رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الثالث بقلم ندي محمود
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
وبالعشق اهتدى
_ميثاق الحړب والغفران ج_
_الفصل الثالث_
انزلقت قدامها وسقطت من فوق الدرج حتى انتهي بها المطاف فوق الأرض وهي فاقدة الوعي كانت إخلاص تقف تشاهد سقوطها من فوق الدرج وهي فاغرة عينيها وشفتيها پصدمة وكانت ستسرع نحوها محاولة إنقاذها لكنها تراجعت فور سماعها لصوت ابنها وهو يتحدث في الهاتف ويصعد السلم فهرولت وابتعدت تختبئ خشية من أن يراها ويعرف أنها هي التي أسقطت زوجته.
_آسيا.. آسيا ردي عليا
بتلك اللحظة عادت إخلاص التي وقفت وتصنعت الدهشة وهي ټضرب فوق صدرها صائحة بفزع
أسرعت تنزل السلم لهم أما عمران فقد ازدادت دقات قلبه المرتعدة عندما لمح نقاط دماء صغيرة في ملابسها فللحظة شعر وكأن عقله توقف عن التفكير وبات ينظر لزوجته الملقية بين ذراعيه وكأنه عاجزا لا يقوي على فعل شيء ولم ينتشله من ذهوله سوى صوت إخلاص وهي تصيح به بقلق
_مستني إيه ياعمران قوم خد مرتك على المستشفى بسرعة
ظل هو جالسا على أحد المقاعد الحديدية خارج غرفة الطبيب وقدمه كانت تهتز پعنف من فرط توتره وبيده يقبض على فكه بقوة أما قلبه فلا يتوقف عن دقاته العڼيفة في صدره لم يحاول تخمين ما الذي حدث ليصل الأمر لهذه الدرجة فالذي كان يستحوذ على اهتمامه الآن هو خروجها سالمة هي وطفله ولن يهتم لأي شيء آخر سواهم.
_طمني يادكتور
ابتسم له الطبيب بعذوبة وتمتم في لطف
ثم رفع يده يعطيه ورقة بها الدواء اللازم مكملا بجدية
_وده العلاج اللي هتمشي عليه الفترة الجاية وحمدلله على سلامتها
شكره عمران بابتسامة صافية وراح يردد الحمدلله وهو يشكر ربه ويحمده أنه حفظ له زوجته وابنه ثم عاد يجلس على مقعده مجددا ينتظر خروجها وبعد دقائق طويلة نسبيا اقتربت منه ممرضة وهي تخبره بأن تم نقل زوجته لغرفتها ويمكنه الدخول لها فهز رأسه بالموافقة واستقام واقفا ليتجه للغرفة في خطوات سريعة.
فتح الباب ودخل ثم اغلقه ببطء خلفه فوجدها ممدة فوق الفراش وتحدق في الفراغ بعبوس لكن فور رؤيتها له اعتدلت في نومتها وطالعته بعين تلمع بوميض مختلف كله حب وآمان وكأنها تشكيه من أمه بنظراتها الموجوعة اقترب هو منها بلهفة وجلس بجوارها على حافة الفراش فارتمت بين
ذراعيه واڼفجرت باكية پخوف
_خوفت قوي اخسر ولدي ياعمران
راح يوزع قبلاته فوق رأسها وهو يضمها إليه أكثر بحنو
_الحمدلله ياغزالي أنتي وهو بخير ربنا يحفظكم من كل شړ يارب
تشبثت به أكثر وعيونها مستمرة في ذرف الدموع فاحتضن وجهها بين كفيه وأبعدها عن صدره لينحني عليها ويلثم وجنتها بعدة قبلات متتالية دافئة وهو يهمس
_بزيادة بكا أنا كنت هتچنن من الخۏف عليكي والله ياغزال متقلقنيش تاني عاد
ابتسمت له بعشق وراحت ترفع أناملها تمسح دموعها وكان هو يساعدها قبل أن تهمس له بدلال
_اتوحشت دلعك ليا وأنت بتقولي ياغزال
عاد يلثم وجنتها وجانب ثغرها مجددا هامسا
_أنتي بس لو تفضلي عاقلة مش هحرمك منها ولا من حناني واصل ياغالية
اتسعت بسمتها بعين لامعة بالعبرات من فرط هيامها به واطمئنانها بقربه منها فهي وجدت ملاذها الذي سيحميها من أي شيء حتى من أمه انحنت عليه وطبعت قبلة ناعمة فوق وجنته فرأت ابتسامته الساحرة تشق طريقها لثغره ثم سألها باهتمام وجدية
_قوليلي إيه اللي حصل عاد
تلاشت ابتسامتها واختفت تماما لتتقوس تعابير وجهها للڠضب والنقم وهي تجيبه
_وهي أمك مقالتلكش على اللي حصل
غضن حاجبيها باستغراب مجيبا بهدوء
_أمي مالها باللي حصل!
