الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الواحد والخمسون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

موقع أيام نيوز

من يدك
اتسعت بسمتها الخجلة أكثر وهي تتفادي النظر إليه من فرط حيائها ثم استقامت واقفة وابتعدت عنه متجهة للمطبخ لكي تقوم بتحضير القهوة له لتتركه يبتسم عليها بحب 
كان عمران يقف بالخارج أمام السيارة بانتظار خروج أخته الصغيرة حتى يأخذها لوالدتها في منزلهم بعد دقائق قصيرة من الانتظار خرجت أخيرا من باب المنزل وهي تركض باتجاهه فمد يده لباب السيارة الخلفي يفتحه لها لكي تصعد وتستقل به لكنها توقفت أمام السيارة وهي تلزم شفتيها بعبوس وتقول في براءة
لا أنا بحب اركب قدام
تنهد عمران الصعداء مغلوبا قبل أن يغلق الباب الخلفي ويفتح الباب المجاور لمقعده وهو يقول لها
اركبي يلا قدام
اتسعت بسمتها السعيدة وبلحظة كانت تقفز وتستقل بالمقعد المجاور له بينما هو فيتحرك نحو الجهة الأخرى لكي يستقل بمقعده المخصص للقيادة وينطلق بالسيارة يشق بها الطرقات متجها نحو منزل داليا 
كان طريق الوصول للمنزل ليس سهلا أبدا بالأخص بوجود تلك الصغيرة بجواره وهي تتوقف عن طرح الأسئلة والتحدث لا ينكر حقيقة أن ذلك الوقت كان ممتعا له رغم أنه ليس من محبي الكلام الكثير والثرثرة من ضمن اسئلتها الطفولية له عندما أبعدت نظرها عن الطريق ونظرت له وهي تسأله بفضول
هي طنط آسيا في نونو في بطنها
أجابها بهدوء دون أن يحيد بنظره عن الطريق أثناء القيادة
امممم أنتي مين قالك
ريم بضحكة طفولية جميلة
هي امبارح قالتلي لما أنت مكنتش قاعد هتسمي النونو إيه 
زم شفتيه بجهل ليجيبها وهو يبتسم بعبث
معرفش أنتي إيه رأيك نسميه إيه
سكتت للحظات وهي تفكر وتحدق في سقف السيارة بسكون تام حتى قالت بسرعة في حماس
نسميه أحمد 
اتسعت بسمته وهو يحدقها بطرف عيناه متمتما
اشمعني 
مطت شفتيها ببراءة مجيبة بكل بساطة
معرفش هو جه كدا أنا افتكرت الاسم ده
ردد خلفها وهو يضحك بصمت على عبارتها الطفولية
اممم هو چه إكده
بعد دقيقة بالضبط توقف بالسيارة أمام أحد المحلات الكبيرة لشراء الأطعمة المختلفة ثم نظر لريم وقال بحزم
أنا هنزل اشتري حاچة وراچع خليكي إهنه متطلعيش من العربية مفهوم
طالعته بكل استعطاف وهي تترجاه متمتمة
عايزة آجي معاك بليز
كان سيرفض لكن نظرتها الطفولية تملكته فلم يشتكيع رد طلبها حيث قال مستسلما
يلا انزلي 
خرج من السيارة وتحرك نحو الجهة الأخرى حيث مقعدها وكانت هي نزلت أيضا من السيارة وسارت بجواره ثم رفعت يدها بكل عفوية وامسكت بكفه وهي تبتسم له مما جعله يبادلها الابتسامة لا إراديا دخلوا معا للمحل وبعدما انتهي من شراء ما يريده اتجه بها نحو قسم صغير به بعض العاب الأطفال وغمز لها وهو يقول
يلا اختاري لعبة عشان نشتريها
قفزت فرحا وهي تضحك وبسرعة اندفعت نحو صفوف الألعاب تتفحص الجميع بتركيز وهي تفكر أيهما تختار حتى وقع اختيارها بالنهاية على دمية كبيرة نسبيا جميلة لديها شعر طويل وبني وقالت له وهي تشير عليها
عايزة دي
مد يده والتقط علبة الدمية وهو يشير لها بعينها أن تلحق به حتى وصل أمام مكتب الحساب ودفع ثمن الدمية وهي تقف بجواره ملتصقة به حتى رأت صاحب المحل بعدما دفع أخيها ثمن اللعبة يضعها له في كيس كبير يسعها ويعطيها له فجذبها عمران من يده ثم بيده الأخرى امسك بيد أخته وسار معها للخارج متجها نحو السيارة 
فتح باب السيارة الخلفي ووضع به اكياس الطعام الذي قام بشرائه ثم أخرج الدمية من الكيس وناولها لها وهو يبتسم بحنو فلمعت عيني ريم بفرحة حقيقة وملامح وجهها الطفولية الجميلة كانت تشعره براحة غريبة بحركة مفاجأة كانت ترتمي عليه وتعانقه من قدميه وهي تضحك

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات