رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الحادي عشر بقلم رضوي جاويش
مع عامر مش هسيبه لوحده ..
أكد عبدالغني طيب ..خلي بالك على نفسك ..
هزت رأسها في طاعة ليهمس بها قبل أن ينهض في عجالة انا عديت ع الحسابات ودفعت الحساب ..طمني عامر أن كله تمام .. وقوليله انك اللي دفعتيهم ..
هتفت إحسان في امتنان انا مش عارفة اقولك ايه بجد !..
أكد عبدالغني مبتسما متقوليش حاجة ..كله من فلوسك فعلا انا مش بجاملك ..سلام عليكم.
سار مغادرا المشفى لبيته تاركا اياها خلفه تجلس أمام حجرة طليقها مستشعرا دبيب غيرة يتسرب إلى نفسه ..
دخل بيت أبيه في سأم ملقيا مفاتيحه على الطاولة كعادته وجلس متنهدا على اقرب مقعد ..طالعته أمه وهي قادمة من المطبخ هاتفة ايه ده !.. انت جيت يا كمال !.. جيت بدري عن ميعادك يعني !..
تطلعت إليه أمه بعين خبيرة بما يعتمل من صراعات داخل نفس وليدها ما دفعها لتهتف في تساؤل مبطن بفطنة واعية مش عارفة ليه اللي انت فيه ده ملوش علاقة خالص بالهانم اللي سبتها!.. هو فيه حاجة تانية انا معرفهاش !..
تنهد كمال مغلقا عينيه في إرهاق مسندا رأسه المكدود لظهر مقعده هامسا اه فيه !.. شفت نجوى ..
هتف كمال منفعلا ماما .. هو انت قصدك تغيظيني اكتر ما انا هفرقع !
لم تعقب أمه بل كانت ابتسامة رضا هي التي ارتسمت على شفتيها ليستطرد متحسرا انت مشوفتيش بقت ازاي !.. ولا الرجالة اللي كل واحد بيخطب ودها وهي ولا هي هنا.. مطنشة الكل ..
هتف كمال في لهفة طب ما تيجي معايا نرجعها .. هي بتحبك وهتسمع كلامك ..
هتفت أمه معترضة لا .. مش هيحصل ابدا .. أنا فاكرة يوم ما جت تترجاني اني اقنعك مطلقهاش وانا للاسف ملحقتش لانك دخلت عليا بورقة الطلاق ..عايزني دلوقتي اروح لها وارجعك ليها بأي وش يا كمال !..
هتفت أمه العمل عمل ربنا .. وبعدين كل الامور بايدك ..لو عايز فعلا يبقى انت اللي تروح وتشوف أن كان هترضى ترجع ولا لأ !...
تطلع كمال لجنبات الشقة التي استشعر أنها تطبق على أنفاسه ولم يعقب ..
جلست وما تزل تنتحب وامها بغرفة العناية الفائقة وهو يجلس جوارها غير قادر على النطق بحرف في انتظار الطبيب المعالج الذي خرج اللحظة هاتفا في لهجة تقريرية
هتفت شيرين في لوعة يعني هاتبقى كويسة !.
أكد الطبيب يمر بس التمانية وأربعين ساعة دول على خير يبقى كده تمام ..عن اذنكم ..
رحل الطبيب لتعاود جلوسها على نفس المقعد متطلعة إلى الفراغ قبالتها ليجلس جوارها بدوره هامسا في مؤازرة الدكتور كلامه كويس .. فيه أمل كبير أنها تبقى زي الفل .. ملناش دلوقتي الا الدعاء ..ادعيلها ..
هتفت في نحيب يا رب ..انا مليش غيرها في الدنيا ..ده انا حياتي كلها موقفاها علشانها ..
هتف علاء متأثرا لۏجعها ربنا يخليهالك وميحرمكيش منها ابدا ..
نهضت تتطلع إليها من خلف الجدار الزجاجي تطمئن أنها ما تزل هنا لينهض بدوره هامسا انا رايح