الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الحادي عشر بقلم ندي محمود

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

وبالعشق اهتدى 
_ميثاق الحړب والغفران ج_
_الفصل الحادي عشر _
كانت تحدق بالطريق من زجاج السيارة وهي لا تعرف إلى أين تتجه حتى سمعت صوت ذلك الجالس بجوارها ويقود يسألها باهتمام
_أنتي مقولتيش اوصلك لفين 
اضطربت قليلا وتلعثمت فالتفتت له وطالعته بأعين زائغة وهي تهمس
_ممكن تنزلني إهنه أنا قربت خلاص من المكان اللي رايحله عشان معطلكش اكتر

رمقها مروان بطرف عيناه في نظرة مريبة وجادة ثم أخذ نفسا عميقا وفجأة وجدته يقف بالسيارة بجانب الرصيف وينظر لها يسألها بلهجة رجولية اربكتها
_لو أنتي في مشكلة أو محتاجة حاجة قوليلي وأنا هساعدك
طالت نظراتها لعينيه الغامضة وبسرعة اشاحت بوجهها عنه وهي تهز رأسها بالنفي في توتر
_لا مفيش مشكلة أنا هنزل إهنه وشكرا ليك ممكن بس تطلعلي شنطتي من شنطة العربية ورا
فتحت باب السيارة ونزلت فنزل هو أيضا واتجه لحقيبة سيارته يفتحها ويخرج لها حقيبتها وسط نظراته الثاقبة لها وكأنه يحاول اختراق عقلها ومعرفة أسرارها وما تفكر به فزاد من اضطرابها اكثر وهي تحاول تفادي النظر إليه وفور رؤيتها لحقيبتها جذبتها من يده بسرعة وحملتها وسارت مبتعدة عنه تسير في الطريق وهي لا تعرف أين تتجه وبين كل خطوة والأخرى تلتفت خلفها فتجده مازال يقف مكانه ويراقبها بنظرة صقر حاولت الإسراع في خطاها حتى تختفي عن أنظاره ولا تسقط اثيرة لتساؤلاته ومحاولاته لمعرفة مشكلتها.
اخرج مروان هاتفه من جيب بنطاله يجيب على صديقه الذي يوبخه مازحا بسبب تأخره عليهم فهتف مروان بحزم
_أنا مش جاي الليلة دي معايا مشوار مهم ومش هلحق اجيلكم
هتف صديقه بتذمر وضيق حقيقي
_مشوار ايه اللي ظهر فجأة ده ياعم المهم.. اخلص تعالى احنا مستنينك من بدري وجهزنا الليلة.. دي حتى ميبقاش ليها طعم من غيرك يابوص
هتف بعبارته الأخيرة مازحا ليحاول إقناع صديقه بالمجيء لكن مروان أجابه مبتسما الاصرار بعدما استقل بسيارته وهو عيناه عالقة على الطريق التي اتجهت إليه تلك الفتاة
_قولتلك مش فاضي يابني.. ابقى سلملي على الرجالة عندك وقولهم تتعوض بإذن الله يلا سلام دلوقتي عشان أنا سايق
انهى الاتصال دون انتظار سماع الرد من صديقه ولحق بخلود بالسيارة لكنه لم يجد لها اثر وكأنها اختفت بدقائق فراح يتجول بنظره في إرجاء الشارع من حوله وهو يهتف بحيرة
_راحت فين دي يدوب لسا داخلة الشارع ده!! 
ظل يجوب بسيارته بحثا عنها لكن دون جدوى فزفر بخنق وانزعاج واستسلم أخيرا ليعود بسيارته ويتجه عائدا نحو منزله الذي كان قريبا من تلك المنطقة.
خرجت خلود من خلف أحد الأعمدة بعدما تأكدت من رحيله وهي تتنفس الصعداء براحة وبدأت تفكر بعبوس وخوف وهي تتلفت حولها في الظلام إلى أين ستذهب قادتها قدماها دون أن تعرف إلى أين فقط تسير في الطرقات وهي تتلفت حولها كل ثانية خوفا من أي يكون يتبعها أي مجرمين أو رجال سيئة توقفت بعد وقت طويل من السير في الطرقات وقد أهلكت قدميها من فرط السير ولم تعد تستطيع الحركة أكثر من ذلك وسقط نظرها على بناية ضخمة على الطراز الحديث وجميلة فتحركت تجاهها بخطوات بطيئة ولحسن حظها أن حارس البناية لم يكن موجودا فاستغلت الفرصة ودخلت بسرعة واختبئت بأحد اركان مدخل البناية وهي تنوي بقاء الليلة هنا وبالصباح تقرر إلى أين تذهب فحتى هاتفها سقط أثناء اصطدامها بالسيارة ولم تنتبه أنه سقط منها وذهبت وتركته.

داخل منزل جلال....
ركضت باتجاه غرفتها تلتقط هاتفها لتحري اتصال بزوجهاوتخبره بعدم وجود أطفالهم بالمنزل وعيناها بدأت تذرف الدموع بغزارة حتى أن يديها وجسدها

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات