رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث عشر بقلم ندي محمود
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
وبالعشق اهتدى
_ميثاق الحړب والغفران ج _
_الفصل الثالث عشر _
ظل واقفا مكانه للحظات يستوعب ما سمعه للتو منها وتهديداتها الصريحة له ليهتف بعد وقت قصير بصوت رجولي
_مش هدخل الأوضة كيف يعني افتحي يا آسيا متخلنيش افتحه ڠصب واكسره واصل
هتفت پغضب شديد صائحة
_أه مهو ده اللي ناقص كمان غلطان ومش عاچبك!
كان سينفجر بها صارخا لكنه تمالك أعصابه على آخر لحظة وهو يتلفت حوله ويقول بصوت محتقن
آسيا بنبرة أثنوية شرسة وعناد شديد
_أنا معاوزكش تراضيني بالكلام.. عاوزة أفعال وقولتلك هتعمل إيه.. وبعد ما السحلية دي تطلع من البيت ابقى وقتها افكر في عقابك الحقيقي على اللي شوفته وانت واخدها في حضنك
مسح على وجهه متأففا وراح يقسم لها بصدق وضيق
_يابت الناس بقولك والله ما اعرف كيف ده حصل هي مثلت أنها أغمى عليها واترمت في حضڼي
ردت على عمران پغضب هادر
_مش هفتح ياعمران الباب شوفلك مكان تنام فيه الليلة دي.. أنا مش عاوزة اشوفك ولغاية ما تنفذ اللي طلبته مفيش كلام بينا واصل ولا حتى عيني هتاچي في عينك
_هي بقت إكده يعني هتمعنيني من دخول الأوضة يابت خليل
كانت بالداخل تقف مستندة بظهرها على الباب وتعقد ذراعيها أمام صدرها وهي ترفع رأسها للأعلى بعنجهية وعناد تأبى الرد عليهحتى تسمعه يكمل بنفس نبرته السابقة
_ماشي يا آسيا براحتك
ثم ابتعد عن باب الغرفة وقاد خطواته عائدا لغرفته بالأعلى متمتما غيظ شديد منها
بينما آسيا فاندفعت نحو فراشها وجلست على الطرف تهز قدميها وټضرب الأرض پعنف كلما تتذكر ذلك المشهد ويزداد نقمها أكثر على زوجها ووعيدها لمنى يصبح أكثر شړا.
تركت افعى سامة بمنزلها وسمحت بوجودها ظنا منها أنها لن تشكل خطړا لكن اتضح أنها أصبحت فريستها.
داخل منزل مروان...
جلست خلود على الأريكة أمام شاشة التلفاز شاردة الذهن وهي تتذكر حديثهم بصباح اليوم لا تعرف كيف وافقته على ذلك الاقتراح والآن هي بمنزله لكن لم يكن أمامها حرية الاختيار واضطرتها الظروف للاستسلام.
ظل يحدق في تعبيرات وجهها بفضول قبل أن يسألها مرة أخرى
_لسا برضوا خاېفة ما تحكيلي!
رفعت خلود نظرها لوجهه ورمقته مطولا بأسى ثم استسلمت وقالت
ظهر النقم والاشمئزاز على تعبيرات مروان تجاه سمير لكنه حاول التحكم بانفعلاته وسألها باهتمام
_طيب وأهلك ملكيش أي حد!
هزت رأسها بالنفي وهي تبكي بحړقة وتعكس بصوت ضعيف بالكاد يسمع
_اهلي في بينا مشاكل كبيرة ومفيش فيهم عاوزني ولا عاوز يشوف وشي ومقدرش اروحلهم واصل
غضن حاجبيه باستغراب متسائلا في نفسه عن سبب تلك الخلافات الأسرية التي تجعلها خائڤة من اللجوء لعائلتها في مثل هذه الأمور الخطېرة لكن أجل السؤال في ذلك الأمر الآن وهتف بجدية
_بس اعتقد في الوضع ده اكيد الخلافات اللي بينكم اهلك هيركنوها على جمب
لم تجيب واستمرت في البكاء الشديد فمسح مروان على وجهه بحيرة وهتف في إشفاق
_طيب أنتي هتعملي إيه دلوقتي
رفعت كتفيها لأعلى بجهل وتهتف بصوتها المبحوح من شدة البكاء
_معرفش معرفش.. بس هو أكيد بيدور عليا ولو عتر فيا مش بعيد يخلص عليا واصل
انتصب مروان واقفا وراح يجوب يمينا ويسارا وهو يمسح على ذقنه ويفكر في حل لتلك المعضلة عله يتمكن من مساعدتها مر وقت طويل نسبيا حتى وجدته يجلس القرفصاء أمامها مجددا ويقول بنظرة حادة لا تحمل أي مزح
_أنا عندي اقتراح واتمنى متفهمنيش غلط وتسمعيني للآخر تمام
تطلعت في وجهه بفضول وراحت تهز رأسها له بالموافقة فأكمل هو بصوت رجولي قوي
_أنتي مفيش مكان تروحيله ولو طلعتي ممكن الحيوان ده يوصلك فأنا بقترح إنك تفضلي في شقتي هنا مؤقتا ل...
قاطعته وصاحت به پغضب شديد وهي تستقيم واقفة منفعلة
_شقتك ده إيه.. أنت شكلك إكده افتكرتني من البنات إياهم أنا غلطانة أني وثقت فيك وحكتلك مشكلتي
أردف مروان مسرعا بجدية وصوت غليظ يحمل الرجولة والصدق
_أنا مش قولتلك اسمعيني للآخر ومتفهمنيش غلط.. الشقة دي بتاعتي بس معايا شقة تاني بتاعت أهلي وممكن اقعد فيها وانتي تقعدي هنا واديكي المفتاح
بدت وكأنها لم تقتنع ولم توافق فأكمل هو بنبرة دافئة يحاول بث الآمان لنفسها
_متقلقيش والله أنا مش هأذيكي والمفتاح هيبقى معاكي وعشان تطمني اقفلي الباب بالمفتاح عليكي وتربسي الباب عشان تبقى مرتاحة لكن هتطلعي وتمشي هتروحي فين بس!
زمت شفتيها پخوف ملحوظ وحيرة وتوتر فظل هو يرمقها بنفس نظراته علها تقتنع وتوافق وتثق به أخيرا ظهر عليها ملامح الموافقة ولكنها مازالت تكابر وهتفت برفض وارتيعاد
_أنا مقدرش اقعد في شقتك أنا معرفش أنت مين ولا ممكن تستغلني كيف وتعمل معايا إيه!
ابتسم مروان بساحرية وقال وهو رافعا حاجبه بنبرة مميزة ومازال محافظ على بسمته
_وهو أنا لو عاوز اعمل فيكي حاجة كنت عملتها من بدري ما أنتي أهو قاعدة في شقتي برضوا وانا قاعد معاكي وحدينا مټخافيش مني أنا بجد عايز اساعدك ومفيش في نيتي أي حاجة وحشة ولو على أنا مين وده مسببلك مشكلة ومش مطمنك أنا اسمي مروان العلايلي ومهندس معماري شغال وعايش في ايطاليا وبنزل اجازات هنا يعني عيلتي كلها في مصر هنا بس أنا وولدي ووالدتي واخواتي عايشين في ايطاليا حابة تعرفي إيه تفاصيل تاني
تعريفه لنفسه وأسلوبه المنمق في الحديث والواثق جعلها تطمئن له قليلا وتفكر بالموافقة بعدما أقنعها عقلها بأنه لا يبدو عليه شاب سيء وقد يلحق بها الأڈى التزمت الصمت ولم تجيب على سؤال فقد كانت منشغلة بالتفكير حتى انتشلها سؤاله الجديد
_قولتي إيه موافقة ولا لا
رفعت عيناها له وتطلعت في خاصته مطولا بتدقيق ثم أصدرت زفيرا قوي قبل أن توميء له بالموافقة أخيرا...
عادت لواقعها وقد تذكرت سمير واستخوذها الارتيعاد والقلق وهي تفكر ماذا حدث معه وهل اسعفته فتاته في الوقت المناسب ام حالته الصحية تدهورت تخشى أن يكون صابه مكروه بسببها لكنها لا تستطيع الاطمئنان عليه ولم تحكي لمروان أنها ضړبت زوجها أثناء هروبها.
داخل منزل خليل صفوان......
صعد الدرج بخطوات بطيئة متجها نحو غرفته وملامحه تكشف عن مدى التعب الجسدي والإرهاق الذي يعاني منه بسبب اليوم الطويل مر من أمام غرفة غزل ووجد الباب مفتوح فتوقف وضيق عينيه باستغراب متسائلا عن سبب تركها الباب مفتوح في هذا الوقت المتأخر ثم تقدم بتريث نحو غرفتها حتى وقف بجوار الباب وراح يطرق عليه بلطف هاتفا
_غزل!!
نادي عليها مرة أخرى عندما لم تجب في الأولى لكنها لم تحب في الثانية أيضا فتحرك بخطواته لداخل الغرفة وهو يتلفت برأسه بحثا عنها وقد بدأ القلق يتملكه خوفا من أن يكون خرجت أو صابها مكروه لفت نظره صورها