رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والعشرون بقلم ندي محمود
استيعاب أنه فعل بها هكذا وخدعها بعدما وثقت به حتى أنها كانت قد بدأت تسلمه قلبها وتتعلق به ظلت مكانها لوقت طويل وهي داخلة حالة بكاء شديد وبالنهاية استطاعت لملمة شتات نفسها واستقامت واقفة واتجهت نحو غرفتها بسرعة وأخرجت حقيبة ملابسها وبدأت في جمع ملابسها واغراضها كلها.
داخل المستشفى....
كان يجوب الطرقة إيابا وذهابا وهو يمسح على شعره ووجه بقوة من فرط القلق على زوجته وطفلتها الصغيرة التي ستأتي للحياة الآن وعلى المقاعد الحديدية بجواره كان يجلس أولاده الأثنين الذي ظهر الخۏف الشديد على ملامحهم هم أيضا وقلق والدهم زادهم خوفا فاستقام عمار واقفا واقترب من والده ووقف بجواره يهمس له پخوف وعينان دامعة
تسمر جلال بأرضه والټفت لابنه يطالعه بحيرة ثم أخذ نفسا عميقا وأخرجه زفيرا متهملا بعدما أدرك أن أولاده معه ويجب عليه الاحتفاظ بهدوئه حتى لا يفزعهم ضم عمار إليه وقال له مبتسما بحنو أبوي
_ايوة هتبقى زي الفل ياولدي متقلقش هي شوية والدكتور هيطلع بعد ما تولد
هب معاذ واقفا هو البحر واقترب من أخيه الصغير يربت على كتفه ويمسح على ظهره بدفء ويقول بابتسامة شجاعة ليبث الطمأنينة لنفس شقيقه الأصغر
ابتسم لهم جلال بنظرة أبوية محبة ومسح على شعرهم ثم انحنى عليهم ولثم رأسهم بقبلات دافئة واتجه معهم إلى التقاعد ليجلس بجوارهم في انتظار خروج الطبيب وبهذه الأثناء وصل كل من الجد حمزة وإخلاص وعمران بعدما أبلغهم جلال بالهاتف أن فريال في غرفة الولادة.
جلس الجميع بانتظار انتهاء العملية وبعد مرور نص ساعة تقريبا منذ وصولهم خرج الطبيب أخيرا فاستقام جلال أولهم وهرول متلهفا للطبيب وهو يسأله باهتمام
ابتسم له الطبيب بود متمتما
_متقلقوش المدام زي الفل الحمدلله وهتطلع دلوقتي من اوضة العمليات
أطلقوا جميعهم زفيرا حارا بارتياح وابتسامة عريضة باستثناء جلال الذي أكمل حديثه بالسؤال الثاني في قلق
_والبت
تبدلت تعابير وجه الطبيب للعبوس قليلا وتنهد الصعداء بقوة ثم تمتم في صوت منخفض لجلال وعمران فقط دون أن يصل لأذن إخلاص
هتف جلال بقلق وضيق
_يعني هتقعد قد إيه في الحضانة والمشاكل دي خطېرة يعني ولا إيه
لاحظ الطبيب قلقه الشديد وخوفه فلم يرغب في إعطائه معلومات أكثر قد تزيد من خوفه على ابنته الصغيرة واكتفى بأنه ربت على كتفه في لطف وهتف
_متقلقش أن شاء الله تبقى كويسة في الحضانة ومتخدش وقت طويل فيها
صاح عمران مناديا على الطبيب ليتوقف وعندما توقف والټفت له سأله باهتمام وثبات انفعالي في رزانة
_هي البت حالتها صعبة يادكتور ولا إيه!
ألقى الطبيب نظرة على جلال والأولاد وعائلتها ثم نظر لعمران بأسى وقال متأسفا
وكأن كلمات الطبيب كانت كخنجر سام وحاد طعنه به في يساره ورغم الاڼهيار والحزن الشديد الذي شعر به على ابنة شقيقته الصغيرة إلا أنها جاهد في الحفاظ على ثباته وهوويشكر الطبيب متمتما
_تمام يادكتور شكرا.. احنا مش هنشوفها طيب قبل ما تدخل الحضانة
الطبيب بصوت رخيم
_لا هتشوفوها الممرضة دلوقتي بتجهزها وهتطلع وتشوفوها
هز رأسه له بالموافقة ثم ظل واقفا