الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل التاسع بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

قبل ما تمشوا من بيت چدكم رن عليا عشان آچي أخدكم
هز رأسه بالموافقة لوالده وقال مطيعا أوامره
_حاضر 
ربت جلال على كتف ابنه بحنو أبوي وهو يبتسم له ثم أشار له بنظرة صارمة من عينيه أن يلحق بأمه بسرعة ويحمل عنها الحقيبة راقبهم بنظراته حتى غادروا المنزل ثم اتجه الشرفة ونظر منها يراقبهم أيضا منها حتى تطمئن أنهم استقلوا بالسيارة المخصوص التي ستأخذهم لمنزل ابراهيم الصاوي أخذ نفسا عميقا وظهر شبح ابتسامته العاشقة على ثغره وهو يتذكر عصبيتها وشراستها ورفضها التام لترك بيتها حتى لو كان برغبة منه لكن تمسكها به وبمنزلها أسعده وكان تصرف عقلاني لم يتوقعه منها.

بمنزل ابراهيم الصاوي تحديدا بغرفة عمران......
لم يكترث للساعة وأنه تأخر على عمله بل كان شاغله الأكبر زوجته وتستحوذ على تفكيره وعقله بالكامل يفكر في تصرفها بالأمس ورفضها له أمام الجميع حتى رغبتها في الانفصال اوضحتها أمامهم ربما هو چرح كرامتها بكلامه حقا دون أن يقصد لكنها انتقمت وجرحت رجولته أمام الجميع اشهرت عن انيابها الشرسة في وجهه بسبب خطأ واحد فقط ارتكبه في حقها بلحظة ڠضب نست كل شيء فعله من أجله وقررت التمرد وعضت يده التي كانت دوما تحميها وتحاوطها حتى أنها دعست على قلبها وطلبت الطلاق بكل جبروت وعدم مبالاة لكنه أوضح لها سابقا أن قرار الانفصال لن تحصل عليه إلا عندما يسمح هو به.
أخرج هاتفه ودون تردد أجرى اتصال بها انتظر الرد منها بعد رنين طويل وبالرنة الأخيرة أجابت بصوت حازم
_نعم
هتف بصوت رجولي غليظ ولهجة آمرة
_البسي وهعدي عليكي اخدك نطلع نتكلم في مكان برا البيت
ردت برفض قاطع وقوة
_لا ياعمران مش هلبس معدش في حاچة نتكلموا فيها خلاص كل حاچة أنت قولتها وكفيت 
صرت على أسنانه بغيظ ومسح على وجهه ولحيته بقوة في عصبية وهو يتأفف بصوت مسموع ويستغفر ربه ثم صاح بها منفعلا
_مفيش حاچة اسمها خلاص أنتي فاكرة أني هطلقك صح ولا إيه!! 
آسيا ببرود أعصاب مستفز وثقة تامة
_آه هتطلقني ياعمران طالما وصلت لمرحلة أنك بتعايرني بفضلك عليا رغم كل اللي استحملته منك وعشانك يبقى خلصت خلاص
صړخ بصوت جهوري مرعب
_طلاق مش هطلق يا آسيا وكيف ما اتچبرتي على الچواز مني لو اضطربت هخليكي تكملي معايا مچبورة أنا مش هسيب ولدي يتربى بعيد مني يعني انسى الطلاق ده واصل واعملي حسابك بكرا هاچي أخدك.. وبحذرك من دلوك لو رفضتي وعملتي كيف امبارح عشان المرة دي هاخدك غصبن عن عين الكل وأنتي عارفة أني اقدر اعملها
استشاطت غيظا وردت پقهر واستياء شديد
_آه يعني أنت كل اللي فارق معاك ولدك أنه ميترباش بعيد عنك ومش فارق معاك حاچة تاني بس أنا عاد بقولك هتطلقني غصبن عنك ياعمران حتى لو اضطريت ارفع عليك قضية
لم تمهله الفرصة ليجيب عليها حيث أنهت الاتصال وأغلقته بوجهه فأنزل الهاتف من فوق أذنه وراح يردد كلمتها بذهول ودمائه تغلي في عروقه
_قضية!!!!.. هي وصلت لإكده ماشي يا آسيا أنا هوريكي هعمل معاكي إيه واكسرلك راسك الناشفة دي كيف
توقف عن الحديث عندما دخلت أمه ثم تحركت نحوه وجلست بجواره لتسأله باهتمام مزيف
_لساتها منشفة راسها ومعاوزاش ترچع معاك 
كان يفرك يديه ببعضهم في غيظ وقدمه تهتز بقوة من فرط العصبية وهو يقول
_عاوزة تطلق الهانم 
لمعت عين إخلاص بفرحة غامرة وهتفت بسرعة متصنعة الدهشة والاهتمام لأمر ابنها
_وصلت للطلاق!!.. هي تطول تتچوز راچل زيك دي ولا كانت هتطول ضفرك حتى ياولدي على قد ما قلبي محروق على زعلك بس چات منها ياعمران طلقها ياولدي وريح راسك منها وخليها تطلع من وسطينا دي كيف الحرباية اللي بمية وش كفاية العيل اللي چاي ده بدل ما يبقوا اتنين وتلاتة بعدين ومتقدرش تهملها عشان عيالك
الټفت لها ورمقها بنظرة ملتهبة ثم صاح بزمجرة مرعبة
_وبعدين ياما هو انا هلاقيها منك ولا منها انا مش هطلق مرتي ومتحاوليش تفتحي معايا الموضوع ده أبدا سيرة الطلاق دي محدش يچيب سيرتها قصادي مفهوووم
استقام واقفا واندفع لخارج الغرفة ليتركها بمفردها وهي تتألف بغيظ وتفكر في حيلة أو طريقه تقنعه بها ليطلق تلك الأفعى زوجته.

