السبت 23 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل العشرون بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

وابلغهم كلهم في البيت
تنهد الصعداء بابتسامة ودية ثم قال بحماس جميل
_أتا ورايا كام مشوار إكده هخلصهم وآچي على المستشفى طوالي عشان اشوف المعلم سليم الصغير
عمران بنظرة صارمة تحمل الشك
_مشوار إيه ده! 
قهقع بلال بمرح وقال في نبرة جادة
_متقلقش يامعلم مشوار تبع شغل ملوش علاقة بمنصور
هز رأسه بتفهم وراحة بينما بلال فتابع وهوويربت على كتفه غامزا بخبث
_خليك چارها عاد اليومين ده عشان تلين وتهدى عليك والمشاكل اللي بينكم تتحل
ابتسم عمران بقلة حيلة على نصائح أخيه الصغير ثم أجابه بحزم والإبتسامة مازالت على ثغره
_طيب كلم مرتك وطمنها يامصلح العلاقات عشان هي اللي كلمتني وكانت خاېفة عليك
اسماء له بالموافقة ثم ودعه وغادر ليترك عمران وحيدا يفكر في حلول للفجوة العميقة التي بينه هو وزوجته.

داخل منزل خليل صفوان.....
خرجت غزل من غرفتها وهي ترتدي بنطال جينز فضفاض قليلا متماشيا مع موضة الفتيات هذه الفترة واعلاه بلوزة قطن بيضاء بحمالات رفيعة وتنزل بفتحة دائرية عند الصدر وفوقها قميص خفيف بكم كامل يغطي ذراعها كله وتتركه مفتوحا ليظهر البلوزة البيضاء وجعلها أكثر أناقة وتترك شعرها الناعم ينسدل بحرية على ظهرها وكتفيها وبعض الخصلات تنزل على جانب وجهها بشكل مثير يجعلها أثني على جمرة من النيران.
كانت في طريقها للأسفل لتطمئن هل عاد الجميع من المستشفى أم لا ولكن أثناء مرورها من جانب غرفة علي سمعت صوته يتحدث في الهاتف ويقهقه بصوت مرتفع جذب انتباهها صوت ضحكاته الرجولية وانجذبت لا إراديا تجاه غرفته ووقفت تستمع له من الخلف أو بالمعنى الأدق تتصنت عليه فاتسعت عينيها بدهشة عندما فهمت أنه يتحدث مع فتاة وانصتت أذنيها أكثر لتسمع حديثه وتعرف هوية تلك الفتاة لكنه لم يظهر أي شيء صابها شعور غريب بالحنق والغيظ أنه يتحدث مع الفتيات وتساءلت بينها وبين نفسها.. أن كان يحب أخرى فلماذا يمنعني من الحديث مع الشباب ويتحكم بملابسي ويريدني أن ارتدي الملابس المحتشمة.
ودت لو اقټحمت عليه الغرفة الآن وصړخت به واجبرته على أن يفسر لها كل شيء ويخبرها مع من يتحدث لكن تمالكت أعصابها وظلت مكانها وبسبب شرودها لم تنتبه أنه أنهى حديثه في الهاتف ولم تقف سوى على الباب وهو ينفتح فجأة فتميل هي للداخل ولولا يديه التي أحاطت بها قبل أن تسقط تلاقت أعينهم المندهشة ببعضهم البعض هو يرمقها بعدم فهم وهي تمنت بتلك اللحظة أن تنشق الأرض وتبتلعها لحظات معدودة وانتفضت بسرعة واقفة تبتعد عن ذراعيه وأحضانه لتسمعه يقول بذهول
_أنتي كنتي بتتصنتي عليا!
أجابت بارتباك شد وهي تنفي ما قاله
_لا لا طبعا أنا هتصنت عليك ليه أنا بس كنت جاية أسألك عن حاجة
ابتسم علي بعدم اقتناع ووضع يديه في جيبي بنطاله ليستند على جانبي الباب ويهتف بخبث
_حاچة إيه دي عاد ياغندورة!
تنحنحت بإحراج شديد وسكتت تحاول التفكير في أي شيء تنقذ نفسها به من ذلك الموقف البشع فقالت بسرعة فور تذكرها
_آااه كنت عايزة أسألك على آسيا أخبارها إيه هي والنونو ولدت كويسة يعني
ضحك بخفة وهتف بإيجاب وهو يعبث معها متعمدا
_أه كويسة الحمدلله عقبالك
اضطربت أكثر وصيفا عينيه باستغراب لتهتف بجدية
_عقبالي إيه Im not married !!
غمز لها لؤم وقال بنبرة تضمر خلفها معاني وتلمحيات جريئة
_مهو عقبالك لما تتچوزي وتچيبي النونو زيها
تنحنحت بخجل شديد واشاحت بوجهها بعيدا عنه بينما هو فكبح ضحكته بصعوبة ثم خرج من غرفته وتحرك بخطواته بعيدا عنها لكن أوقفه صوتها الرقيق الذي صابه في مقټل وهي تصيح عليه
_ علي ! 
الټفت له وابتسم باتساع وقال في نظرة هائمة
_نعمين 
تقدمت إليه بخطوات بطيئة وهي تتمايل برقة ثم قالت له مبتسمة
_طيب ممكن تاخدني توديني المستشفى عند آسيا 
رفع حاجبه مندهشا من طلبها وقال ضاحكا
_أنا أخدك.. ده من امتى ده عاد إيه اللي چرالك! 
هزت كتفيها ترفض الرد وهي تبتسم برقة تذهب العقل كان سينصاع خلفها كالمغيب بعد تلك النظرات الساحرة لكنه تمالك انفعالاته بصعوبة وقرر اللعب على أوتارها قليلا حتى لو كان صعبا عليه أن يفوت فرصة على طبق من ذهب هكذا لكن أجابها بأسف
_بس أنا للأسف مش فاضي دلوك ومعايا مشوار
ظنت أنه سيذهب لمقابلة تلك الفتاة فصاحت تسأله بغيظ وفضول
_مشوار إيه أنت رايح تقابل مين! 
علي بتعجب
_نعم!!! 
هدأت من ثورتها وقالت بخفوت مزيف وحنق واضح
_قصدي يعني مينفعش تأخر مشوارك ده عشاني شوية وتوديني
هز رأسه لها بالرفض وهو يزم شفتيه بأسف فجزت على أسنانها بعصبية وغيرة تأججت في صدرها بينما هو فاستدار وتركها وذهب وهو يبتسم باتساع وانتشاء.

داخل المستشفى تحديدا بغرفة آسيا كانت فريال تجلس بجوارها وتحمل بين ذراعيها ابن أخيها الصغير وهي تبتسم بسعادة وتقول ضاحكة
_نسخة من عمران يا آسيا
ابتسمت لها آسيا وهي تهز رأسها مغلوبة دليلا على أنها لا تستطيع الإنكار أنه يشبه والده حقا ثم هتفت بود وحب
_ربنا يقومك بالسلامة
التفتت لها فريال وقالت في قلق
_ يارب يا آسيا أنا لسا كنت عند الدكتور امبارح قالي هنستنى لآخر الأسبوع ده لو مچاش طلق الولادة هولد قيصري أنتي عارفة أنا اتأخرت قوي والمفروض كنت أولد من بدري لولا أني مستنية الطلق ومعدش ينفع نصبر اكتر من إكده
مسحت آسيا على كف يدها بحنو وتمتمت
_متقلقيش سبيها على الله وأن شاء الله خير وهتقومي بالسلامة انتي والحلوة الصغيرة دي
رددت فريال يارب من صميم قلبها ثم عادت تتأمل في وجه ابن أخيها السببين ذراعيها وتتبادل أطراف الحديث مع آسيا حتى دخل عمران واقترب من ابنه يحمله عن شقيقته وهو يتمعنه بنظرة دافئة كلها حب لكن فريال لاحظت العلاقة المضطربة بينه هو وآسيا ونظراتهم الغاضبة فتنهدت الصعداء بحنق وهمست لشقيقها بجدية
_عمران تعالي معايا برا عاوزة اتكلم معاك شوية
اقترب من زوجته واعطاها صغيرهم بكل حذر ثم استدار وسار خلف شقيقته للخارج وسط نظرات آسيا الفضولية.
فور خروجهم من الغرفة وقفت فريال أمامه وقالت له بانزعاج
_آسيا حكتلي على اللي أنت قولته ليها ياعمران
ابتسم بتهكم وقال في عصبية
_قالت أو مقالتش يافريال اللي هي بتطلبه وعاوزاه تنساه عشان مش هيحصل أنا طلاق مش هطلق
فريال پغضب مماثل له
_وهو أنا بقولك طلقها لا طبعا أنتوا معاكم عيل إيه ذنبه يكبر وأبوه وأمه منفصلين أنا بتكلم معاك عشان افهمك أن اللي قولتله ليها صعب أوي وأنا ذات نفسي اټصدمت لما قالتلي أنك أنت اللي قولت الكلام ده يعني أنت غلطان ياعمران مهما كان غضبك مكنش يصح تعايرها بحاچة زي دي وتفكرها بيها وكأنك بتتفضل عليها
مسح على وجهه وهو يزفر بقوة ويستغفر ربه ثم أجاب على شقيقته بحدة
_أنا مكنش قصدي يافريال اللي فهمته هي عصبتني وخرچتني عن شعوري وخلتني مش داري باللي بقوله
ارتخت عضلات وجهها وابتسمت لأخيها بلطف وقالت بعينان لامعة بوميض الأمل
_طيب ما تفهمها الكلام ده عشان تهدي والمشاكل دي تتحل بينكم
عمران بعناد وانفعال شديد
_طول ما هي مش عاوزة تعترف بغلطها متنتظرش مني أني اجري وراها وابررلها أفعالي وڠصب عنها هتفضل مرتي وهترچع بيتها معايا
تأففت فريال بنفاذ صبر من عنادهم المثير للأعصاب وقررت الأكتفاء بهذا القدر من تقديم النصيحة وتركت الأمر للوقت

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات