السبت 23 نوفمبر 2024

رواية سيدة الاوجاع السبعة الفصل الحادي عشر بقلم رضوي جاويش

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

نبضة 
وضعت مفتاحها بالباب ودفعته حاملة كل تلك الأكياس البلاستيكية لاهثة من فرط اعيائها .. دفعت الباب بقدمها مغلقة إياه ملقية بالمفاتيح على الطاولة القريبة ..دفعت بالأكياس على طاولة المطبخ وعادت ادراجها لداخل الشقة تقضم تفاحة في شهية هاتفة تطمئن على امها التي اعتقدت أنها تغط في نوم عميق عندما لم تتلق منها جوابا.. لكن ما أن ولجت للردهة القصيرة المفضية لغرفتها الا وشهقت في صدمة لتسقط التفاحة من يدها وهي تندفع لجسد امها المسجي أرضا صاړخة في لوعة ماما ..يا ماما .. ردي عليا .. 

تطلعت حولها في تيه ..من لها لينقذها وامها في هذه اللحظة .. نهضت مدفوعة نحو حقبتها تبحث عن هاتفها بكف مرتعش وما أن وجدته حتى ضغطت رقمه بشكل لا أرادي .. 
رنين دام لثوان قبل أن يهتف بصوت رجولي واثق السلام عليكم يا آنسة شيرين ف.. 
هتفت في اضطراب إلحقني يا دكتور علاء ..ماما واقعة مغمى عليها ومش بترد عليا ..تعال بسرعة.. 
انتفض هاتفا في محاولة لتهدئتها يخلع عنه معطفه الطبي طب حاضر ..انا جاي حالا ..متقلقيش ..هاتبقى كويسة .. 
ارتفع نحيبها ليهتف بها في نبرة حانية والله هاتبقى تمام ..اهدي يا شيرين .. 
لحسن الحظ كان قريبا من بيتها فوصل إليها في غضون دقائق .. طرق على الباب في لهفة لتندفع هي تفتح باكية ..لم ينتظر إذنا منها بل هرول باتجاه حجرة امها ليجدها ممددة أرضا ..انحنى نحوها يفحصها في سرعة ومهارة ليرفع رأسه نحو شيرين التي وقعت عاجزة الا عن النحيب هاتفا في حزم لازم ننقلها المستشفى حالا ..انا طلبت عربية اسعاف اول ما بلغتيني ..بس مش هنقدر نستنى أكثر من كده .. 
هتفت شيرين في ذعر هي حالتها صعبة قوي كده .. 
لم يجب بل هتف بشيرين أمرا روحي افتحي باب الشقة حالا .. 
اندفعت تنفذ بلا مجادلة وما أن عادت خطوتين الا ووجدته قادم نحوها يحمل امها على كتفيه في صلابة عجيبة لا تتناسب اطلاقا مع ضآلة جسده .. 
تسمرت موضعها لبرهة الا أنه أمرها من جديد تعالي خدي من جيبي مفتاح عربيتي واسبقيني وافتحيها .. 
مدت كفها في اضطراب بجيب سترته وما أن خرج حاملا امها حتى أغلقت باب شقتها واندفعت تهبط الدرج في سرعة وهو خلفها حاملا ثقل جسد امها وكذا همها هي .. 
 
كان الجميع بمقر عملها لا سيرة لحديث بينهم الا عن انتهاء علاقة كمال بتلك المرأة التي سرقته من أحضانها ..كانت جميع النظرات تتبعها في غدوها ورواحها وكأنما يتساءلون في صمت .. هل هناك امل في عودة بينكما !..ذاك السؤال الذي دفع بالغيرة لتصل لأقصى درجاتها عند زميلهم ليقترب منها في تردد ليس من عادته هاتفا في نبرة مهذبة نجوى ..ممكن اطلب منك طلب !.. 
هتفت في لهجة رسمية اتفضل يا استاذ موافي .. 
اضطرب هاتفا عايز ميعاد من الوالد عشان اجي اطلب ايدك .. 
اضطربت الملفات بين كفيها وتمالكت أعصابها حتى لا تسقط أرضا هاتفة بدورها حاضر .. هبلغه واقولك .. 
أكد في عجالة يا ريت في اقرب وقت .. 
هزت رأسها في إيجاب واستأذنت راحلة في عجلة لكنها لم تدرك أن هناك عيون نادمة تحوم حولها متتبعة خطواتها دون أن تدري .. 
 
زغاريد تعالت ما جعلها تنتفض من موضعها في اتجاه باب الشقة تطل خارجه لتستطلع ما يحدث فإذا بها تجد ام صفية تهلل بالأسفل ..هل ما تسمعه صحيح !.. وهل له أن يحدث بهذه السرعة !. 
استشاطت ڠضبا وأغلقت الباب

انت في الصفحة 1 من 7 صفحات