بتمام الساعة العاشرة مساءا......
دخل الأولاد اولا للمنزل وكان خلفهم جلال ثم فريال التي كانت منزعجة من ابنها أنه اتصل بوالده كما أمره رأت زوجها يجلس على الأريكة بالصالة وكذلك الأولاد بجواره لكنها اندفعت لداخل غرفتها وصفعت الباب بقوة تعبر عن الثوران الذي بداخلها تبادل هو النظرات المستفهمة مع أولاده فاقترب منه معاذ وهمس له بصوت منخفض
_أمي متعصبة عشان أنا اتصلت بيك
رفع حاجبيه ورد على ابنه باستغراب
_مين قالك
معاذ ببساطة وعبوس بسبب توبيخ أمه له
_هي زعقلتي لما عرفت أني اتصلت بيك عشان تاچي تاخدنا كيف ما قولتلي
اتسعت عيني جلال بدهشة من تصرف زوجته وتوبيخها لابنها لانه امتثل لأمر والده فهو رأسه بتفهم وربت على كتفه بحنو متمتما
_طيب روح أنت وأخوك يلا على اوضتكم عشان تناموا معاكم مدرسة الصبح
كان عمار بالفعل يصارع النوع لأبقاء عينه مفتوحة وبمجرد سماعه لأمر والده هب فورا واقفا واتجه إلى غرفته ولحق به معاذ أما جلال فاستقام واقفا واتجه لغرفته وهو ثائر وفور دخوله صفع الباب مثلما فعلت واندفع نحوها يهتف بعصبية
_أنتي بتزعقي للواد عشان اتصل بيا إيه كنتي عاوزة ترچعي وحدك بليل في الوقت ده! 
حافظت فريال على هدوئها وأجابته بثبات
_وفيها إيه يعني!.. بعدين أنت عاوز تاخدنا ليه مش على أساس مش طايق تشوفني وعاوزني امشي
جلال بنظرة منذرة
_فريال بلاش الأسلوب ده في الحديت معايا
مازالت محتفظة بمظهرها البارد وهتفت بتبلد مشاعر
_اسلوب إيه أنا بقولك اللي انت قلت!!.. وعشان متضايقش من شوفتك ليا طول النهار في البيت والأوضة متقلقش أنا هروح أبات في أوضة تاني ومش هتشوفني في البيت غير وقت ما احطلك الوكل على السفرة
رفع حاجبه واتسعت عينيه بذهول من تصرفاتها الغريبة ليحيبها وهو يجز على أسنانه محاولا التحكم بانفعالاته
_آه انتي قررتي تفضلي في البيت ومتهمليش بيتك كيف ما بتقولي بس قصاد إكده هتربيني على اللي قولته واللي كان نيتي بيه خير
ابتسمت بكل ثقة وقالت بنظرة ذات معنى
_طب ما أنا كمان كانت نيتي خير لما بلغت بعدين أنا مش بربيك ولا حاچة يا أبو العيال وسيد الرچال أنا بنفذ طلبك مش اكتر أنت كنت عاوز تمشيني عشان متشوفنيش ونتخانق والمشكلة تكبر بينا وأنا موافقتش أني أهمل بيتي بس مش هخليك تشوفني في البيت يعني اعتبرني مش موچودة كيف ما أنت كنت عاوز
رفع يده ومسح على وجهه وهو يزفر بامتعاض ثم وجدها تأخذ وسادتها وغطاء وملابسها وتغادر الغرفة فصاح مغتاظا
_أنتي رايحة وين دلوك يعني!! 
التفتت له ورمقته بابتسامة مستفزة وهي تهمس
_رايحة أنام في الأوضة اللي چمب العيال عاوز حاچة مني قبل ما امشي اصلك مش هتشوفني غير الصبح وأنا بحطلك الفطار
كان يشتعل داخله من فرط العصبية والغيظ أنها استغلت الوضع لصالحها وستجعله الآن هو من يحاول نيل رضاها ستحرمه منها كما طلب لكنها ستعذبه وهي أمامه لتثبت له أنه لا يستطيع الافتراق عنها يوم واحد

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات