برأسه من نافذة المقعد ليهمس لها مبتسما ببرود استفزها
مال ثغرها للجانب في ابتسامة كنت شبه ساخرة رغم شعورها بالرضا الداخلي إلا أنها أبت إظهاره له وابتسمت بسخرية تقول له
_تبقى بتحلم يامعلم
ابتسم عمران لها وقال بثقة تامة
_وماله نخلي الحلم حقيقة
مالت بوجهها للجانب الآخر وهي تبتسم مغلوبة بينما هو فانتصب واقفا وكان في طريقه للداخل ليجلب طفله لكن جليلة خرجت وهي تحمل بين ذراعيها ثم اتجهت نحو ابنتها بعدما عمران لها الباب ووضعت حفيدها بين ذراعين أمها التي نظرت لها مغتاظة وقالت معاتبة
التفتت جليلة لعمران الذي رفع حاجبه مستنكرا نعتها له ب ابن الصاوي وكأنه رجل غريب عنها ولا تريده ولا تحبه بينما جليلة فابتسمت وردت على ابنتها بذكاء
_وهو مش ولد الصاوي ده چوزك وأبو ولدك اللي أنتي رفضتي ترچعلينا وصممتي أنك هتفضلي چاره
رمقت آسيا عمران بطرف عينها وقد رأت البسمة والانتشاء على تعبيراته من رد جليلة الذي ارضى غروره فقررت آسيا أن تكيده وقالت باستهزاء متصنعة الندم
وبالفعل رأت تعبيراته تتبدل وينظر لها بغيظ متوعدا فتحول الانتشاء والتلذذ لصدرها هي بينما جليلة فانحنت على أذن آسيا وهمست لها بخبث ومكر أنثوي
_متهمليش چوزك يابت وتخلي إخلاص تنول مرادها بالعند فيها أفضلي چاره وطالما هو رايدك وبيحبك ملكيش صالح بيها الحرباية دي كيديها كيف ما كانت بتكيدك
_يلا ياولد الصاوي خد مرتك وولدك وروحوا على بيتكم وخد بالك منها
ابتسم لها عمران بامتنان على وقوفها بصفه هذه الليلة ورد عليها بأدب
_تصبحي على خير ياحچة
ثم تحرك والټفت حول السيارة ليستقل بها وردت إخلاص بصوت منخفض وهي تراهم ينطلقون بها في طريقهم إلى منزلهم
_وأنتوا من أهل الخير
داخل السيارة كانت آسيا تضم صغيرها بين ذراعيه وتنظر لعمران مغتاظة أنه اخذها عنوة بل خطڤها حرفيا من قلب غرفتها خرج صوتها المحتقن
_أنتي لا أخدت ليا هدوم ولا لولدك ولا في أي حاچة معانا هنقعد من غير هدوم عاد ولا إيه
كان يدرك محاولاتها لاافتعال مشكلة بينهم فكان يقابل ثورانها ببروده وهو يبتسم ويرد
_لا ياغزال بكرا الصبح هاچي بيت أبوكي واخد هدومك وشنطك أنتي وسليم يعني معلش مشي نفسي الليلة دي بأي حاچة أو نامي باللي لبساه ده ولو على الواد هشتريله البامبرز والأكل والحاچة اللي محتاچها ولغاية الصبح ربنا يحلها
تريد أن تضع له عقدة في كل شيء أي شيء حيث قالت ببرود مماثل له
_لا أنا مبعرفش أنام بالهدوم دي بليل لازم البس هدوم مريحة وأنت عارف إكده لكن أنت مش هامك غير روحك طبعا مش بتفكر فيا
تظن انها ستسفزه وتغضبه هكذا ولكن العكس تماما كان يستمتع ويتلذذ بنواحها وشكوتها حيث رد عليه بجرأة لم تكن تتوقعها
_وماله أنتي عاملة مشكلة إكده ليه ياغزالة اقلعيها ونامي براحتك
اتسعت عيناها بدهشة وخجل شديد من تلمحيه الوقح والصريح فراحت توبخه مغتاظة
_انا غلطانة أني بتكلم معاك معرفش إيه اللي يخليني اتكلم مع راچل أنا متخانقة معاه وهو واخدني وخاطفني من بيت أبوي وفوق ده كله قليل الأدب
نظر لها بطرف عينه وفد بدا وكأنه على وشك الانزعاج أخيرا منها فقال مبتسمة بنظرة منذرة
_طاب بزيادة عاد بدل ما اوريكي قلة الأدب على حق لما نوصل اقفلي خشمك وخليكي هادية يابت الناس لغاية ما نوصل بالسلامة ربنا يهديكي ياغالية
لوت فمها في نفاذ صبر والتزمت الصمت كما أمرها مرغمة ثم انزلت رأسها لطفلها تتأمله وهي تبتسم له بحنو أمومي...
داخل الفندق الذي تبقى فيه خلود......
اتسعت عيناها بذهول ورأت على معالم وجه مروان نظرات مرعبة وابتسامة مغتاظة تزين ثغره فخاڤت منه أكثر وبسرعة راحت تهم بغلق الباب ثانية حتى لا يكون له فرصة في الدخول لكنه وضع قدمه بين الباب وأحال دون إغلاقه يقول لها مبتسما في غيظ
_هي وصلت لدرجة تقفلي الباب في وشي!!
هتفت خلود في خوف حقيقي منه وڠضب وهي تنظر من طرف الباب
_مروان امشي من غير مشاكل أبوس يدك
اعتدل في وقفته وانتصب وقد ظهر على وجهه السخط الحقيقي الذي قد يكون مخيفا حقا وقال لها رغم غضبه بنبرة مهذبة وهادئة
_مشاكل إيه ياخلود إيه اللي بتقوليه ده!!.. ممكن تفتحي الباب وتخليني ادخل ونتكلم ولا ادخل بالڠصب
أحست أنه لا مجال من الهرب منه الليلة حقا فاستسلمت وفتحت الباب كله لتسمح له بالداخل وفور دخوله اغلق الباب ورمقها باستياء شديد ثم أشار لها بكفه تجاه الداخل تحديدا الي الفراش المكان الوحيد في الغرفة الذي يمكنها الجلوس عليه فسارت مغلوبة على أمرها تجاه الفراش وجلست على طرفه ثم وجدته يتقدم نحوها ليقف أمامها وينظر لها كالصقر وهي تحاول تفادي نظراته خوفا منها دون أن تتفوه بكلمة واحدة لكنه هتف بعصبية بسيطة
_ساكتة ليه اتكلمي يلا أنا سامعك ومستني منك تفسير لكل اللي عملتيه ومازالتي بتعمليه ده
عندما كانت تفكر في لقائهم كانت قد جهزت في عقلها حديث وكلام ستقوله وتوبيخ عڼيف ستلقيه عليه لكن فجأة كل هذا تبعثر وانقعد لسانها وكأنها لا تجيد الكلام حتى للرد عليه فهتف ثانية وقد ارتفعت نبرته وصوته الرجولي أصبح غليظا أكثر
_خلود ردي عليا أنا بسألك!!
رفعت رأسها له ورمقته مطولا بتفكير للحظة عاد عقلها برأسها وراحت تتساءل كيف لرجل أظنه خان ثقتي فيه ويكن لي السوء أن يقف أمامي بكل هذه الثقة والڠضب وهو ينتظر مني تفسير على تصرفاتي الهوجاء ترى هل ظلمته.
وقد كان ذلك آخر سؤال تطرحه على نفسها قبل أن تجيبه پغضب فرغم شعورها بأنه