رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الواحد والعشرون بقلم ندي محمود
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
وبالعشق اهتدى
_ميثاق الحړب والغفران ج _
_ الفصل الواحد والعشرون_ الجزء الأول
صدح صوت عمران الغليظ وهو يقول بنظرة ڼارية لزوجته
_أنتي هترچعي بيتك وبيت چوزك معايا مش بيت أبوكي
رمقته بطرف عينها في نظرة قوية غير مكترثة للأوامر التي يمليها عليها استشاط غيظا بعدما رأى تلك النظرة وهب واقفا ثم وضع ابنه على الفراش برفق واندفع نحوها ثائرا ليقف أمامها ويهتف بنظرة منذرة لا تقبل الاعتراض
عقدت آسيا ذراعيها أسفل صدرها وطالعته بنظرة تحدى كلها شجاعة وهي تقول بإصرار
_هي المشاكل كبرت من بدري قوي يامعلم مش مستنياني أنا لما اخليها تكبر ولو على الرچوع قولتلك مش راچعة
أظلمت عينيه بشكل مرعب وقبل أن ينفجر بها التفتت تجاه أمها وطلبت منها برجاء مهذب
تنهدت جليلة الصعداء مغلوبة وقالت بإيجاب
_ماشي يابتي ربنا يصلح حالكم
راقبت بعينها خطوات أمها حتى غادرت الغرفة وفورا التفتت له وقالت بنظرة ممتلئة بالخزي
_ارچع ليه مع راچل بيعايرني بفضله عليه وبيشك فيا وفوق ده كله مش واقف في ضهري ولا سند ليا ولا بياخدلي حقي بدل ما تروح تقف قصاد أمك وتعاتبها حتى مش تعاقبها واقف قصادي وبتوچهلي أوامر وبتغلطني الحمدلله أن ربنا حفظلي ولدي وحماني منها وجه على الدنيا بخير وسلامة أنت بسبب أمك مكنتش هتشوف ولدك اللي طاير من الفرحة بيه ده رغم كل ده أنا استحملت وسكت ياعمران بس كلامك آخر مرة ليا كان النهاية أنا كنت أتوقع الكلام ده من أي مخلوق بس منك أنت لا وكنت دايما يتباهي بيك واحمد ربنا أنه كرمني براچل واقف في ضهري كيف الوتد وكنت بقول أنا ليا ملجأ وحمى كل ما الدنيا تخبط فيا وناسي ياچوا عليا هچري في حضنه استخبى لكن طلعت غلطانة
_أنا مكنتش داري بروحي ولا عارف أنا بقول إيه أنتي عارفة أن ڠضبي عفش وأنا مكنتش شايف قصادي يعني الكلام ده قلته في لحظة ڠضب يا آسيا
هتفت بعينان دامعة ومقهورة
_مهي المشكلة أنه اتقال في وقت ڠضب.. ووقت الڠضب اللي بيتقال بيكون هو الحقيقة أنت كنت شايل كل ده چواك ومدكنه ومنستش ولا سامحت على اللي عملته معاك زمان ولساتك شايل مني
_فكرك أنا لو لساتني منسيتش اللي عملتيه معايا كنت هقدر احبك ولا أخلف منك!!.. أعقلي الكلام اللي بتقوليه في مخك الأول وفكري بالمنطق
سالت دموعها الحاړقة فوق وجنتيها وصاحت به منفعلة پألم
_وأنا إيه يضمنلي بعد اللي قولتهولي أنك بتحبني صح إيه يضمنلي أنك متچيش عليا ولا تكسرني كيف ما عملوا معايا ناسي ما أنت عاد شايف نفسك أنك كنت البطل اللي نقذني منهم واللي ضحى بسعادته ونفسه في سبيل ينقذني وليه الفضل عليا ولولاك أنا كان زماني مي....
_كفاية يا آسيا خلاص متكمليش مش عارف افهمك ولا اقولك إيه تاني عشان تصدقي أن مكنش قصدي اقول الكلام ده
رفعت أناملها لوجنتيها ومسحت دموعها ثم أجابته بقسۏة وهي تشيح بوجهها للجهة الأخرى وتتحرك بعيدا عنه
_متقولش حاچة هملني وبعد عني ياعمران
قبض على ذراعها ليوقفها عنوة ثم أدارها لجهته وقال بهدوء امتزج بنظراته الصارمة
دفعت يده بعيدا عنها وصاحت به بعصبية
_قولتلك مش هرچع معاك عاوز تسمعها كام مرة عشان تفهم
خرج عن طور هدوئه المزيف هو أيضا وصړخ بها
_وأنا الكلمة اللي بقولها بتتنفذ أنا مبحبش العناد ونشفان الراس
دخلت جليلة في تلك اللحظة مسرعة لتفصل بينهم وهي تهتف بحدة
_وطوا حسكم چرالكم إيه وبعدين الواد نايم هيصحى مڤزوع منكم تعالي معايا ياعمران هتكلم معاك
قالت عبارتها الأخيرة وهي تجذب عمران من ذراعه عنوة معها للخارج وسط نظراته الملتهبة التي لا يحيدها عن زوجته فور مغادرتهم الغرفة وقفت جليلة أمامه وقالت بحكمة وجدية
_أنت لو عاوز تتطلقوا صح مش هتتعامل معاها إكده دي بتي وأنا عارفاها وحفظاها وطريقتك دي هتخليها تعاند وتنشف راسها اكتر لو صح عاوز ترچعها ليك راضيها وبينلها حبك ليها هتلين وهتبقى في يدك
رفع عمران حاجبه بتعجب ثم همس بشك
_خير ياحماتي من مېتا وأنتي في صفي ما أنتي دايما كنتي مش راضية عن الچوازة دي ولا حباني إيه اللي اتغير دلوك
لوت جليلة فمها بحنق وقالت في مضض
_ومازالت مش حباك ياولد إخلاص بس هنعملوا إيه خلاص معدش في رچعة وأنا عارفة أن بتي بتحبك ودلوك بقى في بينكم عيل ملوش ذنب في عنادكم ومشاكلكم دي
مال ثغر عمران بابتسامة متهكمة رغم إعجابه بمحاولاتها لإصلاح الوضع المضطرب بينهم واستمع هي بإصغاء تام وهي تكمل بحزم
_متقولش دلوك هترچع معاك هي حتى لو وافقت أنا مش هوافق البت لسا والدة امبارح واول ولادة ليها يعني تقعد معايا في بيت أبوها اراعيها واخدمها لغاية ما تقف على رچلها وتسند روحها لكن انت هتاخدها معاك بيتكم مين هيراعيها.. أمك هتراعي بتي مثلا
عمران بصوت رجولي أجش
_دي مرتي وأنا هاخد بالي منها واراعيها
جليلة پغضب وجبروت
_اسمع الكلام يا ولد الصاوي لو عاوز مرتك ترچعلك متچبرهاش على حاچة وخليها تهدى وأنا بنفسي لما تبقى زينة وتقف على رچلها هقنعها وارچعهالك سيبها في بيت أبوها ترتاح بعد الولادة شوية وبعدين يبقى يحلها ربنا
صاح عمران بعصبية وصوت جهوري
_هسيبها لغاية مېتا دي كل مالها بتنشف دماغها اكتر وتصمم على الطلاق ده يعني احسن حل أنها ترچع وتقعد في بيتها چاري
جليلة بحدة شديد وصوت صلب
_وباللي أنت بتعمله ده مش هتنشف راسها يعني سيبها خليها تعرف قيمتك في قلبها وأنها متقدرش تبعد عنك ووحديها هتلين ليك وترچع معاك وأنت كمان تراضيها
رفع يده يمسح على شعره نزولا لوجهه وهو يطلق تأففا حارا بعصبية وقلة حيلة ثم ألقى عليها نظرة استسلام مضطرا فابتسمت له بثقة ورتبت على كتفه متمتمة
_متقلقش هترچعلك بس أنت خليك ناصح واتعامل معاها صح وبحنية مش همچية وقسۏة
أنهت عبارتها ودخلت للغرفة وتركته بالخارج يقف وهو يدور يمينا ويسارا بحيرة وهياج يمسح على لحيته بقسۏة يفكر في حل لمأزقه لقد كان لا يتحمل غيابها ويتعذب كل ليلة فكيف سيتحمل غياب طفله أيضا الآن تلك الساحرة الشريرة تمارس عليه تعاويذها السحرية وتعذبه دون هوادة.
داخل منزل مروان كانت خلود بغرفتها جالسة على الفراش وبيدها هاتفها الذكي تتصفح موقع التواصل الأجتماعي الانستغرام وبعد بحث طويل داخل الحسابات الشخصية أخيرا عثرت على حسابه وجدت به الكثير من الصور والذكريات المختلفة له في إيطاليا وفي مصر بعضها كانت صور جماعية مع أصدقائه أو عائلته لكن معظمها كانت له اخذت تقلب بين صوره وتتأملها بعينان هائمة وابتسامة ثغر محبة تزين وجهها لا تعرف متى وكيف اخترق