رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الواحد والخمسون بقلم ندى محمود توفيق
مع أبوكي بيتكلموا البسي يلا عشان تطلعيله عيب
رمشت بعينها عدة مرات مندهشة لوهلة ظنت نفسها تتوهم وتسمع كلمات في خيالها هي فقط لكن صوت أمها وهي تلح عليها ثانية بالنهوض أثبت لها أن بالفعل في منزلهم الآن لكن ماذا يفعل ولماذا جاء دون أن يخبرها حتى
نهضت من فراشها بسرعة وهرولت نحو الحمام لكي تستعد وبعد دقائق قصيرة خرجت ثم بدأت في ارتداء ملابس مناسبة وجميلة واستغرقت وقت طويل حتى انتهت من تجهيز نفسها وخرجت من غرفتها تتجه للصالة حيث يجلس هو ووالدها وفور وصولها لهم ابتسم لها والدها وقال وهو يشير لها بيده على الأريكة بجواره
أماءت بوجهها لوالدها بالموافقة ثم التفتت نحو بلال الذي كان يتمعنها بعمق وابتسمت له بتكلف حتى لا يشعر والده بتوتر الأجواء بينهم ثم قالت له برقة
ازيك يابلال
أجابها وهو يبادلها الابتسامة التي لم تكن متكلفة كخاصتها
زين الحمدلله
جلست بجوار والدها واستمر الحوار بينه هو وبلال لدقائق طويلة نسبيا وهم يتحدثون بأمور مختلفة تخص العمل والحياة ومشقاتها على الجميع حتى استقام أبيها أخيرا وقرر تركهم بمفردهم ليتحدثوا براحة أكثر
ليه مقولتليش إنك جاي!
إيه مش عاوزاني ولا إيه تحبي اقوم امشي!
لانت حدة معالمها بعد عبارته وللحظة شعرت بالندم في أعماقها على سخافة كلماته فقالت له بلطف لكن مازال الحزم يستحوذ على صوتها
مش قصدي كدا طبعا بس عشان استغربت يعني أنت جيت فجأة
حرك حاجبه بطريقة مٹيرة للاهتمام وهو يجيبها في صوت منزعج
عقدت ذراعيها أسفل صدرها وهي تميل بوجهها للجانب تأبي النظر إليه وهي تقول بمكابرة
اعتقد أن بعد آخر مرة معدش في كلام تاني نقوله
تنهد الصعداء بقلة حيلة ثم تمتم بصوت رجولي غليظ
طيب ممكن تبصيلي وأنتي بتكلميني
أصدرت زفيرا حارا ثم عادت بوجهها لجهته تنظر له بضيق فتقابل نظراته الممتعضة والمعاتبة لها على تصرفاتها الجافة معه ثم تابع بخشونة
اڼفجرت به ساخطة وهي تقول
أنت عارف أنا بعمل كدا ليه يابلال وبرضوا مصمم على كلامك وتفكيرك الغلط وكل ده وعايزني مزعلش منك واشجعك كمان
هتف پغضب وهو يحاول التحكم بانفعالاته ونبرة صوته
واديكي قولتي تفكير شوفتيني روحت وقټلته دلوك
حور بعصبية وهي تنظر في عيناه بحدة
أنا مش عايزاك تفكر مجرد التفكير حتى
طيب وأنتي إيه اللي يرضيكي دلوك!
جلست بثقة أكثر على مقعدها ونظرت له بحزم وهي تقول
تشيل الأفكار دي من راسك نهائي وكمان توعدني أنك متعملش حاجة
اخذ نفسا عميقا ورد باستسلام
طيب ياحور مش هعمل حاجة خلاص ارتحتي إكده
تطلعت في عيناه بعمق وهي تسأله بحدة
وعد!
مال ثغره للجانب مغلوبا وهو بجيبها في خفوت
وعد بزيادة عاد تعبتيني معاكي يابنت الناس
اختفى ڠضبها وحل محل قسۏة ملامحها لينها مجددا وقد ظهرت لمعة عيناها المحبة وبسمة ثغره البسيطة وهي تحدقه من الجانب حتى قالت أخيرا في رقة وهي تبتسم بدلال
بتحب القهوة
ضحك بصمت رغما عنه ليجيبها متغزلا بغرام
ولو مبحبهاش هحبها طالما