الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الرابع عشر بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

..بنت اصول بصحيح .. 
ابتسم عبدالمحسن وقد استشعر أن رغبة ابنته في الرجوع جلية فهتف مؤكدا واحنا نقدر نقول حاجة بعد مجيتك الغالية يا حاجة ..ابعتي لكمال يجي نتفق ويرجعوا لبيتهم وربنا يهدي سرهم ..ومش عايز اشوف بنتي هنا الا في زيارة وبس .. 
هتفت منيرة في انشراح والله كل اللي هتطلبه احنا موافقين عليه المهم نجوى تنور بيتها من تاني.. وربنا ما يجيب زعل تاني ابدا .. 
هتفت الجميع مؤمنين اللهم امين .. 
 
أنه اليوم الموعود .. يوم حفلة توقيع رواياتها التي حققت نجاحا لم تكن تتوقعه ابدا ..انه العوض الجميل من رب العالمين .. ابتسمت في محبة عندما تناهى لمسامعها صوت ابيها هاتفا من الخارج ياللاه يا أمل .. اتأخرنا .. 
كان هناك الكثير من الوقت أمامها لكن حماس ابيها المفرط اليوم لا يوصف .. اتسعت ابتسامتها في محبة حقيقية لذاك الرجل الذي لا تعرف كيف كان سيكون حالها إن لم يكن هناك يقف ليدعمها ويشد من أزرها.. 
عاود ابوها الهتاف متعجلا اياها من جديد لتقهقه هاتفة تجيبه بدورها والله خلصت يا بابا.. اديني جاية اهو.. 
اندفعت تغلق نافذتها قبل مغادرتها الغرفة لتتصلب كفاها فوق الخصاص وترتفع دقات قلبها للضعف فجأة عندما وجدت نافذة الحبيب الغائب الذي على ما يبدو قرر الرجعة على غير ميعاد .. 
كان النداء الأخير من والدها الذي جاء ليوقظها من تيهها لتغلق النافذة في عجالة كما كانت تفعل قديما عندما يباغتها بندائه وهي بالنافذة تترقب ظهور الحبيب بقلب فتاة صغيرة لم تكن تعرف الحب ولا خبرت ويلات العشق يوما .. 
اندفعت تهبط الدرج بجوار ابيها تتأبط ذراعه في فخر لكن ما أن خطت اولى خطواتها خارج البناية الا وطالعته أمام ناظريها ..كان هو رامي بالتأكيد ..هي لن تخطئه ولو مرت ألف عام على بعادهما ..غيرته السنون بالتأكيد .. ومن منا لم يصبغه الزمن بصبغته وترك أثرا لا يمح على قسمات قلبه قبل وجهه !.. 
تسمرت قدماها موضعهما عندما رفع رامي ناظريه نحوها وتقدم في ثبات نحو ابيها مادا كفه ملقيا التحية في أريحية ادهشتها ..تطلع نحوها في ابتسامة ودودة حركت جزء ما كان غافلا بقلبها ..ذاك الجزء الذي خلفت به حكايتهما ورائها بعد أن تخطت أزمة فراقهما.. 
مد كفه هاتفا في ثبات ازيك يا أمل!..عاملة ايه !.. 
مدت كفها تلقيها كفه التي كانت يوما ملاذها ..لكن ما استشعرته اليوم مختلفا تماما عن مشاعر تلك الفتاة التي كانتها منذ ما يزيد عن العشر سنوات .. هزت رأسها في تحية صامتة بعد أن غاب عنها صوتها لثوان وما أن استعادته الا وبادره ابوها هاتفا في فخر احنا رايحين لحفل توقيع أول رواية لأمل .. انت مسمعتش بيها ولا ايه ! دي مكسرة الدنيا .. 
ابتسم رامي في هدوء اه طبعا .. أمل طول عمرها شاطرة ..ربنا يوفقك .. 
هتف بكلماته وما أن همت بالرد الا وظهر خلفه خيالا مسرعا قادما من مدخل بنايته لقد كان ولده البكر الذي اندفع متشبثا به ليهديه رامي ابتسامة محبة ومن بعده لحقته امرأة تحمل صغيرا اخر بين ذراعيها ..أنها زوجته والتي ألقت التحية على عجالة ما دفعه ليستأذن في تأدب هاتفا لها ألف مبروك على الرواية ..معلش لو كنا نعرف من بدري كنا جينا اكيد .. 
هتفت اخيرا في هدوء ولا يهمك ..كأنكم جيتوا.. 
ابتسم من جديد وهو يندفع نحو سيارته يجلس أمام مقودها ملقيا التحية وهو مارا بهما لتتبع هي اباها لسيارتهما ..تجلس جواره وقد شرد ذهنها في أحوال القلوب ..وأم كلثوم وكلمات أغانيها التي كانت رفيقها دوما يتناهى لمسامعها إحدى روائعها التي تشدو بها من مذياع السيارة اللحظة ووالدها يجاهد الزحام في بسالة  
يا حبيبي كل شيئ بقضاء.. 
ما بأيدينا خلقنا تعساء.. 
ربما تجمعنا أقدارنا ذات يوم.. 
بعد ما عز اللقاء.. 
فإذا أنكر خل خله.. وتلاقينا لقاء الغرباء..ومضى كل إلى غايته.. لا تقل شئنا فإن الحظ شاء.. 
 
