رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الواحد والعشرون بقلم ندي محمود
مازحا وهو يضحك
_قتل إيه بس ده أنتي كبرتي الموضوع قوى بزمتك ده منظر واحد ېقتل ده أنا حتى طيب وغلبان ومبعرفش أذى نملة
لم تضحك على مزحته بل صاحت به بشدة وهتفت بصوت مرتجف هي توبخه بقسۏة
_أنت حتى مكنتش بترد عليا وطلعت من غير ما تديني فرصة احاول اتكلم معاك أنا من كتر ما حسيت نفسي عاجزة وهتجنن من الخۏف عليك فضلت ادور على رقم أخوك واخدته من تلفون بابا من غير ما يعرف وكلمته عشان يلحقك قبل ما تتهور وتعمل في الراجل حاجة مفكرتش فيا ولا في وضعي كان ازاي وأنت طالع من عندي ناوي تضيع نفسك وشايل كفنك على إيد....
توقفت عن البكاء لكن جسدها مازال تزوره نفضة بسيطة من أثر بكائها الشديد فأبعدها عنه بلطف وهو يحتضن وجهها بكفيه وينظر في عينيها بغرام هامسا
_سامحيني أنا مقدرش على زعلك مني والله
ارتخت عضلاتها المتشنجة وهدأت نوبتها فنظرت له بعين محبة وقوية وهمست
_توعدني أنك متكررهاش ومتعملش فيا كدا تاني
_أنت مش هتبطل تستغل كل موقف كدا
حرك حاجبيه بنظرات لعوب وعبثية فضحكت هي مغلوبة واستقامت واقفة تهرول راكضة تجاه أحد الغرف وتغلق الباب عليها من الداخل وقف هو أمام الباب وطرق عليه يقول بضحكة عالية
داخل منزل جلال وفريال......
فاق جلال مڤزوعا هو وفريال على أثر طرق الباب القوي فصاح بصوت غاضب على أولاده
انتفض معاذ وعمار بالخارج ندما وخوفا من والدهم بينما فريال فقبضت على ذراع جلال هامسة له بلطف
_براحة عليهم متزعقلهمش قوي.. عيال ياچلال وتلاقيهم عاوزين حاچة كيف عاويدهم
هب واقفا من الفراش وقال بعصبية
_اللي عاوزينه يستنى لكن يصحونا مفزوعين إكده
كانوا يستمعوا لصباح والدهم الغاضب من الداخل وهم يتمنوا أن تنشق الأرض وتبتلعهم كان عمار سيهم بالفرار وترك شقيقه الأكبر في وجه العاصفة بمفرده لكن معاذ قبض على ذراعه يوقفه ويجذبه عنوة
ازدرد عمار ريقه بتوتر وخوف ووقف مضطرا بجوار شقيقه لمن كلامها انتفضا فزعا عندما فتح جلال الباب على مصراعيه وهو ثائر لا لإراديا ارتفعت يد عمار وأشارت على شقيقه تقول لوالده بارتيعاد
_ده معاذ يابوي اللي كان بيخبط مش أنا!
_أنا مش نبهت مليون مرة مفيش خبيط بالمنظر ده على الباب
اطرقوا رأسهم أرضا وهتف معاذ بصوت رزين على عكس شقيقه ذو الشخصية المتهورة والچنونية
_احنا اسفين يابوي مش هتتكرر تاني
ثم رفع رأسه ونظر لشقيقه واكمل مغتاظا
_بس أصل عمار عرف أن عمتي آسيا ولدت وكان عاوز يقولك عشان تودينا نشوف العيل
_ايوة يابوي خدنا أبوس يدك خلينا نشوف واد عمتنا وخالنا واوعدك مش هنخبط على الباب تاني واصل حتى لو حصل إيه
لانت تعبيرات وجه جلال المتشنجة وهدأت ثورته فقال شبه مبتسما
_روحوا على اوضتكم البسوا يلا
قفز عمار وهو يصيح فرحا پجنون بينما معاذ فاكتفى بالابتسامة الهادئة واتجه لغرفته ليرتدي ملابسه.
دخل جلال غرفته ثانية وأغلق الباب ليرى فريال تضحك بقوة على تصرفات ابنها الصغير فيقول لها مغلوبا
_معرفش أنا چايب الچنان ده منين بيخليني اطلع عن شعوري
قهقهت فريال بنعومة ثم استقامت من الفراش وردت عليه بنظرة جانبية مبتسمة
_مش عارفة يعني جايبه منين.. مهو طالع شبهك ومعاذ معاذ من خاله عشان إكده هما الاتنين دايما بيتخانقوا زيك أنت وعمران
اقترب منها بتريث ووقف أمامها ثم انحنى عليها وخطڤ قبلة دافئة من جانب ثغرها متمتما بسعادة
_أنا اعتبر الضحك والهزار ده خلاص معدش في زعل
لوت فمها ورمقته بطرف عينها في مكر ثم قالت بجفاء متصنع
_هو أنا عشان اتكلمت معاك أبقى خلاص نسيت تحب نرچع مفيش كلام حتى بينا
مسح على وجهه متأففا بنفاذ صبر وقال بجدية
_لعلمك المفروض أنا اللي ازعل واخد على خاطري لو ناسية افكرك أن أنتي اللي غلطانة واتصرفتي من ورا ضهري
_وأنا اعتذرت منك وكان عندي استعداد اكمل اعتذار لغاية ما تسامحني لكن أنت چرحتني لما مشيتني من البيت واحدة غيري كانت هتهمل البيت وتمشي واصل بس أنا عملت حساب أني أنا كمان غلطانة زيك وقررت اعاقبك وأنا في بيتي
ضحك رغما عنه وتمتم مرددا عبارتها
_قررتي تعاقبيني!!.. ماشي وادي عاقبتيني وكيف ما قولتي احنا الاتنين غلطنا بزيادة عاد.. احنا إكده متصافيين يافريالي
رفعت حاجبها مبتسمة بدلال وقال بعناد جميل وهي توليه ظهرها وتتجه نحو الحمام
_لا لما تعرف قيمتي الأول وټندم على اللي قولته لازم اخليك تشتاقلي وأنا چارك عشان بعدين متطلبش مني إكده تاني تحت أي ظرف
_ومين قالك أني مندمتش بعدين هتخليني اشتقلك أكتر من إكده إيه بلاش تقسي قلبك عليا عاد ياحبيبتي غلطة ومش هتتكرر
_لا لسا أنا مش حاسة أنك اشتقتلي كفاية
_فريال!!!
داخل منزل خليل صفوان بتمام الساعة الثامنة مساءا اتجهت جليلة للباب لتفتح للطارق بعدما ظنته ابنها أو فريال لكن تجمدت مكانها عندما رأت إخلاص أمامها وهي تبتسم له بشيطانية وتقول بود مزيف
_كيفك ياچليلة
طالعتها جليلة بنظرة ملتهبة ووقفت بكل جبروت أمامها وشموخ وقالت بابتسامة متهكمة
_كنت زينة قبل ما أشوفك
قهقهت إخلاص باستهزاء واضح وتمتمت بنظرة يملأها الحقد
_هتفضلي دايما كارهاني ومبتحبنيش إكده عشان عارفة أني احسن منك
تمالكت جليلة انفعالاتها بصعوبة وردت عليها بثبات مزيف يعكس العواصف التي قامت بداخلها من مجرد رؤية تلك المرأة الحربائة
_چاية بيتي ليه يا إخلاص!
إخلاص ببرود مسفتز وثقة تامة
_چاية اشوف ولد ولدي.. حفيدي واطمن عليه
للحظة كانت ستغلق الباب في وجهها وترفض إدخالها منزلها لكن لم تفعل وافسحت لها الطريق هاتفة بنظرة مشبعة بالنقم
_دلوك ولد ولدك افتكرتيه كنتي وين امبارح
طول اليوم وبتي كانت في العمليات
ابتسمت إخلاص وقالت بنبرة فظة وقاسېة
_أنا ميهمنيش بتك طالما حفيدي چه الدنيا بخير وسلامة
اشتعلت عين جليلة بنظرات ڼارية مخيفة وخرجت من طور ثباتها المزيف لتظهر عن مخالبها وحقيقتها البشعة والشريرة حيث غارت على إخلاص وقبضت على رقبتها ټخنقها دون شفقة وهي تهددها بصوت اقرب لفحيح الأفعى
_اسمعي ياولية يا سوء انتي أنا دلوك هخليكي تطلعي تشوفي حفيدك ده اللي هامك قوي بس قسما بالله لو قولتي لبتي كلمة ولا عملتي أي حاجة تضايقها لاډفنك في أرضك ومفيش حاچة هتهمني فاهمة ولا لا
دفعت إخلاص يد جليلة عنها پعنف وأخذت تسعل بقوة وهي تصيح بها غاضبة
_انتي اتخبلتي في نافوخك ولا إيه أنتي عاوزة تموتيني يامچنونة
جليلة بنظرة مرعبة ومحذرة
_اطلعي شوفي ولد ولدك يا إخلاص قبل ما اطردك ومخلكيش تشوفيه واصل
نظرت لها بوعيد شيطاني وغل وبغض حقيقي متمتمة
_ماشي ياجليلة مبقاش أنا إخلاص الصاوي إما دفعتك تمن اللي عملتيه معايا ده
اندفعت إخلاص للأعلى حيث الطابق الثاني تجاه غرفة آسيا ووقفت أمامها ثم دخلت دون أذن فزعت آسيا عندما رأت إخلاص أمامها وبمنزلهم وكانت خلفها أمها هتفت آسيا تسألها بذهول
_بتعملي إيه إهنه
ردت إخلاص ببرود مستفز وعينان تبحث عن حفيدها في الغرفة
_چاية أشوف الغالي ولد الغالي
سقطت عينها على الفراش الهزار الصغير بجوار فراش آسيا