رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث عشر بقلم ندي محمود
ببرود مستفز وردت عليها
_آه لقيت روحي زهقانة فقلت أما ارسم لوحة تذكارية على وشها عشان تفضل فكراني بيها طول العمر
صاحت رحاب منفعلة
_أنتي روحك إيه محدش هيقدر عليكي يعني ولا إيه.. مع أني معرفش كيف سكتولك وسمحولك تعملي إكده في منى بس أنا مش هسكت
تابعت آسيا بنفس تعبيراتها وبرودها المريب الذي لا يبشر بالخير أبدا
رفعت رحاب سبابتها في وجه آسيا توجه لها تهديداتها الحقيقية بزمجرة
_خليكي بعيدة عن أختي يا آسيا وقسما بالله لو يدك اترفعت على اختي تاني ولا قربتي منها هتشوفي وشي الحقيقي وقتها
أظهرت آسيا عن أنيابها أخيرا ونزعت قناع البرود والهدوء المزيف حيث تقوست تعبيراتها بشكل مرعب وهي تنظر لأصبع رحاب وتقول لها بعين ملتهبة
ضحكت رحاب بسخرية منها دون أن يهتز لها شعرة واحدة من نظرات آسيا وتهديداتها لها
_لو فكراني منى اللي هتخاف منك وترچع ورا تبقى غلطانة أنتي تقفي عندي أنا وتفكري مية مرة قبل ما تحبي ټهدديني
عادت بسمة آسيا لثغرها مجددا لكن هذه المرة كانت متهكمة وكلها مكر ثم مالت عليها بالقرب من أذنها وهمست بشيطانية
_رحاب بتعملي إيه!!!
انزلت يدها بالبطيء وهي لا تحيد بنظرها الملتهب عن آسيا وتجيب على عمران بسخط شديد
_أسال مرتك الأول بتقولي إيه ياعمران معدتش عارفة توزن كلامها وبتخرف بالكلام
_مرتي الحمدلله عقلها يوزن بلد ولو قالتلك حاچة ضايقتك ف ده أكيد رد فعل.. وده ميدكيش الحق ترفعي يدك عليها
التفتت آسيا تجاه عمران بدهشة من رده وسرعان ما عادت بوجهها لرحاب وعقدت ذراعيها أمام صدرها تحدقها بنظرة تشفي وعنجهية كادت رحاب تجيب على عمران لكن اسميتها صوت بشار الذي وصل للتو من الخارج وهتف بغلظة
التفتت له وردت بهدوء في خنق
_مفيش حاچة
نقل بشار نظره بين عمران وآسيا محاولا فهم الموقف الذي دار بينهم لكنه فشل فخاف بجدية
_طيب تعالي أنا كنت عاوزة اكلمك في حاچة كويس إنك چيتي
رأى بشار نظرة انزعاج في عين عمران وكأنه يريد توبيخه لكنه لا يستطيع فتجاهل نظراته وابتعد بخطواته عنهم ولحقت به رحاب غير مبالية بنظرات كل من عمران وآسيا لها.
الټفت عمران تجاه آسيا بعد انصرافهم وسألها بحزم
_إيه اللي حصل!
ابتسمت آسيا له بغنج أنثوي وهي تنظر له بطرف عيناها وتمسك على صدره بنعومة متمتمة
_مشاكل حريم متشغلش بالك بيها يامعلم بس متفتكرش أن اللي عملته دلوك هيشفعلك ويخليني انسى اللي حصل امبارح.. يعني انا لسا عند كلامي ولساتني محارباك ومش هرضى عنك غير لما تعمل اللي قولتلك عليه
أنهت عباراتها وابتعدت بخطواتها بعيدا عنه تتركه يقف محتارا من بين الغيظ الشديد منها وبين الحب والإعجاب بدلالها عليه ولأن هذه المرة هي على حق لا يمكنه حتى الاعتراض على دلالها وطلباتها وعقابها له.
غادر بشار المنزل بأكمله واستقل بسيارته ولحقت رحاب به واستقلت بجواره فوجدته يطرح سؤاله عليها باهتمام
_إيه اللي كان بيحصل فوق!
