رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الخامس عشر بقلم ندي محمود
ده معلش راضيها وعدى هي باين عليها غلبانة وكتكوتة قوي في نفسها
قهقه بقوة ثم قال مغلوبا في عينان تلمع بالحب
_ربنا يصبرني عليها الكتكوتة دي
قطع حديثهم صوت رنين هاتفه فأشار لآسيا بعيناه يعتذر منها أنه سيجيب على الهاتف فهزت له رأسها برقة في ابتسامة خاڤتة وبعد رحيله عادت لغرفتها وهي تفكر في إخلاص ونفس السؤال يستمر في الدوران بعقلها دون إجابة هل حقا سقطت أم تلك كانت حركة متعمدة منها لسبب ما هي لا تعرفه.
كان يجلس فوق الأريكة بالصالة أمام التلفاز يشاهد أحد المسرحيات الكلاسيكية عندما جلست فريال بجواره ومالت برأسها على كتفه تضعه عليه فابتسم لها بحب
_إيه رأيك يافريالي ناخد فترة أچازة ونسيب العيال ونسافر أنا وأنتي بس انا حاسس اني محتاچ اريح راسي وارتاح من زن الشغل وكل حاچة وعايز تنبسط أنا وأنتي احنا لينا زمان منبسطناش مع بعض
_بچد ياچلال.. ياريت انا نفسي قوي اسافر واتفسح وزهقانة من قعدة البيت وفعلا احنا لينا وقت طويل متستمتعناش مع بعض كيف زمان
ثم سكتت للحظة وأكمل بوجه عابس
_بس العيال هنوديهم فين
جلال بكل بساطة
_عندك أمك أو امي المكان اللي حابين يقعدوا فيه
زمت شفتيه بضيق وقال بمشاعر امومية دافئة
ضحك عليها بحب وتمتم في حكمة ونبرة رخيمة
_ومين قالك أننا هننتفسح احنا هناخد يومين بس في أي مكان إكده نريح فيه راسنا ونستچم وحدينا ياست البنات وأنا مظبط رحلة بعدين نطلعها كلنا مع العيال وفيها فسح ولعب وكل حاچة
سكنت وبدت وكأنها اقتنعت وواقفت ثم لاح شبح ابتسامتها العبثية وهي تشير بيدها على بطنها وتقول ضاحكة
قهقه عليها بخفة وقال مغلوبا
_لا دي عاد مجبورين ناخدوها معانا هنعملوا فيها إيه كلها شهر وتشرف مع اخواتها وبعد إكده تقعد معاهم
انطلقت ضحكة فريال الأنثوية بقوة وخرج معاذ وعمار من غرفتهم على أثر صوت ضحك والديهم وانضموا لهم يجلسوا بجوارهم وهم يحدقون بهم بابتسامة عريضة ينتظرون من والديهم أن يكملوا حديثهم لكي يشاركوهم في الضحك لكن جلال وفريال توقفوا عن الكلام فعبس وجه الأثنين وهتف عمار
تبادل جلال النظرات مع فريال بدهشة متصنعة وهو يقول مبتسما
_هو احنا كنا بنتكلم يافريال!!
زمت شفتيها بجهل تشاركه في مزحته بينما معاذ فقال بتأكيد
_ايوة وكنتوا بتضحكوا كمان!
اڼفجرت فريال ضاحكة على اولادها وفضولهم الطفولي ولم تستطيع التفريط بهم فقالت لهم مبتسمة
_ابوكم كان بيقولي انه هيطلعنا رحلة قريب ونتفسح كلنا
_امتى امتى
جلال بجدية
_لسا مش دلوك قريب اهدوا عاد بدل ما أغير رأي
ثبتوا مكانهم فورا كالصنم خوفا من أن يغير والدهم قراره حقا كما أخبرهم للتو لتضحك عليهم فريال وتهتف بحزم بسيط
_يلا روحوا كملوا الواچب بتاعكم عشان معاكم مدرسة بكرا
هتف عمار بعفوية طفولية تامة
_انتي هتاچي تاخدينا من المدرسة زي المرة اللي فاتت ياما
اتسعت عيني فريال بدهشة وانعقد لسانها ولم تعرف بماذا تجيب على ابنها فقد وضعها بمأزق الآن أما جلال فغضن حاجبيها باستغراب وسأل أولاده بلهجة جادة
_ميتا راحت تاخدكم من المدرسة أمكم
أجابوا على والدهم بكل تلقائية أنها ذهبت لهم بالمدرسة بصباح الأمس فالټفت لها جلال متعجبا وسألها بحدة
_انتي مش قولتيلي طالعة تشتري كام حاچة من السوبر ماركت يافريال وأنا نزلتك بالعربية قصاد المكان
ازدادت
ريقها باضطراب لكن حاولت الحفاظ على ثباتها التام أمامه وقالت مبتسمة لتلطف الأجواء وتذهب الشكوك