تعالت الزغاريد والجميع يوصلهم لبيتهما ..حاولت منيرة اصطحاب يوسف حفيدها ليؤنسها تاركة مجالا للعروسين إلا أن نجوى تشبثت بطفلها متعللة أنه يستيقظ ليلا باحثا عنها ولا يهنأ الا .. 
دخلت شقتها وتنسمت ريح الخصوصية التي افتقدتها لشهور.. فعلى الرغم من الدفء والتفهم الذي حظيت به في بيت أبيها إلا أن هذه الشقة تحمل مكانة غالية بقلبها .. 
فهي المكان الأول الذي اجتمعا فيه سويا تحت سقف واحد وكل ركن فيها شهد الكثير من ذكرياتهما الجميلة قبل أن تأخذهما الحياة لذاك المنحى الوعر .. 
تنبهت على صوت كمال هاتفا نورتي بيتك يا نجوى .. 
هزت رأسها مجيبة فقد تعثرت احرفها ولم تستطع لم شتات نفسها .. تطلعت حولها لتجد أن كل شئ كان كما تركته ..استعادت صوتها اخيرا هاتفة في اضطراب انا هدخل أنيم يوسف في اوضته وهنام معاه .. 
ما أن همت بالإندفاع نحو الغرفة الا واستوقفها كمال هاتفا نجوى .. 
استدارت تطالعه فاستطرد انا مش هستعجلك على حاجة ..عارف ان لسه جواك چرح كبير ..زي ما أنا متأكد ان جواك كمان حب كبير ..انا بس عايزك تعرفي اني كفاية عليا انك بقيتي معايا .. 
اضطربت وتلبكت واندفعت من أمامه لداخل غرفة ولدها لتمدده بفراشه مغلقة خلفها الباب تستند عليه في تيه ..بدلت ملابسها وتمددت جوار ولدها تسترق السمع لحركاته بالبيت فاستشعرت أمانا غائبا من زمن ..امان دفع النعاس ليحتل جفونها المسهدة منذ أن فارقته. 
 
دخل لحجرتها التي رغم كونه يزورها دوما إلا أنه بعد زواجه أصبحت زيارة تقليدية ..كانت تعلم أنه يميل لصفية قبل أن تلقاها حتى .. لكن مباله اللحظة يأتيها بوجه مخالف لوجهه الصبوح الذي يطالعها به ما أن دخلت صفية حياته!.. 
جلس على أطراف الفراش يربت على ظاهر كفها هامسا عاملة ايه النهاردة !.. 
أكدت في هدوء وقد ازداد حدسها صدقا الحمد لله ..انت اللي مالك!.. بقى ده شكل واحد جايله ولي العهد بعد كام شهر !.. 
هتف متنهدا في حسرة بلاها السيرة دي يا حورية ..كل حاچة راحت لحالها ..اعتبري اللي كان كنه ما كان ..غلطة وعدت .. 
تطلعت إليه حورية في تعجب ..ماذا يقصد !..وعن اي غلطة يتحدث !. 
هتفت متسائلة غلطة ايه !.. وهي فين صفية صحيح !.. مجتش معاك تطل عليا زي كل يوم !.. 
صړخ في ڠضب قهره ما جلنا بلاها سيرتها ولا سيرة اي حاچة من ناحيتها .. فضيناها ..اني طلجتها .. 
شهقت حورية في صدمة متطلعة إليه وهو يقف يهزه القهر هزا تستشعره ينتفض داخليا يحاول التظاهر بصلابة لا يملكها ..يبدو أن الحدث جلل ..جلس على طرف الفراش من جديد واضعا رأسه بين كفيه لتهمس به حورية مستشعرة صراعات نفسه حماد .. 
رفع رأسه متطلعا إليها بعيون يحرقها دمع الكبرياء.. مدت كفها له ليضع كفه براحتها لتجذبه برفق نحوها وما أن أصبح حتى ډفن رأسه بصدرها وبدأ في البكاء لتلف حوله تحكم لها محاولة تضميد چرح لا يندمل .. 
 
اندفعت تعتلي درج البناية بحماسة شابة في العشرين تطير من فرط سعادتها بنتائج

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات