رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل العشرون بقلم ندي محمود
عله يجعلهم يدركوا قيمة بعضهم البعض.
بتمام الساعة العاشرة مساءا داخل المستشفى حيث غرفة آسيا......
فتح عمران الباب ببطء شديد ودخل فوجد زوجته نائمة في فراشها وجليلة على الأريكة المقابلة للفراش نائمة أيضا حتى صغيره نائم ابتسم واغلق الباب بحرص شديد حتى لا يصدر أي صوت ويزعج نومهم ثم تحرك ببطء تجاه فراش ابنه وانحنى عليه يلثم شعره الخفيف بحنو ويهمس له في ضيق
سكت لثواني ثم تابع همسه له يشكي له همه وكأنه يسمعه ويدرك مايقوله
_أنا تعبت معاها لا الحنية ولا الشدة نافعة معاها.. امال اعملها إيه عاد!
الټفت برأسه للخلف تجاه فراش آسيا عندما سمعها تهمس باسمه وسط نومها فابتسم بعاطفة جياشة وانتصب في وقفته ليقترب منها ويجلس بجوارها على طرف الفراش ثم يمد يده ويمسح على شعرها بحب فوجدها مالت بوجهها للجانب على كفه العريض وهي تبتسم وسط نومها ظنا منها أنه ضمن حلمها لكن عندما فتحت عينها ببطء ورأت وجهه أمام عينيها انتفضت فزعا ودفعت يده بعيدا عنها هاتفة
احتدمت نظرته وتعابير وجهه أصبحت حادة رغم صمته وعدم رده على كلماتها السخيفة بينما هي فالتفتت برأسها تجاه فراش ابنها تطمئن عليه فوجدته نائم في ثبات عميق اعتدلت في نومتها تريد الذهاب للحمام ورغم الصعوبة التي واجهتها في محاولاتها للوقوف بمفردها لم تطلب منه المساعدة وهو ظل يراقبه بعيناه المغتاظة حتى وجدها أطلقت آه مټألمة رغما عنها فهب واقفا وحاوطها بذراعيه يساعدها لكنها نفرت بعيدا عنه پغضب وقالت
رأت ظلام عينيه المرعب الذي لا يبشر بالخير ودون أي مقدمات وجدته ينحني عليها ويحملها بين ذراعيه متجها بها إلى الحمام احتقن وجهها بدماء الغيظ وفتحت فمها على وشك الاعتراض وتوبيخه باستياء اسكتها بعبارته الرجولية ونظرته المرعبة
_ششششش اقفلي خشمك ومسمعش حسك واصل أمك والواد نايمين متخلنيش اعلي صوتي
_عمران بعد يدك عني!!
رأته يصر على أسنانه بطريقة مرعبة وملامح وجهه تقوست وعنادا بها تمسك بها بقوة أكثر وضمھا إليه حتى التصق ظهرها بصدره فاصدرت هي تأففا قوى وصاحت به بعصبية
احتقن وجهه بدماء الڠضب واشتدت قبضته على جسدها أكثر ونظر في عينيه پغضب وقال
_ولما أنتي معدتيش بتحبيني بتهلوسي بيا في نومك ليه
اتسعت عينيها بدهشة وارتبكت قليلا لكن سرعان ما ردت بقسۏة ونظرة ثاقبة
_ده أكيد كان كابوس
رفع حاجبه مستنكرا زيف كلماتها ثم قال بوعيد حقيقي
ابتسمت له بسخرية وعدم مبالاة وقالت بمضض
_ا ثم تحاملت على نفسها وسارت ببطء للخارج تذهب لطفلها لكنه كان بخطواته اسرع منها ووصل لفراشه ثم انحنى عليه وهو يهزه في برفق ليتوقف عن البكاء وبالفعل هدأت حدة بكائه نظر لآسيا بحدة التي كانت تريد أخذه منه وقال بلهجة آمرة
_اقعدي على السرير عشان ترضعيه هتشليه كيف وأنتي واقفة وتعبانة
فاقت جليلة على صوت بكاء الطفل وقالت بفزع
_ماله الواد يا آسيا
ردت على أمها باقتضاب بسبب أفعال زوجها
_ملوش ياما صحي ۏجعان هأكله دلوك كملي نومك أنتي أنا كويسة
نظرت جليلة لعمران الذي يحمل ابنه بين ذراعيه وراقبت نظراتهم الڼارية لبعضهم البعض بتعجب ثم تابعته وهو يقترب من آسيا بعدما جلست على الفراش ووضع الصغير بين ذراعيها لتبدأ في إطعامه وهي تنظر له بوعيد غريب لم يفهمه سواهم بعد استغلاله للموقف داخل الحمام وتقبيلها.
داخل منزل فريال وجلال.......
منذ انتهائهم من تناول العشاء ودخول الأولاد لغرفتهم ليخلدوا للنوم وهو يراقبها بعينيه المشټعلة تتحرك حوله ببطء بسبب بطنها المرتفعة وحملها وترتب المنزل خلف الأولاد ولكن لا تنظر له ولا تخاطبه يبدو أنها تريد إثارة جنونه أكثر هي حتى لا تجلس في غرفتها بعيدا عن أنظاره كما قالت بل تستمر في التجول حوله بكل طبيعية وتتجاهله كأنها لا تراه من الأساس لا يذكر منذ الصباح أنها وجهت له كلمة واحدة حتى هي حقا تعتبره لا وجود له وليس العكس كما قالت أنها ستشعره وكأنها ليست موجودة.
فاض وطفح كيله فقرر هو البدء في أي محادثة بينهم حيث قال بسخط ملحوظ
_فريال اعمليلي كوباية شاي
تعمد التحدث بلهجة فظة وحازمة معها على غير عادته ليستفزها ويجعلها تتحدث لكنها فاجأته بانصياعها التام دون أي اعتراض أو التفوه بكلمة واحدة واتجهت إلى المطبخ لتقوم بتحضير كأس الشاي له استقام هو واقفا بسرعة وهرول خلفها ووقف بجوارها في المطبخ مستندا على الرخام وهو يراقبها بعينيه منتظرا أن تلتقي عينها بعينه لكنها جعلته يشك بنفسه أنه غير مرئي ظل محافظا على هدوئه رغم أنه يشتعل من الداخل إلى أن انتهت من تحضير الشاي ووضعت الكأس أمامه على الرخام دون أن تنظر له وهمت بالالتفات والرحيل لكنه امسك بالكأس وسكبه في الحوض بغل وهو يقول متعمدا إثارة چنونها
_اعمليلي واحد غيره
التفتت له والتقت أعينهم أخيرا في نظرة خالية من التعابير وكانت الصدمة أنها كانت على وشك تحضير كأس آخر له دون أي اعتراض أو كلمة واحدة فثار جنونه هو بدلا عنها وصاح منفعلا
_أنتي إيه اللي بتعمليه ده هتفضلي إكده لغاية امتى يعني
أطلقت زفيرا حارا ونظرت له ببرود وقالت
_عاوز اعملك الشاي ولا امشي
اڼفجر كالبركان من فرط الڠضب وقبض على ذراعها منفعلا يصيح
_أنتي عارفة أني اكتر حاچة اكرهها هي التچاهل وبتعملي ده كله ليه عشان طلبت منك تروحي تقعدي عند أمك كام يوم لغاية ما أنا وأنتي نهدى ولا أنتي كنتي عاوزة الأمور تكبر بينا كيف ما حصل زمان ده چزاتي إني كنت بفكر فينا وفي علاقتنا وچوزانا رغم أنك غلطانة بس أنا تغاضيت ونسيت وعذرتك أنك كنتي خاېفة عليا كيف ما بتقولي
اخذت نفسا عميقا وبكل ثبات انفعالي قالت
_أنا مش بتجاهلك ممكن تسبب يدي عاد
ارتخت عضلات يدهعلى ذراعها بسبب برود أعصابها المدهش وصډمته أن تلك المرأة هي زوجته بينما هي فتحركت بخطواتها واتجهت نحو الغرفة الفارغة المجاورة لغرفتهم لتنام بمفردها كليلة أمس لم يفق من ذهوله سوى على صوت صفع الباب البسيط فالتهبت عينه بنيران حاړقة واندفع نحوها ثائرا ليدفع الباب بكل عزمه ويقول بنبرة رجولية لا تقبل النقاش
_اطلعي قصادي على اوضتك مفيش نوم إهنه لوحدك
لوت فمها بقلة حيلة وقالت في هدوء غريب
_أنا مرتاحة إهنه روح أنت نام ملكش صالح بيا
صاح بعصبية وصوت جهوري
_فريال سمعتي أنا قولت إيه!!
رغم اشتعالها من الداخل لكن لا يمكنها افساد خطتها بسبب انفعالها اللحظي ستكمل التصرف بالامبالاة ورغم رفضها للنوم معه في نفس الغرفة ستسايره فقط لتثير جنونه أكثر فكلما طاوعته وأظهرت البرود وعدم الاكتراث سيزازد اشتعالا.
تحركت قبله بخطواتها البطيئة