رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل السادس بقلم ندي محمود
الاتصال لكنها انتفضت بأرضها على أثر ذلك الصوت الرجولي المهيب من خلفها وهو يسألها بحدة
_بتعملي إيه إهنه وبتكلمي مين!
انزلت الهاتف فورا من فوق أذنها باضطراب عندما أدركت من صوته أنه عمران استدارت له بجسدها في بطيء وتطلعت في عيناه السوداء الثاقبة وهي تزدرد ريقها بصعوبة ثم خرج صوتها خاڤت تجيب على سؤاله
هتف عمران بعينان حادة النظر
_ومتكلميش أمك من مكانك هناك ليه.. إيه اللي چايبك إهنه
سيطرت على ارتباكها من حصاره لها واردف بخنق ولهجة منزعجة
_مش سمعاها ياعمران چوا بسبب الأغاني هو تحقيق ولا إيه!!
تحركت بخطوتين تنوي الفرار من ذلك الحصار قبل أن يكشف أمرها لكنه قبض على رسغها يوقفها مكانها متمتما
تأففت بصوت عال وادبرت بوجهها للجهة الأخرى عنه قبل أن تعود له وتقول پغضب
_وانا خلصت ومعدش في حاچة نتكلم فيها
أحكم قبضته حول رسغها ثم الټفت حوله يتأكد من خلو المكان من أي أنظار تتابعهم والخطوة التالية كانت مفاجأة لها حيث لف ذراعه الثاني حول خصرها وجذبها إليه لتلتصق بصدره فشهقت بفزع ورفعت رأسها تتطلع لوجهه بدهشة.. كان فرق الطول بينهما ملحوظ جعلها كالعصفور الصغير بين ذراعيه ولم تلبث لتحاول الفرار منه حيث وجدته يهمس بنظرة ذات معنى
تلوت كالأفعي بين ذراعيه محاولة الإفلات من قبضته لكن دون جدوى فقالت بغيظ منه متعمدة إثارة جنونه
_أنا عاوزها تخلص مش كل حاچة هتمشي على كيفك أنت مش هتخوفني بالشويتين اللي بتعملهم دول ومش فارق معايا ومش عاوزاك ياعمران ومش هرچعلك لغاية ما تعرف قيمتي زين
رأت ظلام لا يبشر بالخير في عينيه وهو يصر على أسنانه مغتاظا ومتوعدا لها كل ما أدركته بتلك اللحظة أنها أن لم تفر هاربة من بين يديه ستكون العواقب وخيمة ولكن هيهات أن تفعل فوجدته يجذبها خلفه بقوة باتجاه غرفة كانت بالقرب منهم مباشرة وفتح الباب ودفعها بلطف للداخل فدخلت والتفتت حولها بارتيعاد وهي تتساءل ماذا سيفعل بي هل سيعلقني بالسقف ويتركني معلقة أم ماذا وجدته يتقدم منها بخطوات متريثة أسقطت قلبها من بين أضلعها وأخذت تتقهقهر للخلف حتى وصلت لطريق مسدود وهو الحائط فنظرت له وقالت بشقعريرة
لم يكترث لها وتابع تقدمه منها حتى وصل لها مباشرة ووقف أمامها ينظر لها بأعين زادت من دقات قلبها خوفا منه كان ينوي أن يعاقبها حقا لكن بذلك القرب وجد أنه يعاقب نفسه ونيران شوقه لها الذي كان يحاول اطفائها اشتعلت والتهبت في صدره فطال تمعنه بها بنظرات تحولت من الڠضب إلي الهيام والشوق أما هي فقد حدقته بحيرة وعدم فهم من تحول تعبيرات وجهه فجأة وبينما كانت على وشك أن تدفعه بعيدا عنه وتستغل الفرصة لتفر فات آوانها وسقطت أسيرة بين ذراعيه وهو يغدق عليها دون بخل بشوقه وحبه لها فابحرت معه في محيط عشقهم العميق معلنة عن رفع راية استسلامها بشوقها له أيضا لم ينتشلهم من سيل المشاعر الجارف ذلك سوى سماعهم لصوت خطوات أقدام تتحرك بالخارج فانتفضت وابتعدت عنه بتوتر وخجل مال هو على النافذة خلفها يزيح الستار قليلا ينظر بطرف عينه فرأي رجل يتحدث في الهاتف ويتجه بخطواته لمكان آخر هدأ توترها عندما تأكدت من عدم وجود أحد وراحت تتطلع له بأعين تقول الكثير وهي ترى في عينيه الرغبة في المزيد فابتسمت بثقة ونصر وهي تهمس مربتة فوق صدره
_للدرچة دي مش قادر على بعدي لا واضح الصراحة