الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الرابع عشر بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

وبالعشق اهتدى 
_ميثاق الحړب والغفران ج _
_الفصل الرابع عشر _
لم يدرك متى وكيف حدث ذلك المشهد المؤلم أمام عينيه وانتهى الأمر برؤيته لها وهي على الأرض بعدما صډمتها السيارة وفر صاحبها هاربا.
رآها مسطحة على الأرض والډماء كانت تماما كالچثة الهامدة الصدمة استحوذته وشلت حركته وتفكيره للحظات لكن مع صوت أبواق السيارات وحركة الناس والتفافهم حولها فاق من صډمته وراح يركض نحوها مزعور وبارتيعاد ليبعد الناس عنها بقوة ويجثى على الأرض أمامها ممسكا برأسها فوق يديه غير نباليا بدمائها ويهتف بصوت مرتعد ومبحوح

_مريم ردي عليا.. مريم
كان يسمع اصوات الناس من حولها بعضهم يدعو على ذلك السائق الخسيس الذي صدمها وهرب وبعضهم يصيح ليتصلوا بالأسعاف لكنه لم يكن يبالي بأي شيءيسمعه حتى أنه ليس لديه الصبر وقوة التحمل التي تمكنه من الانتظار حتى وصول الأسعاف حيث حملها على ذراعيه واتجه بها نحو سيارته وسط محاولات الناس لردعه موضحين له أنه من الخطأ حملها والذهاب بها للمستشفى دون انتظار الإسعاف لكنه لم يكترث لهم ووضعها بكل حرص بالمقعد الخلفي للسيارة ثم التف إلى الأمام واستقل بمقعده المخصص للقيادة وانطلق به وهو تارة ينظر للطريق وتارة لها بعينان يملأها الړعب والهلع ويقود السيارة بأقصى سرعة ممكنة كان يتسابق مع الزمن ليصل للمستشفى في اقل وقت ممكن.
دقائق قصيرة ورغم بعد المسافة إلا أنه قطعها في وقت قياسي ووصل المستشفى دخل إلى قسم الطوارئ راكضا يطلب المساعدة منهم وبظرف دقائق معدودة كانوا يحملوها على نقالة المرضى ويتجهون بها نحو غرفة العمليات.
جلس هو على أحد المقاعد بردهة المستشفى وانتبه لملابسه وتذكر ذلك المشهد البشع فراح يدفن رأسه بين راحتي يديه الملطخة بالډماء وهو على وشك البكاء حزنا عليها يلوم نفسه أنه السبب ويقول ربما لو لم اطلب منها مقابلتها لكانت الآن بخير.

بمكان آخر تحديدا بمنزل ابراهيم الصاوي......
دققت النظر بالحقيبة واكتشفت أنها ليست لها بل لمنى وكانت هي تقف بجوارها ويبدو أن استعدت وتجهزت للرحيل فلاح شبح ابتسامة آسيا المتشفية على ثغرها لكنها اخفته بمهارة وتصرفت بجمود دون أن تظهر أي تعبير على وجهها حتى سمعت صوت زوجها وهو ينظر لها ويقول بخشونة
_منى كانت عاوزة تودعك وتسلم عليكي يا آسيا قبل ما تمشي
نقلت آسيا نظرها بين زوجها ومنى وكذلك إخلاص وعفاف بملامح قاسېة لكن سرعان ما تحولت لأخرى بشوشة وكل ود وهي تجيب
_بس بس ده من عنينا! 
تحركت بخطواتها في بطء وثقة أثارت حنق إخلاص ومنى التي عندما وصلت إليها دون أي مقدمات جذبتها لحضنها تعانقها بغل وحدها منى من شعرت بزيف ذلك العناق الثعباني من آسيا وهي تقول لها بكل حزن الجميع يعرف تصنعها له أمامهم
_هتفضي علينا البيت والله يامنى.. ابقى متقطعيش رچلك عنينا وطلي علينا كل شوية لاحسن أنا بتوحش طلتك عليا إكده كل فترة والتانية
فشل عمران في تمالك نفسه من الضحك على تمثيل زوجته الكوميدي من رأيه وراح يميل بوجهه للجهة الأخرى فورا ليخفي ابتسامته عن أنظارهم بينما آسيا فتابعت كلامها ولكن بهمس لم يسمعه سوى منى
_لتكوني فاكرة إني هكتفي بطرد چوزي ليكي ياسحلية أنا حذرتك كتير وأنتي مصدقتنيش ودلوك هتشوفي بت خليل صفوان لم توعد كيف بتوفي 
ابتعدت عنها بعدما انهت عباراتها والتفتت لعمران ترمقه بنظرة محبة ثم قالت لمنى بنظرة ماكرة
_مع السلامة يامنى
اقتربت منها إخلاص وعانقتها مودعة إياها رغم أنها همست لها في أذنها بكلمات لم يسمعها أحد منهم لكن آسيا هذه المرة لم

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات