رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن بقلم ندي محمود
كتير ولا إيه!
تنهدت الصعداء مغلوبة وهزت رأسها له بالموافقة ثم سارت خلفه باتجاه السيارة وهي تبتسم كلما تتذكر مشهد الغرفة وهم معا وكيف لم يتمكن من الصمود أمامها وخر مستسلما أمام شوقه لها .
فتحت باب السيارة واستقلت بجانبه في المقعد المجاور له انطلق بالسيارة وهو يشق بها الطرق والصمت كان سيد الموقف بينهم تارة هو ېختلس النظرات إليها دون أن تلاحظه وتارة هي ومع طول الطريق وضعت رأسها على المقعد واسترخت تماما فغطت في ثبات هاديء عندما توقفت السيارة أمام منزل خليل صفوان راح يتمعنها بعينان مهمومة لو تعرف مالذى يعانيه داخله الآن وصراعه الذي لا ينتهي بأى شكل يرغب في العودة بها لمنزلهم حتى لو رغما عنها لكن كلماتها الأخيرة بيوم زيارة الطبيب مازالت عالقة بذهنه ولم ينساها جرحته وزاد امتعاضه منها.. لكنها مهما تفعل لا تنجح في جعل ذلك القلب يغضب منها ويظل ينبض بعشقها وېصرخ من عڈاب شوقه لها.
_آسيا فوقي احنا وصلنا
لم يحصل على ردة فعل منها ولم تتحرك فكانت غاطة في نوم عميق ابتسم لا إراديا واقترب منها أكثر ليهمس في أذنها ببحته الرجولية التي تذهب العقل
_ياغزالي
ظهرت بسمة غرامية على ثغرها وسط نعاسها ومالت برأسها لجهته وهي تبتسم ومغلقة عيناها فقد ظنته حلم مما يعني أنها لم تفق بعد بشكل كامل وجدها ترفع ذراعيها دون وعي وتلفها حول رقبته وتنحني عليه لتعانقه وهي تردد بصوت يكاد يسمع بصعوبة من تأثير النعاس عليها
رفع حاجبه بتعجب وقد ازدادت ابتسامته اتساعا وبقى ساكنا دون حركة يتركها متشبثة به وتعانقه بقوة لحظات قصيرة وفتحت عيناها تدريجيا وكأن عقرب لدغتها انتفضت بعيدا عنه وهي ترمقه مندهشة وتقول بخمول وصوت ضعيف
_إيه ده.. في إيه
رأت على وجهه بسمة عابثة كلها مكر وهو يجيبها باستمتاع
_حمدلله على السلامة ياغزال وصلنا!
_هو أنا نايمة من بدري
رأته يكتفي بابتسامته الخبيثة دون إجابة عليها فحاولت تفادي النظر إليه وعندما أدركت أن لا مفر منه فنظرت له وقالت بضيق وخجل
لاحت في عيناه نظرة شيطانية ماكرة وهتف غامزا
_وأنا كمان مكنتش حاسس بروحي في الفرح إكده نبقى متعادلين
اشاحت بوجهها عنه ثانية للجهة الأخرى وهي تبتسم بنفاذ صبر ثم نظرت له وقالت في جدية
_متقدرش تنكر أنك اشتقتلي بس مش عاوز تعترف أنك غلطان في حقي وظلمتني
اختفت بسمته ورد عليها بامتعاض حقيقي
زمت شفتيها وهتفت بحزن وهي تتمنع عنه بدلال
_يحقلك بس أنا كمان يحقلي ولغاية ما تدرك غلطك وتقرر تعتذر أنا في بيت أبوي يامعلم
أنهت عبارتها وفتحت الباب السيارة لتنزل لكنه قبض على ذراعها يوقفهت بنبرة منزعجة
_رايحة وين!
ردت عليه بكل هدوء وهي تبتسم
لوى فمه وهو يصر على أسنانه بغيظ منها ثم ترك يدها مجبورا واخذ يتابعها وهي تدخل لمنزل والدها وداخله يشتعل من نيران الڠضب والشوق معا.
بتمام الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل..
خرجت غزل من المطبخ بعدما انتهت من تحضير كوب عصير من الليمون البارد لها وكانت في طريقها للصالون لتجلس به وحدها بينما تشرب مشروبها بتلذذ بعد خلود الكل