الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الثالث عشر بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

فرحة 
تحسنت حالها كثيرا وقد حان الوقت لخروجها من المشفى ..تنهدت في سعادة فستعود لبيت أبيها وتبدأ في عيش حياتها الطبيعية مع معاودة المشفى بين الحين والآخر لتلق البقية من بروتوكول علاجها .. 
ابتسمت عندما طالعها محيا الدكتور عبدالرحمن الذي طرق الباب في هدوء كعادته ..رأته يرفع منظاره الطبي في اضطراب كعادته فاتسعت ابتسامتها عندما تذكرت المرة الأولى التي رأته بها .. هتف عبدالرحمن في ود خلاص ..جهزتي نفسك !.. 

هزت رأسها في تأكيد ليهتف 
مبتسما على أد ما هيزعلني إني أدخل الاوضة دي ومشوفكيش ..على أد ما أنا مبسوط أوي إنك هتسبينا .. يا رب بلا رجعة .. واستطرد مؤكدا.. إلا طبعا عشان نشوفك .. 
ابتسمت أمل لكلماته الأخيرة هاتفة في مرح حسيت إن هيتكسر ورايا زير يا دكتور .. 
بادلها الابتسام بدوره في حرج لتستطرد متسائلة أخبار مدام عايدة ايه !.. 
ابتسم مؤكدا مصرة على فترة خطوبة جديدة ..قال ايه !.. عايزة تحس إننا فعلا بنبدأ من جديد ونتعرف على بعض بعين جديدة .. 
هتفت أمل في سعادة والله فكرة ممتازة .. 
قهقه عبدالرحمن والله انتوا الستات عليكم أفكار عجيبة .. 
ابتسمت أمل هاتفة ربنا يسعدكم يا رب .. 
همت بالتحرك نحو الخارج فقد كان أبوها بالأسفل في انتظارها بسيارته ليهتف عبدالرحمن يستوقفها أمل.. 
تطلعت نحوه مستفسرة ليستطرد بنبرة ممتنة الأوضة دي هسميها اوضة الأمل ..وهبلغ كل اللي يدخلها بعدك إن كان هنا فيه مريضة عالجت ناس كتير بالحب .. رغم إنها كانت أحوج ما يكون له ..وعمرها ما استسلمت رغم كل الأوجاع اللي حاوطتها ..يا سيدة الأوجاع السبعة .. 
دمعت عيني أمل في امتنان حقيقي وهزت رأسها في تحية صامتة واندفعت راحلة وابتسامة على شفتيها تاركة إياه خلفها يتطلع لأركان الغرفة التي كانت تحمل بعض من محياها معلق بالجوانب معطرا الزوايا.. 
كان يعتقد أن كل إنسان يستطيع تحقيق رغبات قلبه كاملة .. لكنه كان مخطئا تماما ..فليس كل ما يتمناه المرء يدركه ..وها هي واحدة من رغبات قلبه الذي ظلت مدفونة بأعمق نقطة فيه قد ولت بلا رجعة وستظل مجرد ذكرى ستسعده ما أن تمر كالطيف الحالم بمخيلته .. 
كانت واقعة تحت ضغط غير مسبوق بحياتها ..ضغط من أولادها لتعود لأبيهم الذي يحتاج إليها اليوم بشكل ملح ..وضغط علاقتها بعبدالغني الذي اتخذت علاقتها به منحى آخر .. فمنذ طلبه يدها للزواج وهما على حد سيف .. كانت تقوم بفقرتها ببرنامجه في احترافية اكسبتها مزيدا من المحبة والدعم من مشاهدي البرنامج لكن ما أن تنهي فقرتها حتى تندفع لشقتها تغلق عليها بابها تستأنس بجدرانها بعيدا عن كل تلك الضغوطات التي تدفعها لحافة الجنون .. 
وقفت اللحظة أمام الكاميرا تشرح طريقة صنع أحد الأطعمة ليرن الهاتف متلقيا مكالمة لإحدى المتصلات التي هتفت في سخرية انا مش عاوزة أسأل على طريقة أكل.. أنا بس عايزة أقول لجمهورك اللي مخموم فيك إنك سايبة جوزك المشلۏل ورفضتي تقعدي تخدميه .. مش هو أولى برضو من اللي بتعمله ده ولا ايه !.. 
اكفهر وجهها ولاحت على قسماتها الصدمة لذاك الھجوم الغير عادل والذي يحيد عن الحق والحقيقة .. تلجم لسانها عن النطق لينقذ حاتم الموقف واضعا فاصلا إعلانيا لأن عبدالغني لم يكن هنا ليزود عنها فقد كان يتجنب الوجود أثناء بثها فقرتها حتى لا يسبب لها حرجا من أي نوع. 
اندفعت تحتمي بشقتها كعادتها تاركة الأمر بيد حاتم الذي اندفع مستدعيا عبدالغني ليدخل مستكملا الفقرة .. 
اڼهارت ما أن أغلقت

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات