السبت 23 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل العشرون بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

ابنه
_طالع شبهي قوي للدرچادي كنتي دايبة في حبي ياغزال
رفعت رأسها له ورمقته بنظرة قوية قبل أن تقول في جفاء متصنع
_كيف ما قولت.. كنت.. يعني كان في وخلص 
رفع نظره عن صغيره أخيرا ورمقها مطولا بنظرة ثاقبة وقال بعين مفعمة بالثقة وبسمة ثغر جانبية متهكمة
_لسانك بيقول كلام وعينك بتقول العكس
ظهر الاضطراب البسيط عليها من قربه الشديد ونظراته الواثقة فأجابته بنظرات زائغة وتوتر امتزج بڠضبها
_بعد عني ياعمران! 
استنكر سؤالها الساذج فابتسم مغلوبا وهتف بنبرة رجولية غليظة وهو ينقل نظره بينها وبين طفله
_بعد عني دي تقوليها لراچل غريب ملوش حق يقرب منك لكن أن چوزك وأبو ولدك
تأففت بنفاذ صبر ومالت بوجهها بعيدا عنه ثم عادت له بنظره مجددا وقالت في غيظ
_أنت عاوز مني إيه تاني مش مكفيك اللي قولته ولا اللي عملته! 
أجاب عمران بكل ثبات انفعالي وبرود مستفز وهو يمسح على رأس ابنه ويمسك بكفه الصغير في دفء
_عاوزك أنتي وولدي
ثم رمقها بحزم وقال في نظرة مخيفة كلها إصرار
_لو لساتك فاكرة أني ههملك وأهمل ولدي يتربى بعيد عني واطلقك كيف ما أنتي عاوزة تبقي بتحلمي
اشتعلت نظراتها بنيران السخط وصاحت به بعصبية
_وأنا مش عاوزاك بعد اللي قولته كل حاچة انتهت بينا خلاص
رقمها بنظرة تحذيرية مرعبة وهتف في صوت رجولي أجش
_وطي حسك الواد نايم في حضنك هيصحى مڤزوع 
لوت فمها بتهكم وردت في حزن وغيظ
_أه أنت أصلا كل اللي هامك ولدك بس ومش فارق معاك حاچة تاني
ابتسم وقال في جدية وحنق
_انتي لو ادتيني فرصة وبطلتي نشفان الراس واعترفتي بغلطك هتشوفي وتتأكدي بعينك كيف أنتي فارقة معايا وتهميني كيف ولدي
ضحكت بسخرية وقالت في صوت خاڤت لكنه سمعه جيدا
_أنا بس اللي غلطانة واللي أنت قلته مش غلط!! 
مسح على وجهه متأفف بامتعاض وقال لها في حدة
_مش وقته الكلام في الحديت ده دلوك انتي تعبانة وأنا كمان مش عاوز حاچة تعكنن عليا فرحتي بولدي
كانتعاى وشك الانفجار به صاړخة لكن قطعها دخول جليلة التي عندما رأت عمران لوت فمها بضيق ولم تتحدث بل اقتربت من ابنتها واطمئنت عليها ثم حملت عنها سليم ووضعته في فراشه الصغير وظلت آسيا تتبادل النظرات الڼارية مع عمران الذي استقام واقفا وقال برجولية
_أنا معايا مشوار صغير مسافة ساعتين وراچع لو احتچتوا أي حاچة اتصلوا بيا
مالت آسيا بوجهها للجهة الأخرى تأبى النظر له من فرط الڠضب بينما هو فانحنى عليها هامسا في صوت لم يسمعه سواهم
_خدي بالك من روحك يا أم الغالي وبلاش العصبية اللي ملهاش داعي دي على أمور مش هتتم هدى نفسك عشان متتعبيش وأنا مش هتأخر عليكم
تأففت بانزعاج وابعدت رأسها عنه بينما هو فانتصب في وقته واقترب من ابنه يودعه قبل أن يغادر وسط نظرات جليلة وآسيا له التي قالت ساخرة فور انصرافه
_فاكر أني هسامحه ولا انسي اللي قاله أو حتى هرچعله أنت اللي شكلك لسا متعرفنيش زين يامعلم 

خرج عمران من المستشفى وكان أمام سيارته مباشرة على وشك أن يفتح الباب ويستقبل بمقعده لولا صوت خافته الذي أوقفه فأخرجه وأجاب على الرقم المجهول برجولية
_الو مين 
وصله صوت أنثوي ناعم يبدو عليه الاڼهيار من فرط البكاء والقلق
_أنا حور ياعمران مرات بلال الحقه بسرعة قبل ما يضيع نفسه هو كان عندي وجاله تلفون تقريبا يخص موضوع الراجل اللي قتل عني ابراهيم وهو عرف مكانه وطلع بسرعة عشان يروحله
اتسعت عين عمران بدهشة ثم سألها بقلق وهو يستقل بسيارته لينطلق بها
_طيب مسمعتيش أي حاجة من المكالمة أو هو مقالكيش المكان ده فين ياحور 
أجابته بالنفي وهي تبكي بحړقة
_لا هو مدنيش فرصة احاول امنعه حتى ولا أفهم منه وطلع بسرعة أنا حتى معرفش هو وصل ولا لا دلوقتي لأنه طلع من بدري وأنا كل ده كنت بحاول اجمع رقمك
عمران بصوت رجولي غليظ يحاول بث الطمأنينة لنفسها المضطربة
_متقلقيش أن شاء الله هعرف مكانه وهلحقه اهدي
أنهى الاتصال معها وفورا حاول الاتصال بأخيه ولكن النتيجة كانت عدم الرد استمر في الرنين المستمر لوقت طويل متأملا أن يجيب عليه لكن دون جدوى وبالمرة الأخيرة قبل أن ينتهي الرنين بآخر لحظة أجاب بصوت المحتقن
_أيوة ياعمران 
عمران بصوت مرتفع
_أنت فين 
وصف له المكان المتواجد به بالضبط فهتف عمران بعصبية موجها له أوامره الصارمة
_أنا چايلك دلوك خليك مكانك متتحركش خطوة من عندك 
تأفف بلال بضيق واكتفى بالرد الصامت على أخيه ثم أنهى الاتصال وراح يتجول بنظره على وجوه الناس من حوله حيث كان يجلس بمقهى صغير وعقله مشغول بما حدث معه يحاول إيجاد الحلول والإجابات المنطقية لتهدأ روحه الثائرة ولم يدم انتظاره لأخيه كثيرا حيث نصف ساعة تقريبا ووصل عمران له فور جلوسه على المقعد المقابل له هتف بانفعال
_أنت شكلك اتخبلت في نافوخك عاوز تروح لحالك لمنصور وتضيع روحك
زفر بلال بانزعاج وقال في يأس
_واديني مروحتش ارتاح عاد
عمران بعنلامتت استقام بادية على ملامحه
_مروحتش كيف يعني!.. هو أنت مش عرفت مكانه!
مسح بلال على وجهه متأففا بامتعاض وبدأ يسرد له ما حدث
_عرفت وروحت المكان اللي المفروض مستخبي فيه ملقتش حد واللي اكتشفته إن دي شقة جلال ومن كام يوم جه بلاغ أن منصور موجود هنا وبلغوا عنه هو وجلال ولما اتمسك جلال وملقوش عليه أي دليل طلعوه واعتبروه بلاغ كاذب 
ضيق عمران عينيه بعدم فهم وهتف بصوت خشن متسائلا
_بلاغ!!.. وهو مين ممكن يكون عارف مكان منصور وعاوزه يتمسك ويبلغ عليه هو وجلال 
بلال بنفس تعبيرات الحيرة البادية على وجه أخيه
_مهو ده نفس اللي بسأله لنفسي ليا ساعتين وبحاول افكر مين ممكن يعمل إكده لأن مستحيل يكون حد منينا لا أنا ولا أنت ولا عمي ولا حتى بشار نعملها
رجع عمران بظهره على المقعد للخلف وجلس يإريحية أكثر ليجيب وهو مبتسم بثقة وغيظ
_ده حد مش عاوزنا نوصله
هز بلال رأسه مؤيدا لكلام أخيه بينما عمران فتابع برزانة تليق به
_متشغلش بالك مسير المستخبي يبان ومنصور مسيره يقع تحت يدنا هيفضل هربان إكده لغاية مېتا يعني
دام الصمت بينهم لدقيقتين قبل أن ينظر عمران لبلال بعين لامعة بوميض جديد ويقول بفرحة حقيقية
_إيه أنت مش هتبارك لأخوك ولا إيه!! 
حديقه بلال بنظرة مستفهمة في حيرة واستغرق لحظات طويلة نسبيا حتى استطاع تخمين مقصده فقال بدهشة وتعبيرات وجه مشرقة
_آسيا ولدت!! 
ضحك عمران واماء له بالإيجاب فهب بلال واقفا من مقعده واندفع نحو أخيه ليعانقه بحرارة وهو بربت فوق ظهره بسعادة صادقة من القلب ويهنئه هاتفا
_مبروك يامعلم يتربى في عزك يارب أنت مقولتش لحد ليه! 
ابتعد عن عمران الذي قال بملامح وجه ظهر عليها الضيق
_أنا روحت عشان ارچعها البيت وطبعا هي رفضت وكانت في مشكلة كبيرة وفجأة بدأت تصرخ ولما خدناها على المستشفى الدكتور قال ده طلق الولادة وولدها مع أن لسا معاد ولادتها كان لسا فاضل عليه شوية
بلال باهتمام وقلق 
_طيب هي والواد كويسين 
عمران بابتسامة عريضة
_زي الفل الحمدلله
ردد بلال الحمدلله براحة ثم سأله وهو يلوي فمه ضاحكا
_محدس يعرف في البيت طبعا دي مرت أبوي لما تعرف أن مرتك ولدت وأنت مقولتش ليها هتخرب الدنيا
قهقه عمران وقال مغلوبا بجدية
_هتصل بيهم دلوك

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات