رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الثاني عشر بقلم رضوي جاويش
يرام .. أجابت بايماءة من رأسها هامسة في حياء وقد اشعرته أنها وعت الرسالة لتتسع ابتسامتها وهي تستأذن راحلة شاكرة الله أن سالم كان في مأمورية خارج المدينة وما رأى هذا المشهد الذي تعمدت اطالته حتى يبصرهما كل موظفي المؤسسة تقريبا ..
صعدت إلى الحافلة ونظراتها تحيد نحوه في خفية لتتأكد أنه ما زال يقف موضعه يتبعها بناظريه والحافلة مغادرة ..انتشت في سعادة مراهقة صغيرة استشعرت اخيرا اهتماما من ذاك الذي يهواه قلبها وتاهت في خضم مشاعرها ومذياع الحافلة يشدو بصوت نجاة العذب
وهل أصدق بعد الهجر دعواه..
كانت قد أقسمت الا تدخل هذه الشقة ابدا لكنها حنثت بقسمها من أجله .. تطلعت نحو كل ركن بها متشبثة بذاك الكيس الورقي الذي تحمل ..
كان به تقريبا كل ما تملك ..تشعر پاختناق عجيب داخل موضع لم يكن لحماد .. شقتها القديمة ..
اضطربت مستشعرة قلقا مبهما في انتظار عماد كما اتفقا ..لا تعرف لما اختار هذا المكان بالتحديد لكنها لم تعقب أو تعترض رغبة في إنهاء ذاك الأمر الشائك دون علم حماد ..لقد كان التفكير في مجرد تخيل معرفته وكذا رد فعله كان يضج مضجعها ..
انفرج الباب ما أن اندفع بفعل مسعد الذي ظهر بمجال رؤيتها.. حاولت الضغط على الباب لإغلاقه بوجهه لكنه كان الأسرع دافعا إياه لتتقهقر للداخل ليتبعها داخل الشقة مواربا الباب خلفه قليلا دون أن يغلقه ..
هتف بها في نبرة ماجنة والله وليك وحشة يا صفية ..فينك يا بت !.. رحتي كده وقولتي عدولي..
شهقت مما تسمع لكنها استدركت هاتفة وهي تحاول أن تجذب معصمها من براثن كفه القابضة عليه بخشونة ايوه يا مسعد ..سبني بقى اروح ..بقولك سايبة العيال لوحدهم .
اومأت صفية تهز رأسها عدة مرات في ذعر ايوه جبت الفلوس يا مسعد والله ..اهي ..
تطلع للكيس البلاستيكي الذي كانت قد تركته جانبا وبه كل ما استطاعت التحصل عليه من بيع مصاغها وهدايا حماد الذهبية واندفع يفتحه في لهفة متطلعا للنقود في شهوة هاتفا جدعة يا بت يا صفية ..عفارم عليك.. روحي ياللاه للعيال ومتبقيش تعوقي عليا تاني ..بتوحشيني ..
لم تعره صفية بالا لترد على ترهاته التي عذتها لغياب عقله جراء المكيفات التي يتعاطاها وما أن همت بالاندفاع للخارج شاعرة بالخلاص إلا أنها تسمرت موضعها.. عيونها قد انفرجت على اتساعمها.. شهقت في صدمة تتقهقر للخلف عائدة للداخل عندما رأت حماد يقف على أعتاب الشقة دافعا بابها الموارب بعد أن سمع كل حوارها