ردت بخنق وإيجاز شديد
_ولا حاچة شديت أنا وآسيا شوية
ضيق عينيه باستغراب وهتف
_ليه
رحاب محاولة تخطي السؤال وتجاهله
_متشغلش بالك يا بشار.. المهم قولي أنت كنت عاوز تتكلم معايا في موضوع إيه
تنهد الصعداء مطولا وظل ساكنا للحظات يفكر في كلماته وكيف سيبدأ حديثه وأثر بالنهاية أن يبدأ بسؤال عن أهم شيء
_انتوا خلاص رچعتوا الدهب وكل حاچة لخطيبك والموضوع خلص صح
هزت رأسها له بالإيجاب وهي لا تفهم سبب سؤاله فمسح على وجهه بارتباك ملحوظ وهو يطلق زفيرا حارا ثم تمتم وهو ينظر لها بحب
_أنا عارف أنه مش وقته ومينفعش اقول الكلام ده دلوك وخصوصا أني لساتني مرتبط بس أنا تعبت ومش قادر اخبي اكتر من إكده يارحاب
ظهر شبح ابتسامتها الخجلة على ثغرها الناعم وهي تطرق رأسها أرضا بعدما فهمت ما يلمح إليه فتابع هو بجدية ومشاعر جياشة
_أنتي أكيد واخدة بالك وعارفة مشاعري ناحيتك ازاي وإني من زمان مش عارف اشيلك من عقلي وقلبي
رغم السعادة المفرطة التي استحوذت عليه وقلبها الذي يتراقص فرحا إلا أنها رفعت رأسها له وطالعته بعين حزينة متمتمة
_بشار أنت بنفسك قولتلها الكلام ده مينفعشوأنت مرتبط وخاطب
أجابها مسرعا بنبرة مغرمة وجادة
_أنا عارف.. بس أنا مش هقدر اكمل في علاقتي مع خطيبتي هي كويسة وبنت حلال وتستاهل واحد يحبها صح وأنا مش هقدر أمامها معايا وأنا قلبي مع غيرها عشان إكده هفسخ الخطوبة أنا بس حبيت اقولك الكلام ده واعرفك أني مش هكمل معاها خاېف تروحي من يدي تاني وعشان إكده اعترفتلك بمشاعري
اعرضت وجهها عنه خجلا واستحياء ثم همست له برقة ودلال
_متقلقش مش هضيع من يدك تاني.. بس لغاية ما تفسخ خطوبتك ويبقى في حاچة رسمي بينا متنتظرش مني أي حاچة
ابتسم لها بدفء وتمتم في صوت رجولي ساحري
_أنا مش منتظر منك حاچة اصلا كفاية أنك تستنيني لغاية ما اظبط اموري بس
رحاب بصوت ضعيف بسبب خجلها منه
_انا هرچع البيت چوا عشان اشوف منى
لم يعترض واكتفى بالصمت ومتابعته لها وهي تخرج من السيارة وتقود خطواتها نحو المنزل مجددا وعلى ثغره ابتسامة عاشقة وفرحة رغم تأنيب ضميره الذي يعكر عليه صفوه وصوت عقله الذي ېصرخ عليه دون توقف أنه يخون خطيبته لكنه اسكته بحجة أنه لن يتركها معلقة بحبال ذائبة معه وسينهى علاقتهم حتى تتمكن هي من استكمال حياتها وربما تجد الرجل المناسب لها.
بمكان آخر داخل منزل مروان حيث تسكن خلود....
بينما تقف بالمطبخ تقوم بتحضير وجبة صغيرة لها للإفطار انتفضت فزعا على أثر سماعها لصوت رنين الباب وتسمرت بأرضها دون حركة في خوف شديد بعدما قڈف بعقلها فكرة احتمالية أن يكون سمير عرف مكانها ظل مكانها كالصنم ودقات قلبها تسارعت وصدرها يرتفع وينزل متازمنا مع أنفاسها ورنين الباب لا يتوقف بل وتحول لطرق قوي فقادت خطواتها أخيرا لكن كانت متعثرة تقدم خطوة وتأخر الأخرى حتى وصلت للباب أخيرا ووقفت خلفه وهي تحاول السيطرة على أنفاسها لتهتف بصوت مرتجف
_مين
وصلها صوت رجولي مألوف عليها من الخارج هاتفا
_أنا مروان ياخلود!
وضعت كفها على صدرها مطلقة زفيرا حارا