رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن بقلم ندي محمود
للنوم أصبح المنزل هاديء.
تسمرت بأرضها باضطراب عندما وصلت للصالون ورأت على يجلس على الأريكة ويبدو أنه هو أيضا مثلها كان بحاجة لمزيد من الاسترخاء في الهدوء بعيدا عن الضجيج في هذا الليل تردد وخجلت من الجلوس وبينما كانت على وشك الاستدارة والعودة لغرفتها أوقفها صوته الغليظ سامحا لها بنبرة بدت لأول مرة طبيعية ومهذبة
التفتت له برأسها وابتسمت في تكلف تجيبه
_مش حابة ازعجك أنا هطلع اقعد في my room
أخذ علي نفسا عميقا وأخرجه زفيرا متهملا قبل أن يسألها بنبرة بدت مهتمة ولكنها احستها لا مبالية ويتصنع الاهتمام
_انتي قولتي اسمك إيه
رفعت حاجبها باستنكار وقد تبدلت ملامحها الغيظ لاجئين في شراسة جميلة
رأت على ثغره بسمة نصر وكأنه يحتفل بداخله أنه نجح في انزعاجها فاشتعلت كيدا منه وعنادا قررت الجلوس لكي تزعجه هي أيضا كما يفعل ذلك المزعج.
جلست على الأريكة المجاورة لتلك التي يجلس عليها ومر عليهم وقت طويل وهم يلتزمون الصمت حتى سمعته يسألها بكل تحضر عكس تصرفاته السابقة معها
طالعته بطرف عيناها في خنق وردت عليه في مضض
_خلصت السنة دي كانت the last year
هز رأسه وهو يمط شفتيه ببرود ويجيب متعمدا إثارة چنونها
_امممم لساتك عيلة يعني
لم يفشل في جعلها تستشيط وتهتف پغضب
_أنا مش طفلة أنا عندي 22 سنة وبعدين ده جسم طفلة ولا شكل طفلة
اخفض نظره لجسدها يتفحصها بتدقيق وهز رأسه بالرفض وهو مستمر في تمعنها وسط همسه
لمست شيء غير مريح في تمتمته التي لا تسمعها فراحت تسأله بحدة
_what did you said?
ابتعد بنظراته عن جسدها وتطلع في وجهها بابتسامة سمجة مجيبا
_قولت كل خير ياغندورة
تأففت بنفاذ صبر وقالت له في غيظ حقيقي
_مين غندورة.. قولتلك اسمي غزل
رفع حاجبه ورد مبتسما
_والفرق إيه مهو الاتنين نفس المعنى
_أنت واضح أنك مصمم ټعصبني أنا غلطانة أني قعدت معاك
زم شفتيه بعدم حيلة وهو يقول في استغراب متصنعا البراءة
_يعني هو نتكلم زين مش عاچب نتكلم عفش مش عاچب!
سكتت للحظات وهي تحاول استيعاب من هو زين ومن عفش محاولة ربط الجملة ببعضها فقالت له في النهاية مغلوبة
_ممكن تتكلم مصري عشان مش فاهمة أنت بتقول إيه!!
_ليه وهو أنا بتكلم إيه افغنستاني!!
لوت فمها في تعابير وجه متقرفة تدل على عدم إعجابها بمزحته السخيفة
_اشكرك على المحادثة اللطيفة دي كانت جلسة قصيرة اتمنى متتكررش تاني تصبح على خير
كتم ضحكته بصعوبة وحافظ على تعابيره الباردة ليرد عليها وهي تتجه لغرفتها بصوت مرتفع قليلا متعمدا ازعاجها
_وأنتي من أهله ياغندورة
التفتت له برأسه ورمقته بڼارية ثم اشاحت بوجهها وهي تأفف وتهمس بسخط شديد
_اوووف بني آدم مش طبيعي
بمكان آخر تحديدا بمنزل حور أخيرا جلست هي وبلال بمفردهم رغم أنها كانت تحاول الهرب منه قدر الإمكان لكن لا مفر وفي النهاية وجدت نفسها في الغرفة معه وحيدة.
استمرت في التلفت حولها وتفقد السقف وتفحصه وكأنها تراه للوهلة الأولى كانت تقريبا تنظر على كل شيء إلا وجهه وهو يتابعها بصمت منتظر منها أن تدرك أنه موجود بجوارها ولديه وجه يمكنها النظر إليه إذا أرادت فهو ليس شفافا!.
انحنى عليها وهمس بالقرب من أذنها في مرح
_حور طمنيني عليكي أنتي شيفاني طيب ولا إيه أنا حاسس نفسي غير مرئي!
التفتت له وانتفضت مڤزوعة واجابته بتعلثم
_ايوة شيفاك طبعا يابلال في إيه!
تصنع الدهشة