الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الحادي عشر بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

ونظراته اللعوب
_وأنا هصالحك يا أم العيال بس القرود دول يناموا الأول عشان اخد راحتي 
تمنعت عن النظر إليه في دلال وفور رحيله ضحكت بصمت وغرام لا إراديا ثم بدأت تستمتع لأولادها وحكايتهم وحماسهم وهم يعرضوا عليها ألعابهم الجديد ويأخذوا رأيها.

داخل منزل سمير...
كان جالسا على الأريكة يسند رأسه على ظهر الأريكة ومغلق عينيه بتعب فقد وصلت إليه عشيقته في وقت قياسي واسعفته فورا وذهبت به لأقرب وحدة صحية حتى يوقفوا ڼزيف رأسه وها هو الآن يجلس بمنزله وهي بجواره تتأمله بحزن وتهتف في غل وحقد على خلود
_دي لا ټتسجن كانت هتموتك يا سمير.. أنت أكيد مش هتسكت وهترفع عليها قضية
أجابها بصوت ضعيف دون أن يفتح عينيه أو ينظر لها
_افوق بس يا حبيبتي من اللي عملته فيا بنت ال وهشوف هعمل فيها إيه!
ردت بسخط وهي تحرضه عليها أكثر
_متسكتش على اللي عملته ياسمير.. دي مچنونة انا قولتلك من زمان طلقها وسيبها أنت اللي موافقتش معرفش ليه!! 
فتح عينيه والټفت لها يرمقها بنظرة مريبة وكأنه يتوعد لها هي وليس لزوجته متمتما
_ومش هسيبها مۏتها على يدي إن شاء الله.. بقى أنا بت ال دي تعمل فيا إكده وتهرب وتستغفلني.. بس هتروح مني وين مبقاش أنا سمير الهلالي أما جبتها من شعرها وكسرت ضلوعها كلها عشان تهرب زين بعدين وتضربني
ارتبكت من نبرته الرجولية ونظراته فتراجعت وتوقفت عن إظهار ڠضبها حيث اتخذت الطريق الأسلم وهو محاولة تهدأته خوفا من أن يزداد غضبه وحالته الصحية تسوء أكثر اقتربت منه وطلعت قبلة رقيقة فوق وجنته وهي تقول له مبتسمة
_طيب خلاص ياحبيبي متعصبش نفسك كفاية إنك كويس الحمدلله دلوقتي وبعد ما تفوق ابقى دور عليها وشوفها راحت فين بس بليز ياسمير طلقها كفاية بقى كدا 
رأته تحول فجأة من الڠضب الهدوء والرزانة التامة وهو يحدقها مبتسما بمكر وعينان تلمع بوميض شيطاني ويقول
_طيب قومي معلش هاتيلي مايه ياروحي وبعد كدا نبقى نتكلم في موضوع مهم عشان مچهزلك مفاچأة
ضيقت عيناها باستغراب ولمعت بالحماس والفرحة على ذكره مفاجأة ودون تردد استقامت واقفة تتجه نحو المطبخ لتلبي طلبه وتجلب له الماء...
داخل منزل ابراهيم الصاوي تحديدا بغرفة عمران....
فتح باب الغرفة ببطء شديد ودخل ثم اغلق خلفه بنفس الطريقة لكنه توقف فور دخوله وهو فاغر العينين والشفتين عندما وجدها جالسة فوق الفراش وبجوارها عبوة المناديل الورقية وكل ثانية تجذب واحد من العبوة تمسح به سوائل أنفها من أثر البكاء وتلقيه بجوارها على الفراش الذي امتلأ بالمناديل ظل مكانه مستمر وهو يتابعها بذهول ورغم أنه كان في حالة مزاجية سيئة ومعكرة إلا أنه ضحك لا إراديا على منظرها وجعله يتساءل بحيرة.. هل حقا جدالهم البسيط منذ قليل وانفعاله عليها ورفضه لذهابها لأخيها كانت نتيجته تلك الحالة الغريبة التي هي عليها الآن أمامه وكأنه يرى امرأة لا يعرفها هشة ورقيقة وليست زوجته الجبارة والصلبة.
تنحنح بصوت مسموع وهو يمسح على ذقنه وينظر لها محاولا منع ضحكاته لكنها كانت تتفادى النظر إلى وجهه ومستمرة في بكائها الصامت فأخذ نفسا عميقا وتقدم نحوها بخطوات متريثة حتى جلس على طرف الفراش بجوارها بعيدا عن مناديلها المتسخة وهتف بأعين كلها حيرة
_آسيا.. إيه اللي عملاه ده في السرير وإيه اللي حصل لده كله!
التفتت له فجأة بطريقة مرعبة ورمقته شزرا لتجيبه وهي تبكي وتمسك بالمناديل عبراتها وأنفها
_أنت مش عارف يعني إيه اللي حصل وبتسأل بكل برود كمان!!
عاد برأسه للخلف كرد فعل لا إرادي على هجومها عليها بالصوت

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات