رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث عشر بقلم ندي محمود
المختلفة المعلقة على الحائط وكذلك الموضوع فوق المنضدة الصغيرة بجوار الفراش فمال بجزعة للأمام ليلتقط الأطار ويتأمل في تلك الصورة التي التقطتها أمام البحر وهي مرتدية نفس الثوب الذي كانت ترتديه بصباح اليوم وشعرها يتطاير حولها يفعل نسمات الهواء للحظة نسى غيابها وهام بصورتها وظهر شبح ابتسامته على ثغره لكن تلك الأجواء الهائمة لم تكن كثيرا حيث صوتها من خلفه عند باب الغرفة تقول بنعومة
انتفض فزعا ولا إراديا سقط الأطار من يده وبلحظة واحدة حدث كل شيء ووجدت الإطار تهشم على الأرض نقل هو نظره المندهش بين الأفكار والصورة وبين وجهها الذي تعلوه ملامح الصدمة وعيناها متسعة فتنحنح بإحراج بسيط وتمتم
_احم.. مكنش قصدي
تقوس فمها بطفولية وبدت وكأنها على وشك البكاء واسرعت نحو صورتها تجثوا على الأرض وتهتف بحزن وتوبيخ له
لوى فمه بضيق من نفسه بينما هي فهبت واقفة وصاحت به بخنق
_أنت إيه اللي دخلك اوضتي أصلا
هتف بصوت رجولي غليظ ومنزعج
_ده چزاتي يعني أني دخلت اطمن عليكي لما لقيت الباب مفتوح
غزل پغضب وعتاب شديد
_وبتمسك حاجتي ليه!
تنهد على الصعداء وقال بجدية ولطف جميل
_حقك عليا ياست البنات هاتي الصورة اللي في يدك دي وأنا هعملك احلى برواز ليها تاني
_أشك إنك هتعمل كدا أصلا.. اكيد بتقولي كدا عشان تسكتني!
علي بنبرة رجولية مهيبة كلها ثقة
_معندناش رچالة بتكدب طالما قولتلك هعملك واحد يبقى هعملهولك
ضيقت عيناها بعدم ثقة وهي تنظر ليده منتظرا منها أن تعطيه الصورة فمالت بوجهها عليه قليلا وقالت
_امتى هتعملها
_في اقرب وقت أول ما اكون فاضي
ابتسمت له باستنكار وتطلعت في عيناه بتحدي هاتفة برقة معتادة
_بكرا
رفع حاجبه اليسار بدهشة من نظرات التحدي التي تحدقه بها وابتسامتها المتلذذة وكأنها ټنتقم منه فابتسم رغما عنه على عفويتها ورضخ لها وهتف
_بكرا ياغندورة أي أوامر تاني!
لوت فمها بقرف وقالت بانزعاج حقيقي وهي تعرض وجهها عنه
على متنهدا بقلة حيلة وهو مازال محتفظ بابتسامته
_طيب.. هاتي عاد الصورة دي خليني اروح اريح وأنام في اوضتي
مدت يدها له بالصورة ووضعتها في كفه بامتعاض فاستدار وتحرك تجاه باب الغرفة لينصرف لكنها أوقفته فجأة بصورتها الرقيق والحماسي وهي تلحق به
_علي استنى!
توقف واستدار لها برأسه فوجدها تبتسم له بخبث ومتعة وهي تسأله
تجمدت تعبيرات وجهه وبدا وكأنه داخل حصار خطېر لكنه نجح في الهروب منه حيث أجابها بكل برود متصنعا عدم المبالاة
_تصبحي على خير ياغندورة
ولم يترك لها فرصة طرح سؤال آخر أو الإلحاح في الحصول على إجابة حيث تركها وانصرف وكانت هي تشتعل غيظا من نعته لها ب غندورة ثانية.
بصباح اليوم التالي.......
استيقظ كل من جلال و فريال فزعا على أثر صوت صحة عڼيفة منبعثة من المطبخ ناتجة عن سقوط الأواني والصحون لم تفكر بشيء سوى أبنائها ووثبت واقفة تخرج من غرفتها وهي بملابس النوم عبارة عن ثوب حريري قصير من اللون الأحمر وقد نست تماما أن جليلة بالمنزل معهم بعدما تأخرت عمدا بالأمس فاقترح عليها جلال قضاء الليلة معهم وهي فورا وافقت.
وصلت فريال المطبخ وتسمرت بأرضها مندهشة عندما وجدت جليلة بالمطبخ وقد قامت بتحضير الفطور كاملا نظرت جليلة لها هي وابنها وقالت بتصنع الحزن
_يقطعني هو انا صحيتكم معلش عاد ياولدي بس قولت احضرلكم الفطور لقيت مرتك نايمة لغاية دلوك والعيال معاهم مدرسة وانت معاك شغل
لوت فريال فمها بغيظ محاولة تمالك أعصابها بينما جلال فرد على أمه بود
_كتر خيرك ياما.. تعبتي نفسك
جليلة بكل حب أمومي
_تعبك راحة ياولدي أنت وعيالك
كانت فريال تجاهد في البقاء هادئة ومتبلدة المشاعر رغم أنها تشتعل غيظا من حماتها وبالأخص عندما وجهت لها الحديث بلهجة جافة ومتهكمة
_روحي غيري خلچاتك والبسي حاچة زينة هتقعدي إكده قصاد ولادك دول كبروا وبقوا رچالة
طفح كيلها وكانت على وشك الانفجار بها والرد عليها لكن أوقفها لمسة جلال الحانية لها وهو يشير بعينيه أن تذهب لغرفتها وتبدل ملابسها فكتمت حنقها في نفسها وتحركت تجاه غرفتها وهي عبارة عن جمرة مشټعلة وتتمتم بكلمات غير مفهومة تدل على انزعاجها الشديد من تدخلها بحياتها حتى بعدما تركت لها المنزل كله ونيرانها تشتعل أكثر من فكرة أنها دخلت مطبخها وحضرت فطورهم فقط بنية إظهارها أمام زوجها أنها غير مؤهلة لتحمل مسؤولية منزل كامل بمفردها ولن تستطيع الاهتمام بزوجها أولادها ومنزلها.
خرجت من الغرفة بعد دقائق طويلة نسبيا وقد ارتدي عباءة منزلية مطرزة باللون الأخضر فوجدتهم تجمعوا حول طاولة الطعام وبدأوا في تناول فطورهم رسمت بسمة باهتة لأولادها وهو يهتفون بحماس طفولي
_الچدة عملت لينا الفطور اللي بنحبه ياما
ردت جليلة بحنو
_بالهنا والشفا ياولاد الغالي
اقتربت فريال وجلست بجوار زوجها الذي كان يلاحظ ملامحها المكفهرة ولكنه محاصر بين زوجته وأمه ولا يعرف كيف عليه أن يتصرف ومن الذي سيراضيه بينهما ففضل الصمت تماما كاسلم حل في هذه المواقف لكن جليلة سألته
_أيه رأيك في الوكل يا چلال
تسأله وكأنه يأكل الطعام من يدها أول مرة!!.. رفع رأسه لها وابتسم بدفء لأمه وقال بامتنان
_تسلم يدك ياما الوكل زي العسل
نظرت لفريال وقالت بنظرات تضمر خلفها الكيد والحقد
_لو فضلتوا على الحال ده كل يوم إكده.. العيال وچوزك هيطلعوا على لحم بطنهم الصبح لازم تعودي روحك من إهنه ورايح على الصحيان بدري أنتي دلوك ست البيت إهنه ومفيش حد غيرك يعني كل حاچة عليكي مش كيف ما كنتي في البيت عندينا يعني محدش هيشيل عنك حاچة
تدارك جلال الموقف بسرعة قبل أن ټنفجر زوجته وينشب بينهم شجار عڼيف أمام أولادهم راح يلف ذراعه حول كتفي فريال ويضمها إليه بحب حقيقي ويتمتم مبتسما
_وهو احنا من غيرها نعمل إيه ياما.. ده احنا نتوه من غيرها ربنا يخليها لينا ويقومها بالسلامة
أخيرا ابتسمت فريال من القلب بمشاعر فرحة وحب حقيقي وهي تنظر له بامتنان وغرام رغم أن جلال كان يعلم أن كلماته ستثير غيرة أمه ولكن كان عليه أن يضحى بأحدهم في سبيل إنقاذ الموقف عاد يلثم رأس فريال مجددا وهو يهمس لها بصوت يذيب القلب لم يسمعه سواها
_بحبك يافريالي
تلونت وجنة فريال بحمرة الخجل رغم محاولاتها لأخفاء مشاعرها وتعبيراتها لكنها فشلت فهتفت جليلة بود مزيف
_ربنا يخليكم لبعض ياولدي وتفرحوا بولادكم أن شاء الله
ردد بتمنى وابتسامة
_امين يارب
بدأت فريال في تناول طعامها بنفس مشتهية وتلذذ بعد ردة الفعل الغير متوقعة من زوجها التي أدخلت السرور على قلبها.
داخل منزل ابراهيم الصاوي...
خرجت آسيا من غرفتها وهي تنوي بدأ خطتها في كشف حقيقة حماتها لزوجها وطرد منى من المنزل أو ڤضحها بالمعنى الأدق لكنها اصطدمت فجأة برحاب أمامها التي كانت غاضبة بشدة وترمق آسيا بڼارية!.
رحبت بها آسيا في ابتسامة متكلفة
_أهلا وسهلا يا رحاب.. ياريت تكوني چاية تاخدي أختك السحلية
رحاب بسخط شديد ونبرة قوية
_انتي اللي عملتي ٱكده في وش منى يا آسيا!
ابتسمت آسيا