رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الواحد والعشرون بقلم ندي محمود
قلبها هكذا ورغم خۏفها من تلك المشاعر بسبب تجربتها السابقة ومحاولاتها للسيطرة عليها لكنه كل مرة يضرب بمحاولاتها السخيفة عرض الحائط بسبب أفعاله الرجولية ونبرته ونظراته اللطيفة.
وسط ذوبانها وهيامها بصوره ووسامته انتفضت فزعا عندما وجدت الهاتف يصدح رنينه فجأة بين يديها معلنا عن اتصال منه فبدت مضطربة وخائڤة كمن مسك بالجرم المشهود حاولت التحكم بانفاسها وردت عليه بصوت خاڤت
وصلها صوته الذي يذيب قلبها
_كمان عشر دقائق بظبط والباب هيرن هتفتحي هتلاقي في علبة خديها وادخلي
غضنت حاجبيها بحيرة وسألت بعدم فهم
_علبة إيه دي
تمتم بصوت رجولي مفعم بالحنو ونبرة مرحة
_بصي ياست البنات أنا الصراحة في معايا فرح واحد صاحبي شوية بليل وأنا وقعت بلساني قدام والدته وأنا عنده وقولتلها أني اتجوزت في ايطاليا وهي صممت تشوفك وأجيبك معايا الفرح فأعتقد دلوقتي أنتي خمنتي العلبة دي فيها إيه
_قبل ما تردي وتقولي أي حاجة أنا عارف أنك هتتعصبي واللي أنا عملته ده تهور وغباء بس والله أنا لغاية دلوقتي مش عارف أنا قولت كدا ازاي فمعلش خلينا نمشي الليلة دي بس وتعالي معايا واوعدك مش هتتكرر تاني ولو أي حد سألني عنك بعد كدا هقوله أنك سافرتي ومش موجودة
_مروان أنت كيف تقولها أننا متچوزين أنا متچوزة ولسا حتى مطلقتش من سمير
وصلها صوته الهاديء والمترقب لردها
_يعني أنتي لو كنتي اطلقتي منه مكنش هيبقى عندك مشكلة!
ارتبكت بشدة وتلعثمت لكن بسرعة ردت عليه بحدة
_مروان إيه اللي بتقوله ده!!
تنحنح بإحراج بسيط وهو يضحك ويقول معتذرا
قالت بحسم ولهجة قوية
_لا يامروان مقدرش آچي مينفعش وعايزني كمان البس فستان واتزوق.. مستحيل
هتف برجاء ونبرة رجولية لا تقاوم
_عشان خاطري ياخلود ولا أنا مليش خاطر عندك اقولها إيه الست دي بس لو قالتلي فين مراتك!
تسارعت دقات قلبها بعد عبارته الأخيرة وخجلت بشدة فصاحت به بحدة
كتم ضحكته بصعوبة وقال متأسفا
_أنا آسف ياست البنات قصدي أنها فاكرة كدا يعني بعد اللي قولته يلا بقى وافقي عشاني.. ده انا حتى منقيلك دريس روعة أنا واثق أنه هيعجبك أوي
هزت رأسها بالرفض وقالت بإصرار تام وحدة
_لا لا يامروان متحاولش مش هقدر
اختفت بسمته وتقومت تعابير وجهه بشكل غريب ثم إجابها مضيقا عينيه بتعجب
التزمت الصمت ولم تجيبه لعدم معرفتها بماذا تجيب عليه وكيف تقول بينما فاحتقن صوته الرجولي وهو يعيد سؤاله عليه بانزعاج ملحوظ
_ردي ياخلود انا بسألك مش هتقدري ليه!!
ردت مجبرة بسبب الحاحه رغم معرفتها بأنها ستجرحه
_أنا لساتني متچوزة مقدرش اطلع معاك قصاد الخلق على أني مرتك
تعرف أنه بالتأكيد سيفهم عبارتها خطأ وربما سيظنها مازالت تكن الحب لزوجها في قلبها ولا تتقبل فكرة خروجها مع رجل غيره لكنها لديها أسباب مختلفة أهمها أنها لن تتقبل نفسها أبدا.. هي بدأت تكن له مشاعر الحب في قلبها وإذا فعلتها ستشعر وكأنها خېانة لنفسها وقلبها وهي مازالت متزوجة.
سمعت صوته المقتضب وهو بجيبها بغلظة
_تمام براحتك ياخلود مش هغصب عليكي سلام
ودعته بنفس الكلمة وهي عابسة الوجه وبقت على فراشها حزينة حتى سمعت صوت رنين الباب فوثبت واقفة وهرولت مسرعة لتفتح وترى ذلك الفستان الذي اشتراه لها عندما فتحت لما تجد أحد ووجدت العلبة أمام الباب على الأرض كما تخبرها فحملتها
ودخلت بها للغرفة مجددا وفتحت الغطاء فرأت فستان من اللون الأزرق بأكمام طويلة ومطرز بفصوص لامعة عند منطقة الصدر التقطته فورا بعينان متسعة بإعجاب فانسدل أمامه بطوله كله ليظهر جماله أكثر وهي تضحك بفرحة وضعته على جسدها أمام المرآة تنظر لنفسها بوجه مشرق لكن سرعان ما ظهر العبوس مجددا على وجهها وابعدت الفستان عنها لتنظر له من بعيد وهي تهمس بأسف تقصد مروان
_حقك عليا عارفة أنك أكيد دلوك زعلت مني قوي بس اعمل إيه ڠصب عني كان على عيني اروح معاك بس مقدرش
وضعت الفستان على الفراش وجلست بجواره عابسة الوجه ثم لمحت الحذاء الأبيض العالي الذي كان في أحد زوايا العلبة من الداخل فاخرحته ونظرت له وهي تبتسم بحب اسرعت والتقطت هاتفها وفتحت الدردشة بينهم لتراسله وتقول الفستان والچزمة حلوين قوي يامروان شكرا .
خرجت حور من بوابة الجامعة بعد انتهائها من آخر امتحان في السنة الدراسية ووقفت على جانب الطريق تنتظر وصول أي سيارة أجرة لكن التفتت ناحية اليسار فور سماعها لصوت بوق سيارة مرتفع فرأت زوجها وهو يشير لها من داخل السيارة رمقته بضيق وعتاب شديد ثم سارت إليه بخطواتها البطيئة وفتحت باب السيارة لتستقل بجواره دون أن تنظر لوجهه فزفر هو بيأس وسألها باهتمام حقيقي
_أخبار الإمتحان إيه حليتي زين
ردت بمضض وهي مازالت مضربة عن النظر إليه عقاپا له
_الحمدلله
تنهد بلال الصعداء وقال مازحا ليلطف الأجواء المشحونة بينهم
_اممممم شكلك واخدة على خاطرك قوي مني احنا نروح شقتنا عشان اوريكي التچديدات الأخيرة اللي عملتها وهناك نتكلم على راحتنا
التفتت له ورمقته بڼارية ثم قالت پغضب واعتراض قاطع
_لا مش عايزة اروح معاك مكان روحني البيت
ابتسم لها بثبات انفعالي وعينان مفعمة بالحب ثم مد يده والتقط كفها الصغير والناعم وانحنى عليه يلثم باطنه وهو يهمس
_ما احنا مروحين البيت ياحوريتي بس بيتنا احنا
جذبت يدها من قلتها بقوة وهي توفر بنفاذ صبر وتهتف له بعصبية
_بلال!
اجابها بهيام وهو يرسل لها قبلة في الهواء
_عيوني
مالت بوجهه للجانب وهي تتأفف مغلوبة منه بينما هو فانطلق بالسيارة يشق بها الطرق متجها لشقتهم الزوجية وهي تجلس بجواره ساكنة تراقب الطريق فقط دون أن تخاطبه أو حتى تنظر له دام الطريق لنصف ساعة تقريبا حتى توقف أمام البناية فنزل هو أولا والتف بسرعة من الجهة الأخرى حيث مقعدها وفتح لها الباب ثم بسط ذراعه بابتسامة عاشقة فحدقته بنظرة جانبيه تدل على قلة حيلتها تجاهلت يده الممتدة أمامها ونزلت من السيارة بمفردها ودفعته برفق بعيدا عن طريقها وعلى ثغرها شبه ابتسامة تكاد لا ترى جعلتها يبتسم تلقائيا ويتأكد أنه نجح في نيل رضاها قليلا.
اسرع خلفها لداخل البناية يصعد خلفها الدرج وهو يتأملها بغرام حتى وصلوا أمام باب الشقة فافسحت له الطريق ليمر من أمامها ويفتح الباب ففعل ودخل قبلها ثم لحقته وتركته يغلق الباب خلفها وهو يضحك عليها وقفت بمنتصف الصالة واستدارت له تسأله بفضول ونبرة مقتضبة
_فين التجديدات اللي قولت عليها دي!
_تعالي بس الأول تچديدات إيه وبتاع إيه هو في حاچة أهم منك ومن زعلك
لوت فمها مغلوبة من كلامه المعسول الذي يلين قلبها رغما عنها وجدته يجلسها بجواره دون أن يكون لها أي اختيار ويديه حول خصرها ونظرته الحانية مسلطة عليها وسط صوته الرجولي العذب
_حقك عليا متزعليش مني أنا عارف أني قلقتك عليا بس...
قاطعته استياء وعينان امتلأت بالعبرات
_بس إيه يابلال أنت كان عندك استعداد تروح للراجل ده وتقتله وميهمكش حاجة
حاولت تلطيف الأجواء وإضفاء جو المرح فقال