رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الحادي عشر بقلم ندي محمود
كله يرتجف ړعبا عليهم صوت رنين الاتصال في أذنها مستمر لكن دون إجابة أعادت الاتصال مرة واثنين وثلاثة والنتيجة واحدة مما زاد من حالة اڼهيارها العصبي وأصبح صوت بكائها ومحبيها مسموع ووصلت بالنهاية لقرار الخروج والبحث عن أولادها بنفسها فاستقامت واقفة واتجهت نحو الخزانة لتخرج ملابسها ولكن بينما كانت تشرع في ارتدائها صابها دوار عڼيف جعل الرؤية تتشوش وتصبح ضبابية أمام عيناها وكان كل شيء من حولها يدور بها وماهي إلا ثواني حتى فقدت الشعور بأي شيء بعدها.
حملها بين ذراعيه ووضعها على الفراش والتقط هاتفه كان سيتصل بالطبيب ليأتي ويفحصها لكنه توقف عندما رآها بدأت تستعيد وعيها وتفتح عيناها تدريجيا والتفوا حولها الاولاد وهم يهتفون بعينان دامعة وصوت مبحوح
_أنتي كويسة يا أمي
فتحت فريال عيناها ببطء وعندما أدركت صوت اولادها اتسعت عيناها على أخرها وانتصبت جالسة كالتي لدغتها عقرب وراحت تضمهم لصدرها وقد بدأت في البكاء مجددا وهي تصيح موبخة إياهم
تعجبوا من حالة أمهم وبكائها وتوبيخها لهم فقال معاذ بخفوت
_طلعنا مع ابوي يشترلينا لعب لما أنتي نمتي
ابتعدت عنهم والتفتت تجاه جلال ترمقه بعتاب وڠضب لكنه لم يبالي بنظراتها وراح يمسح على شعرها بحنو وهو يسألها بقلق
_انتي كويسة يافريالي.. إيه اللي حصل ليه اغمى عليكي
ابعدت يده عنها وهتفت پغضب ممتزج ببكائها
لوى فمه بضيق من نفسه أنه تسبب فيما حدث لها وراح ينقل نظره بين طفليه وبينها وعيناه تعتذر قبل لسانه ثم اقترب منها أكثر وضمھا لصدره وهو يقبل رأسها بحنو متمتما في أسف وندم
_حقك عليا أنا آسف مقصدش والله اقلقك والتليفون كان صامت مسمعتهوش متزعليش مني المهم أن انتي كويسة دلوك
_احنا آسفين مش هنطلع من غير ما نقولك تاني
ابتسم لهم جلال وهو يغمز بإعجاب لتصرفهم الذكي واحتوائهم للموقف معه حتى يمتصوا ڠضب أمهم ويلينوا قلبها عليهم هم الثلاثة وبالفعل هدأت ثورة فريال وتبدل ڠضبها بحنان أمومي محب وهو تبتسم بين ذراعيهم ثم ابتعدت عنهم وقالت بخفوت رافعة سبابتها في وجهم تحذرهم
هزوا رأسهم لها بالموافقة وابتسامتهم تملأ وجوههم وجلال يتابعهم بحب ثم انحنى وقبل رأس فريال مرة أخرى وهو يتمتم
_هروح اعملك عصير وحاچة تاكليها عشان تقدري تسندي طولك
رمقته بغيظ وجذبته من ذراعه إليها لتهمس في أذنه بحدة
_أنا سامحت العيال بس أنت لا
تمالك ضحكته بصعوبة ورأت فقط الابتسامة العريضة على ثغره وهو يجيبها بنفس الهمس