رواية وبالعشق اهتدى الجزء الثاني من ميثاق الحړب والغفران الفصل الاول بقلم ندي محمود
الأمل الأخير في صدرها بأن يعود لها فانهمرت دموعها فوق وجنتيها.. ودون وعي بتصرف نابع من خۏفها منه كانت تهز رأسها له بالموافقة كردا على آخر كلماته مؤكدة أنها استوعبت تحذيره القاسې.
ترك ذراعها دافعا إياه وهو يهتف لها پغضب مشيرا لها بعيناه ويده على الباب
_يلا اتكلي على الله يابت الناس
ألقت منيرة نظرة أخيرة منكسرة وعاجزة على چلال قبل أن ترمق فريال بعكسها تماما كل شړ وبغض وفي الأخير تحركت باتجاه الباب في خطوات مسرعة مغادرة.
ردت على مضض دون أن تلتفت له
_راچعة البيت
چلال بغلظة وصوت محتقن من فرط الغيظ
_استنيني في العربية
أجابته بكبر وخنق مبدية عن رفضها
_أنا هروح لحالي
هتف بعصبية وصوت أربكها
_فريال
مازالت لا تنظر له وتوليه ظهرها لكنها رغما عنها خنعت لأمره وأظهرت تأففا عاليا بخنق قبل أن تندفع لخارج الغرفة متجهة لسيارته بالخارج استدار هو واتجه نحو المكتب ليجذب مفاتيحه لكن استوقفه صوت أحد العمال بالمعرض الذي دخل عليه الغرفة وهو يهتف بفضول وقلق
لم يعيره اهتمام وراح يدس هاتفه بجيب جلبابه ويلتقط مفاتيحه بيده ليستدير ويهم بالرحيل لكن نفس الصوت أوقفه وكان هذه المرة ينوي أن يناله نصيبا من الأڈى
_اصل كان في صوت صړيخ وقولت أسألك واطمن
صړخ به جلال بصوت جهوري نفضه بأرضه وملأ المكان كله
_وأنت مالك أنت تخليك في شغلك وبس أنت وكل اللي برا يلا غور شوف مصالحك
خرجت آسيا من غرفتها وهي ترتدي عباءتها السوداء الفضاضة وفوق شعرها حجابها من اللون الأبيض وبيدها حقيبتها المتوسطة قادت خطواتها المتريثة باتجاه الطابق الأرضي فوق الدرج وهي تتلفت حولها خشية من أن يلمحها أحد هي تدرك جيدا عواقب ما تفعله إذا علم زوجها لكنها مضطرة لفعله انتهت من الدرج وبينما كانت باتجاه الباب لترحل أوقفها صوت إخلاص هاتفة بغلظة
توقفت آسيا وأغلقت عيناها مصدرة تأففا منخفضا يدل على خنقها وقلقها فمن كانت تحاول الهرب منها امسكت بها أخذت نفسا عميقا واستدارت بجسدها نحو إخلاص تطالعها بقوة وبسمة صفراء
_مشوار سريع وراچعة
رفعت إخلاص حاجبها وهي تسألها
_مشوار إيه اللي على الصبح ده!
اختفى اللطف المزيف فوق قسمات وجه آسيا حيث ردت عليها بحدة
سكتت ثم تابعت پغضب
_طالما چوزي عارف وماخدة الأذن منه محدش له الحق يتدخل فيا
أنهت عبارتها واستدارت مندفعة لخارج المنزل وهي تعرف أن ينتظرها طوفان عند عودتها إخلاص لن تتريث في الاتصال بابنها وإخباره
بخروجها المفاجيء.
وصلت للشارع العام واوقفت سيارة أجرة خاصة لتستقل بها وتطلب منه الاتجاه بعنوان محدد املته عليه وبعد دقائق طويلة توقفت السيارة أخيرا أمام بناية ضخمة فأخرجت النقود من حقيبتها واعطت السائق حقه ثم نزلت من السيارة ووقفت بالشارع أمام البناية ترفع نظرها لأعلى تقيس ارتفاعها الشاهق وهي تدعي ربها أن يكون بالداخل مصعد كهربائي وإلا لن تستطيع الصعود للطابق