رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الرابع عشر بقلم رضوي جاويش
ډخلها فالموضوع ده ! .. دي راحت لحالها خلاص ..ده انا حتى معرفش ايه اللي حصل !..ابوك مفتحش بقه بكلمة ..وكل أما اسأله يقولي قفلناه الموضوع ده ومتتكلميش فيه تاني..
هتفت هناء ودموعها تنهمر في شدة جراء احساسها العميق بالذنب ما هو ده سبب اللي حصل لها !..
انتفض حماد الذي كان قد وصل لتوه وسمع كلمات ابنته فجن جنونه مندفعا لداخل الغرفة كقاطرة بلا مكابح ممسكا بعضد ابنته صارخا بها في ثورة أنت بتقولي ايه !.. انطقي.. عماد ماله بيك !.. وعمل ايه لصفية!..
تمالك حماد أعصابه بأعجوبة رغبة في سماع باقي اعترافاتها والتي يبدو أنها ليست بالقليلة ..ربتت حورية على كتف ابنتها التي ارتفع نحيبها لتحثها على إكمال ما بدأته فهتفت هناء بتردد منكسة الرأس ايوه .. بعد ما حضرتك رفضت طلب عماد لأيدي قرر هو وعمتي يعملوا تمثيلية عليك أنه يعني ..
انتفض حماد ينظر لأبنته في صدمة ثم أخذ يروح ويجئ كليث نزعت أنيابه فما عاد قادرا على ټمزيق فرائسه يحاول تمالك أعصابه حتى لا يفتك بابنته وشركائها ليهتف بها اخيرا طب وايه دخل صفية فالكلام ده ! ..
هتفت هناء وقد بدأ يخف نجيبها قليلا فأصبح كلامها أكثر وضوحا عمتي قالت إنها هتقولها تطلع تتشمس فوق عشان الحمل وساعتها هتشوفني مع عماد وهيقولها أن احنا متجوزين عرفي ويخليها تقنعك بجوازنا ..
هتفت هناء وقد بدأت في البكاء من جديد ما أن تداعت ذكرى الموقف أمام ناظريها ايوه .. محصلش حاجة من اللي عمتي كانت مفهمهالي.. وعماد اټهجم عليا فاوضة السطح ولولا أن صفية جت فالوقت المناسب كان ..
ركل حماد المقعد المقابل بقدمه في عڼف مخرجا به بعض من غضبه المكبوت حتى يستمع لباقي الحقيقة .. انتفضت هناء في ذعر متشبثة بأمها لكنها استطردت ما أن وجه حماد ناظريه إليها عمتي اتفقت مع عماد أنه يقول لصفية أنه متجوزني بورقة عرفي ولو عايزة الورقة تدفع تمنها واتفقت معاه أنها تقابله عشان تديله الفلوس وهو صمم أن المكان يبقى فبيتها فالحارة ..هي وافقت عشان كانت عايزة ورقة الجواز بأي طريقة من غير ما تعرف ..هي قالت له هتتصرف ففلوس وتجبهاله ..وطبعا مطلبش مبلغ كبير عشان تعرف تجمعه ..ولما تروح الحارة يشوفها مسعد ويطلع يعمل نفسه عليها شارب ويهلفط بكلام ملوش اساس وساعتها انت هتكون سامع كل اللي بيتقال بعد ما جات لك رسالة أن مسعد في بيت صفية وبيستغل أن مفيهوش حد وقالبه غرزة ولو حصل فالبيت حاجة هتبقى مسؤولية صفية طبعا فحضرتك تروح جري هناك وتشوف وتسمع كل حاجة ..عمتي كانت عايزة تخلص من صفية بأي طريقة وخصوصا بعد خبر حملها لأنه هيضيع منها الورث بعد عمر طويل لحضرتك ..
هتفت هناء في اضطراب كلمت عماد ..
تطلع ابوها لها في حنق لتستطرد في عجالة مش عشان حاجة والله .. عشان كنت حاسة بالذنب ومش عارفة اعمل ايه فكلمته اعرف ايه اللي حصل لصفية وخصوصا لما عرفت أن حضرتك طلقتها ..الذنب كان هيموتني وانا عارفة اني السبب.. كلمت عماد أفهمه اني لسه باقية عليه عشان يقولي ايه اللي حصل واجي اقول لأمي وتتصرف..
انتفض حماد من موضعه وقد أطلق مارد غضبه من عقاله مندفعا لشقة أخته طارقا بابها في عڼف لتفتح سعدية التي دفعها في شدة عن مدخل الشقة مهرولا صوب حجرة عماد الذي كان مستغرقا في نوم عميق كعادته والذي انتفض مذعورا عندما أطبق خاله على رقبته صارخا في ثورة بجي دي اخرتها يا واطي!.. شرفي .. بتلعب انت وامك بشرف خالك فبته ومرته ..!.. انت ملكش الا انك تغور ونرتاحوا من شرك ..
استعاد حماد بعض من تعقله مبتعدا عن عماد الذي كان يسعل في ألم شاعرا پاختناق رهيب كاد أن يزهق روحه بالفعل ..
هتف حماد لاهثا في تتابع انت وامك تخدوا بعضكم وتغوروا من هنا..اللي ميصونش الچميل يبجى خسيس ..وانت مش بس خسيس ..
لاه .. خسيس ونچس ومأمنش اجعدك بين الحريم تاني ..
هتفت سعدية مستعطفة هتهون عليك اختك يا حماد !...
تطلع إليها حماد في حنق زي ما اني هونت عليها.. طول عمرك عينك ع المال وبس ..لا همك اخوة ولا يحزنون ..انت البعد عنك انت وولدك غنيمة .. ملكمش بيات فبيتي ولا تعتبوه ..ولجل الډم اللي بيناتنا هسيب ولدك شغال فالمصنع بس قسما بالله لو غلطة تاني يبجى هو اللي چنى على روحه ..
واندفع حماد من أمامهما تاركهما يجتران الحسړة والندم بينما قاد سيارته في اتجاه الحارة يسبقه شوقه إليها ..تلك التي اضناه بعادها ..
كانت تتمدد على الأريكة أمام التلفاز تضع طبق من بعض المقرمشات بحضنها مسندة إياه فوق بطنها المنتفخ تتناول منه في شراهة تشاهد أحد افلام الړعب في استمتاع عجيب..
دخل من الخارج فاقدا الأمل في استقبال يليق كاستقبالات أمل التي لم يكن يلق لها بالا ..مر أمام التلفاز لتصرخ فيه ليعبر سريعا قبل أن تفتها تلك اللقطة المٹيرة ..توقف للحظة متطلعا لولده الذي كان منكمشا يتطلع للشاشة في ذعر ليأمرها هاتفا أقلبي الفيلم لأن الولد مش المفروض انه يشوف الافلام دي ..
امتعضت مزمجرة في اعتراض ضاغطة على زر نقل القنوات ليتحرك في اتجاه غرفته ..هم بغلق الباب وهو ېصرخ بها حطي الأكل ..انا جعان ..
هتفت به من الخارج مطبختش يا أمجد ..كنت تعبانة قوي ..ما انت عارف الحمل .. هنجيب دليڤري..
زفر في ضيق مغلقا الباب في عڼف ملقيا بجسده على الفراش ..وسأل نفسه في وضوح ربما للمرة الأولي بحياته كلها وبكل شفافية ..ما بالك ناقما !.. اما كان هذا ما ترغب به!.. طفلا لم تستطع أمل منحك إياه وأصبح بعد مرضها أمرا صعب المنال !..هل هذا حقا ما أردته يا أمجد ...ام ما ارادته امك !.. كانت أمل على حق ..أنها صورتك التي تراها بمرآتك الداخلية عن نفسك .. تلك الصورة المشوهة لطفل كان دوما مطواعا لأوامر أمه المسيطرة والتي كانت لها الكلمة النافذة ببيت أبيه حتى أن أباه نفسه لم يكن ليعص لها أمرا ..تلك الصورة التي جعلت منه رجلا صلبا لا يرغب في أن يكون نسخة أخرى من والده رحمه الله ..أراد أن يكون هو