رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث والعشرون بقلم ندي محمود
وايت
_إيه اللون القديم ده يابلال
رفع حاجبه ونظر لها بغيظ من سخريتها لزوقه وقال
_انتي عايزة إيه بقى اخلي لونها بامبي ونقلب البيت كله باربي
ابتسمت وقالت بطفولية جميلة
_أه ياريت
ىمقها بطرف عينه في قرف ثم قال بحدة
_لا أنا منامش في اوضة كلها بامبي ليه شيفاني عيل لسا متفطمش احنا اتفقنا انتي تختاري الوان البيت كله براحتك بس عند اوضة النوم استوب أنا مبعرفش انام في الوان المهرچانات اللي بتحبيها دي
_أنت بتسخر من زوقي يابلال.. اه قول بقى أني مبفهمش وحمارة ووو....
قاطعها فورا قبل أن يعاني الليل كله من وسائل النكد المختلفة التي ستمارسها عليه وراح يضمها لصدره ويقبل رأسها بحب متمتما
_يتقطع لسانه ياحوريتي اللي يقول عنك إكده أنا بس كان قصدي أن أنا وأنتي زوقنا مختلف في الألوان فمعلش بقى ارضيني وتقبلي الوان الأوضة عشان اتبسط وابسطك أنا كمان بعدين
_هتبسطني ازاي هتجبلي كل يوم شيكولاتة
هز رأسه بالنفي وقال متغزلا بها وهو يغمز بعينيه في لؤم
_لا الشيكولاتة اللي معايا احلى مليون مرة وتتاكل اكل كمان
تجاهلت تلمحياته الجريئة وحتى مغازلته لها وابتعدت عنه فورا بعد أن رسمت الانزعاج الشديد على ملامحها الطفولية وصاحت به
نظر لها بعدم فهم وهو يرمش بعينيه تماما كشخص فقد القدرة على النطق من هول طريقة تفكيرها الطفولية والسخيفة أما هي فعندما رأته على هذا الحال اڼفجرت ضاحكة بقوة وارتمت بين ذراعيه ثانية متمتمة في رقة
_بهزر معاك والله انت اټصدمت كدا ليه!
لاحت بسمته على ثغره مغلوبا منها ثم لف ذراعه حولها وضمھا إليه إكثر وهو يهمس لها مبتسما
رفعت رأسها له وبكل تلقائية وعفوية طبعت قبلة على وجنته ولحيته الخفيفة متمتمة بكل غرام
_متقولش كدا ربنا يحفظك ليا ويباركلي فيك ياحبيبي
رأت بلال ينظر لها بعين متسعة وابتسامة تشق وجهه حتى كادت تصل لأذنه من فرط سعادته ودهشته من تصرفها العفوي لو علمت ماذا فعلت به قبلتها الرقيقة تلك
_طلعت بتلقائية على فكرة مكنتش اقصد أنا آسفة
بلال ضاحكا وبحماس أشبه بحماس طفولي
_انتي بتتأسفي ده أنا عايز واحدة تاني.. اللهم ديم التلقائية دي دايما يارب
مال ثغرها للجانب في بسمة خجلة وهي تجفل نظرها أرضا بعيدا عنه ثم قالت بارتباك وجدية
_طيب الوقت أتأخر مش يلا عشان توصلني البيت مينفعش أتأخر اكتر من كدا
_هو إيه اللي مينفعش أنتي مع چوزك وبعدين أنا واخد تصريح من أبوكي يعني متقلقيش
رفعت رأسها له وقالت متوسلة إياه بوجه احمر من فرط الخجل
_بلال روحني عشان خاطري أنا مكسوفة والله
قهقه بصوت مرتفع جعلها تضحك لا إراديا في صمت على ضحكه ثم وجدته يحتضن وجهها بين كفيه وينحنى عليها يقبلها من وجنتها متمتما
_ده أنا ربنا يصبرني على الكسوف ده لغاية ما يتقفل علينا باب وارتاح
ثم تركها وقال وهو يشير إلى الباب فقط ليرضيها
_يلا ياحورية عشان اوصلك ميهنش عليا ارفضلك طلب خصوصا وأنتي مكسوفة مني ووشك كله احمر إكده
ضحكت على مزاحه ولم تجيب وفقط غادرت الغرفة تسبقه وهو لحق بها ثم لف ذراعه حول كتفيها وسارا معا جنبا إلى جنب لخارج المنزل.
بمنزل جلال تحديدا بغرفته هو وفريال كانت تجلس على الفراش وحولها اولادها الاثنين يسألونها عن بعض المعلومات العامة التي كانت تشغل تفكيرهم وكانت هي تجيبهم بقدر معرفتها وسط ضحكهم ومزاحهم معها الذي اخرجها من نوبة حزنها على ابنتها قليلا واعاد لها الأمل في قلبها.
دخل جلال الغرفة بعد وصوله من عمله وإذا يدخل في لحظة ضم فريال لأولادها وهو تقبلهم من رأسهم بكل حنان أمومي وتهمس لهم
_ربنا يحفظكم ليا وميورنيش فيكم أي سوء ولا يحرمني منكم.. انتوا وابوكم سندي في الدنيا دي
ابتسم جلال باتساع عندما رأى ذلك المشهد وسمع اعترافها الأخير الذي اسعد قلبه بشدة ثم تقدم للداخل وهو مازال محتفظ بابتسامته وفور رؤية عمار الصغير لوالده قفز من حضڼ أمه وركض لحضن أبيه ليضمه جلال بقوة مقبلا شعره وهو يهتف ويغمز لمعاذ بخبث
_إكده اقول ولادي رچالة صح ويعتمد عليهم وعملوا بكلام ابوهم
فهم معاذ ما يلمح إليه أبيه لانه بالصباح بعد عودتهم من المستشفى وقبل مغادرته لعمله اوصاه أن يهتم بأمه هو وأخيه ويحاولوا إسعادها وإخراجها من تلك الحالة النفسية إلى حين عودته ولا يتركوها حزينة هكذا وها هو نجله الكبير فعل بوصية والدته واعتنى بأمه على النقيض كانت فريال لا تفهم ما يجول بين اولادها والوهم من نظرات وتلمحيات غريبة فراحت تسأل معاذ بحيرة
_هو في إيه
نظر معاذ لأبيه يستأذنه هل يخبرها أم لا فأشار جلال بعينه له بالرفض وهو يبتسم فضحك معاذ ولم يجيب على أمه بل فقط انحنى عليها وقبلها من وجنتها متمتما
_تصبحي على خير ياما
وفعل خلفه فورا عمار المثل مرددا نفس كلمات أخيه الأخرى فاسعدن فريال بشدة وتعالت اسراريها وردت بكل حب عليهم
_وانتوا من أهل الخير ياحبايب أمكم
ثم غادروا غرفة والديهم واتجهوا لغرفتهم ليخلدوا للنوم فاقترب جلال منها وجلس بجوارها ثم مسح على شعرها بعينان تفيضان حبا فسألته هي دون تفكير بلهفة
_روحت شوفت حبيبة تاني
سكت لثواني وهو يتذكر محادثته مع الطبيب وماذا قال له والله يا چلال للأسف الوضع مش مطمن احنا بنحاول نعمل اللي نقدر عليه في الحضانة وننقذها لأن عندها مشاكل صعبة جدا وبتتنفس بصعوبة احنا حطينا لها جهاز تنفس وفي وضعها ده خطړ تدخل عمليات حتى فبنحاول بكل الطرق الممكنة نعالجها دون تدخل جراحي ادعيلها ربنا يشفيها
كظم حزنه والمه في قلبه ولم يظهره لها بل ورسم ابتسامة هادئة ومطمئنة وهو يجيبها
_لا مروحتش الزيارة مرة واحدة في اليوم واحنا مش كنا عندها الصبح بكرا هروح أشوفها تاني ان شاء الله بس انا ليا دكتور معرفة في المستشفى كلمته وسألته عليها وهي بخير متقلقيش
تنفست الصعداء براحة وهي مبتسمة وراحت تدعي ربنا أن يشفي لها طفلتها الرضيعة بينما جلال فانحنى على فريال وراح يلثم شعرها بقبلة مطولة وهو يغلق عينه التي تلألأت بدموعه من الحزن على ابنته وبسرعة مسح عينيه قبل أن تلاحظه ونهض من جوارها ليبدأ في تبديل ملابسه وبعد برهة من الوقت بعدما خرج من الحمام اقترب منها مجددا وتمدد بجوارها ثم فرد لها ذراعه بحثها على الانضمام لحضنه هذه الليلة وتنام واسكن بين ذراعيه فلبت الطلب بكل حب وفرحة ووضعت رأسها فوق صدره وبذراعه تضمها من خصره إليه أكثر مبتسما فقرر هو أن يفتح معها حديث مختلف حتى يلهيها عن التفكير بطفلتهم
_تعرفي يا فريال اول مرة هعترف ليكي أني آسيا چبارة فعلا
ضحكت فريال بصمت وسألته بفضول شديد
_ليه!
رد جلال وهو يزم شفتيه بغيظ من شقيقته
_حارمة الراچل منها ومن ولده اللي لسا يدوب چاي على الدنيا من كام يوم كتر خير عمران عليها وعلى راسها الناشفة