رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الحادي عشر بقلم ندي محمود
ونظراته اللعوب
_وأنا هصالحك يا أم العيال بس القرود دول يناموا الأول عشان اخد راحتي
تمنعت عن النظر إليه في دلال وفور رحيله ضحكت بصمت وغرام لا إراديا ثم بدأت تستمتع لأولادها وحكايتهم وحماسهم وهم يعرضوا عليها ألعابهم الجديد ويأخذوا رأيها.
داخل منزل سمير...
كان جالسا على الأريكة يسند رأسه على ظهر الأريكة ومغلق عينيه بتعب فقد وصلت إليه عشيقته في وقت قياسي واسعفته فورا وذهبت به لأقرب وحدة صحية حتى يوقفوا ڼزيف رأسه وها هو الآن يجلس بمنزله وهي بجواره تتأمله بحزن وتهتف في غل وحقد على خلود
أجابها بصوت ضعيف دون أن يفتح عينيه أو ينظر لها
_افوق بس يا حبيبتي من اللي عملته فيا بنت ال وهشوف هعمل فيها إيه!
ردت بسخط وهي تحرضه عليها أكثر
_متسكتش على اللي عملته ياسمير.. دي مچنونة انا قولتلك من زمان طلقها وسيبها أنت اللي موافقتش معرفش ليه!!
_ومش هسيبها مۏتها على يدي إن شاء الله.. بقى أنا بت ال دي تعمل فيا إكده وتهرب وتستغفلني.. بس هتروح مني وين مبقاش أنا سمير الهلالي أما جبتها من شعرها وكسرت ضلوعها كلها عشان تهرب زين بعدين وتضربني
ارتبكت من نبرته الرجولية ونظراته فتراجعت وتوقفت عن إظهار ڠضبها حيث اتخذت الطريق الأسلم وهو محاولة تهدأته خوفا من أن يزداد غضبه وحالته الصحية تسوء أكثر اقتربت منه وطلعت قبلة رقيقة فوق وجنته وهي تقول له مبتسمة
رأته تحول فجأة من الڠضب الهدوء والرزانة التامة وهو يحدقها مبتسما بمكر وعينان تلمع بوميض شيطاني ويقول
_طيب قومي معلش هاتيلي مايه ياروحي وبعد كدا نبقى نتكلم في موضوع مهم عشان مچهزلك مفاچأة
داخل منزل ابراهيم الصاوي تحديدا بغرفة عمران....
فتح باب الغرفة ببطء شديد ودخل ثم اغلق خلفه بنفس الطريقة لكنه توقف فور دخوله وهو فاغر العينين والشفتين عندما وجدها جالسة فوق الفراش وبجوارها عبوة المناديل الورقية وكل ثانية تجذب واحد من العبوة تمسح به سوائل أنفها من أثر البكاء وتلقيه بجوارها على الفراش الذي امتلأ بالمناديل ظل مكانه مستمر وهو يتابعها بذهول ورغم أنه كان في حالة مزاجية سيئة ومعكرة إلا أنه ضحك لا إراديا على منظرها وجعله يتساءل بحيرة.. هل حقا جدالهم البسيط منذ قليل وانفعاله عليها ورفضه لذهابها لأخيها كانت نتيجته تلك الحالة الغريبة التي هي عليها الآن أمامه وكأنه يرى امرأة لا يعرفها هشة ورقيقة وليست زوجته الجبارة والصلبة.
_آسيا.. إيه اللي عملاه ده في السرير وإيه اللي حصل لده كله!
التفتت له فجأة بطريقة مرعبة ورمقته شزرا لتجيبه وهي تبكي وتمسك بالمناديل عبراتها وأنفها
_أنت مش عارف يعني إيه اللي حصل وبتسأل بكل برود كمان!!
عاد برأسه للخلف كرد فعل لا إرادي على هجومها عليها بالصوت