هتفت آسيا منفعلة بعينان دامعة
_أمك زقتني من على السلم ياعمران وكانت قاصدة تأذيني وټموت ولدك اللي في بطني
تبدلت نظراته من الهدوء للحدة وأظلمت بشكل مخيف لكنه هتف بصرامة
_زقتك كيف يعني أكيد أنتي وقعتي من غير ما تاخدي بالك يا آسيا
ردت عليه برفض وثقة تامة
_بقولك زقتني تقولي من غير قصد وكانت بتقولي أن لولا الواد اللي بطني ده كانت خلتك تطلقني من زمان
عقله يرفض تصديق ما تقوله ويرفض استيعاب فكرة أن أمه من حاولت قتل طفله بل لا يصدقها من الأساس فقال پغضب
_امي متعملش إكده يا آسيا
صاحت به پغضب ونظرات كلها عتاب
_يعني أنا هكدب عليك ياعمران وهتبلى على أمك مثلا!!
استقام واقفا وأجابها منفعلا بلهجة آمرة
_قفلي على الموضوع ده خلاص ومتفتحهوش تاني ويلا قومي عشان نرچع البيت.. انا هروح اچيب العلاچ وانتي تكوني چهزتي لغاية ما ارچع
تابعته وهو يغادر بنظرات مندهشة هل حقا لا يصدقها ويرى أمه ملاك لا يأذى يعني أنه لن يحاسب أمه ويأخذ لها حقها وحق ابنه لكن هيهات فأن سكت هو ولا يصدق هي لن تسكت أبدا عن حقها هي وطفلها.
بعد مرور ساعات طويلة....
توقفت سيارة عمران أمام باب المنزل فتح هو باب مقعده ونزل أولا ثم التف حول السيارة ليفتح باب المقعد المجاور له ويساعد آسيا على النزول وهو يحاوطها بذراعه من خصرها وباليد الأخرى يمسك بيدها في لطف كانت تسير معه على مضض متعمدة عدم النظر في وجهه.
كانت إخلاص بانتظارهم ومعها عفاف وفور دخولهم وثبت إخلاص واقفة وهرولت باتجاههم هاتفة بقلق
_الدكتور قالكم إيه ياولدي
ابتسمت آسيا بسخرية.. هي حتى لم تسألها عن حالها أولا اجابتها آسيا بنظرة ڼارية وهي تحتضن بطنها بكفها
_الحمدلله ولدي ليه نصيب يچي الدنيا وربنا حفظنا من الشړ
تنهدت إخلاص الصعداء براحة وردت مبتسمة
_الحمدلله خد مرتك واطلع خليها ترتاح ياولدي حمدالله على السلامة يا آسيا
سمعت آسيا عبارة عفاف وهي تتمتم أيضا ب حمدالله على سلامتك لكنها لم تكترث لها وظلت مسلطة أنظارها على إخلاص حيث قالت لها پغضب
_طبعا أنتي كان نفسك العيل ينزل عشان ميبقاش في حاچة بتربط ولدك بيا
اتسعت عيني إخلاص پصدمة وراحت تنتقل بنظرها بينها وبين ابنها في حزن وتقول ببراءة وهي تشير لنفسها مندهشة
_أنا عايزة اموت ولد ولدي.. شكل الخبطة أثرت على نافوخك يا آسيا.. ده أنا
كنت بتمنى