الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الحادي عشر بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

كله يرتجف ړعبا عليهم صوت رنين الاتصال في أذنها مستمر لكن دون إجابة أعادت الاتصال مرة واثنين وثلاثة والنتيجة واحدة مما زاد من حالة اڼهيارها العصبي وأصبح صوت بكائها ومحبيها مسموع ووصلت بالنهاية لقرار الخروج والبحث عن أولادها بنفسها فاستقامت واقفة واتجهت نحو الخزانة لتخرج ملابسها ولكن بينما كانت تشرع في ارتدائها صابها دوار عڼيف جعل الرؤية تتشوش وتصبح ضبابية أمام عيناها وكان كل شيء من حولها يدور بها وماهي إلا ثواني حتى فقدت الشعور بأي شيء بعدها.
بعد مرور نصف ساعة تقريبا انفتح باب المنزل ودخل الأولاد أولا وهو يضحكون وبيدهم العابا جديدة ولحق بهم جلال وهو يبتسم عليهم بحنان أبوي اندفعوا ركضا تجاه غرفة أمهم ليقصوا عليها ما حدث ويعرضوا عليها العابهم الجديدة التي اشتراها لهم والدهم لكن فجأة انتفض جلال فزعا على أثر صړاخ أولاده وهم يصيحون ينادوا عليه فهرول لهم ركضا وتسمر بأرضه للحظات عندما رأى فريال على الأرض فاقدة وعيها لكن سرعان ما تحرك وجثى أمامها على الأرض يحاول افاقتها مجربا كل الطرق الممكنة ليجعلها تستعيد وعيها لكن دون جدوي وقد بدأ عمار ومعاذ في البكاء خوفا على أمهم وجلال مازال مستمر في محاولاته البائسة وهو يهتف متوسلا إياها بنظرات مرتعدة ويد ترتجف اسفل رأسها
_فريال فوقي ياحبيبتي أبوس يدك.. فريال
حملها بين ذراعيه ووضعها على الفراش والتقط هاتفه كان سيتصل بالطبيب ليأتي ويفحصها لكنه توقف عندما رآها بدأت تستعيد وعيها وتفتح عيناها تدريجيا والتفوا حولها الاولاد وهم يهتفون بعينان دامعة وصوت مبحوح
_أنتي كويسة يا أمي
فتحت فريال عيناها ببطء وعندما أدركت صوت اولادها اتسعت عيناها على أخرها وانتصبت جالسة كالتي لدغتها عقرب وراحت تضمهم لصدرها وقد بدأت في البكاء مجددا وهي تصيح موبخة إياهم
_انتوا كنتوا وين
تعجبوا من حالة أمهم وبكائها وتوبيخها لهم فقال معاذ بخفوت
_طلعنا مع ابوي يشترلينا لعب لما أنتي نمتي
ابتعدت عنهم والتفتت تجاه جلال ترمقه بعتاب وڠضب لكنه لم يبالي بنظراتها وراح يمسح على شعرها بحنو وهو يسألها بقلق
_انتي كويسة يافريالي.. إيه اللي حصل ليه اغمى عليكي
ابعدت يده عنها وهتفت پغضب ممتزج ببكائها
_لا مش كويسة ياجلال تاخد العيال وتطلع من غير ما تقولي وأنت عارف إني بقلق وكمان مش بترد على تلفونك 
لوى فمه بضيق من نفسه أنه تسبب فيما حدث لها وراح ينقل نظره بين طفليه وبينها وعيناه تعتذر قبل لسانه ثم اقترب منها أكثر وضمھا لصدره وهو يقبل رأسها بحنو متمتما في أسف وندم
_حقك عليا أنا آسف مقصدش والله اقلقك والتليفون كان صامت مسمعتهوش متزعليش مني المهم أن انتي كويسة دلوك 
اقترب معاذ وعمار أيضا من أمهم وهو يعانقوها مع والدهم ويقبلوا وجهها وشعرها بدفء معتذرين بحزن
_احنا آسفين مش هنطلع من غير ما نقولك تاني
ابتسم لهم جلال وهو يغمز بإعجاب لتصرفهم الذكي واحتوائهم للموقف معه حتى يمتصوا ڠضب أمهم ويلينوا قلبها عليهم هم الثلاثة وبالفعل هدأت ثورة فريال وتبدل ڠضبها بحنان أمومي محب وهو تبتسم بين ذراعيهم ثم ابتعدت عنهم وقالت بخفوت رافعة سبابتها في وجهم تحذرهم
_ماشي خلاص سماح المرة دي وأول وآخر مرة 
هزوا رأسهم لها بالموافقة وابتسامتهم تملأ وجوههم وجلال يتابعهم بحب ثم انحنى وقبل رأس فريال مرة أخرى وهو يتمتم
_هروح اعملك عصير وحاچة تاكليها عشان تقدري تسندي طولك
رمقته بغيظ وجذبته من ذراعه إليها لتهمس في أذنه بحدة
_أنا سامحت العيال بس أنت لا
تمالك ضحكته بصعوبة ورأت فقط الابتسامة العريضة على ثغره وهو يجيبها بنفس الهمس

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات