السبت 23 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثاني والعشرون بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

استيعاب أنه فعل بها هكذا وخدعها بعدما وثقت به حتى أنها كانت قد بدأت تسلمه قلبها وتتعلق به ظلت مكانها لوقت طويل وهي داخلة حالة بكاء شديد وبالنهاية استطاعت لملمة شتات نفسها واستقامت واقفة واتجهت نحو غرفتها بسرعة وأخرجت حقيبة ملابسها وبدأت في جمع ملابسها واغراضها كلها.

داخل المستشفى....
كان يجوب الطرقة إيابا وذهابا وهو يمسح على شعره ووجه بقوة من فرط القلق على زوجته وطفلتها الصغيرة التي ستأتي للحياة الآن وعلى المقاعد الحديدية بجواره كان يجلس أولاده الأثنين الذي ظهر الخۏف الشديد على ملامحهم هم أيضا وقلق والدهم زادهم خوفا فاستقام عمار واقفا واقترب من والده ووقف بجواره يهمس له پخوف وعينان دامعة
_أبوي هي أمي هتبقى كويسة واختي كمان صح 
تسمر جلال بأرضه والټفت لابنه يطالعه بحيرة ثم أخذ نفسا عميقا وأخرجه زفيرا متهملا بعدما أدرك أن أولاده معه ويجب عليه الاحتفاظ بهدوئه حتى لا يفزعهم ضم عمار إليه وقال له مبتسما بحنو أبوي
_ايوة هتبقى زي الفل ياولدي متقلقش هي شوية والدكتور هيطلع بعد ما تولد
هب معاذ واقفا هو البحر واقترب من أخيه الصغير يربت على كتفه ويمسح على ظهره بدفء ويقول بابتسامة شجاعة ليبث الطمأنينة لنفس شقيقه الأصغر
_متخافش ياعمار شوية وهتطلع أمي وكمان هنشوف اختنا 
ابتسم لهم جلال بنظرة أبوية محبة ومسح على شعرهم ثم انحنى عليهم ولثم رأسهم بقبلات دافئة واتجه معهم إلى التقاعد ليجلس بجوارهم في انتظار خروج الطبيب وبهذه الأثناء وصل كل من الجد حمزة وإخلاص وعمران بعدما أبلغهم جلال بالهاتف أن فريال في غرفة الولادة.
جلس الجميع بانتظار انتهاء العملية وبعد مرور نص ساعة تقريبا منذ وصولهم خرج الطبيب أخيرا فاستقام جلال أولهم وهرول متلهفا للطبيب وهو يسأله باهتمام
_إيه يادكتور طمنا  
ابتسم له الطبيب بود متمتما
_متقلقوش المدام زي الفل الحمدلله وهتطلع دلوقتي من اوضة العمليات
أطلقوا جميعهم زفيرا حارا بارتياح وابتسامة عريضة باستثناء جلال الذي أكمل حديثه بالسؤال الثاني في قلق
_والبت 
تبدلت تعابير وجه الطبيب للعبوس قليلا وتنهد الصعداء بقوة ثم تمتم في صوت منخفض لجلال وعمران فقط دون أن يصل لأذن إخلاص
_للأسف هنضطر ندخلها الحضانة هي عندها مشاكل في الجهاز التنفسي والرئة
هتف جلال بقلق وضيق
_يعني هتقعد قد إيه في الحضانة والمشاكل دي خطېرة يعني ولا إيه 
لاحظ الطبيب قلقه الشديد وخوفه فلم يرغب في إعطائه معلومات أكثر قد تزيد من خوفه على ابنته الصغيرة واكتفى بأنه ربت على كتفه في لطف وهتف
_متقلقش أن شاء الله تبقى كويسة في الحضانة ومتخدش وقت طويل فيها
أنهى الطبيب كلماته ثم ابتعد عنهم متجها لغرفته الخاصة بينما عمران فلحق به عندما وجد أن جلال انشغل باسألة إخلاص وأولاده الصغار.
صاح عمران مناديا على الطبيب ليتوقف وعندما توقف والټفت له سأله باهتمام وثبات انفعالي في رزانة
_هي البت حالتها صعبة يادكتور ولا إيه! 
ألقى الطبيب نظرة على جلال والأولاد وعائلتها ثم نظر لعمران بأسى وقال متأسفا
_للأسف أيوة الطفل اللي بيتولد بالمشاكل اللي عندها دي وبذات في الجهاز التنفسي بتبقى حالته خطېرة بس أن شاء الله هنحاول نعمل كل اللي نقدر عليه وهي تصمد وتكمل! 
وكأن كلمات الطبيب كانت كخنجر سام وحاد طعنه به في يساره ورغم الاڼهيار والحزن الشديد الذي شعر به على ابنة شقيقته الصغيرة إلا أنها جاهد في الحفاظ على ثباته وهوويشكر الطبيب متمتما
_تمام يادكتور شكرا.. احنا مش هنشوفها طيب قبل ما تدخل الحضانة
الطبيب بصوت رخيم
_لا هتشوفوها الممرضة دلوقتي بتجهزها وهتطلع وتشوفوها
هز رأسه له بالموافقة ثم ظل واقفا

انت في الصفحة 2 من 7 صفحات