رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الخمسون بقلم ندى محمود توفيق
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
ميثاق الحړب والغفران
الفصل الخمسون
استقامت إخلاص واقفة بذهول بعد عبارة داليا وأخذت تتطلع إليها بعدم استيعاب لما تتفوه به وبخطوات بطيئة تقدمت نحوها هي وعفاف ووقفت أمام الباب مباشرة تنظر لداليا بعين مشټعلة قبل أن تسألها بخفوت مريب
هو مين ده اللي چوزك!
نظرت داليا لإخلاص بثقة وقالت وهي تنظر في عيناها
طال سكون إخلاص المريب وهي مستمرة في التحديق بداليا مندهشة حتى التفتت برأسها لعفاف التي تقف بثبات رغم نظرات الحقد في عيناها لداليا وعندما عادت إخلاص برأسها مجددا هبطت بنظرها لتلك الطفلة الصغيرة التي من نفس سن احفادها وظل تتمعنها بذهول لا يستوعب عقلها أن تلك الفتاة هي ابنة زوجها هل تزوج عليها للمرة الثانية وخاڼها والآن زوجته الجديدة تقف أمامها وتطالب بحقها هي وابنتها الصغيرة
ملكيش مكان إهنه لا أنتي ولا بتك وهترچعي من مطرح ما چيتي فاهمة ولا لا
هزت داليا رأسها بالرفض وهي تجيب على عفاف بقوة وتخطو اولى خطواتها للداخل
ده بيت چوزي وأبو بنتي وليا حق هنا زي ما انتوا ليكم بظبط أنتي مش هتمنعيني ياعفاف
انا دلوك معدش عندي حاچة أخاف عليها وأنتي شوفتي كنتي هعمل فيكي إيه بلاش تقفي قصادي وتمشي من إهنه أنتي وبتك من غير مشاكل
خرجت إخلاص عن طورها وسكوتها الغريب أخيرا حيث صاحت بهم هم الأثنين بعصبية هستيرية
انتوا بتتكلموا في إيه إهنه أنا ست البيت أنتي لو لساتك قاعدة إهنه في البيت ده ياعفاف بعد اللي عملتيه فعشان خاطر ولدك بس يعني لولا بلال مكنتش خليتك تفضلي دقيقة واحدة تاني أما أنتي فمين اصلا عشان تاچي لغاية إهنه وتقولي بيتي وحقي كيف ما اتجوزت في السر من غير ما حد فينا يعرف وكبرتي بتك للسن ده يبقى تكملي حياتك بنفس الطريقة جوزك ماټ خلاص ومعدش ليكي حد ولا في ليكي حاچة يعني تطلعي من بيتي ومترچعيش تاني
امسك بأمه وأبعدها عن داليا هاتفا
أما اهدي إيه الفضايح دي!
فضايح!! وهو اللي أبوك عمله وچوازه عليا للمرة التانية مش فضايح لا وكمان چايب منها بت صغيرة قد ولاد بته للدرچادي مكنش طايقني عشان يتچوز عليا مرتين
ضم عمران أمه لصدره وأخذ يمسح فوق ظهرها بحنو وانحنى عليها يلثم رأسها هامسا
اهدي ياما أبوس يدك معدش الكلام ده له فائدة دلوك اللي حصل حصل خلاص وأبوي معدش موچود وسطينا
ماهو ده اللي واچعني ياولدي أنه معدش موچود يعني حتى مش هقدر اقف قصاده واعاتبه على اللي عمله فيا
على آخر السلم كانت تقف آسيا تتابع ما يحدث بصمت ونظراتها ثابتة على داليا التي كانت تنظر لإخلاص وعفاف بجحود وقسۏة بينما عمران فعيناه سقطت على شقيقته الصغيرة التي تقف ملتصقة بأمها وتحتمي بها خوفا منهم ليتنهد الصعداء بضيق ويبعد أمه عنه ببطء ثم يوجه حديثه لزوجة والده بجدية
تعالي معايا هنتكلم شوية
ثم الټفت برأسه نحو زوجته وأشار لها بعيناه على الصغيرة أن تأخذها معها لغرفتهم للأعلى حتى ينتهي من حديثه مع أمها فهزت آسيا رأسها له بالموافقة فورا دون نقاش وفور ابتعاد عمران وداليا واتجاههم نحو غرفة الجلوس الكبيرة اقتربت آسيا من الصغيرة واقنعتها بالذهاب معها للأعلى وسط نظرات إخلاص وعفاف الڼارية ورغم الحقد والنقم الذي في صدورهم لم يتمكنوا من الاعتراض والوقوف أمام عمران أو عصيان أوامره
داخل غرفة الجلوس
كانت تجلس داليا على الأريكة وعلى المقعد المقابل لها مان عمران يجلس ويحدقها بعيناه الثاقبة رغم ارتباكها البسيط منه إلا أنها حاولت البقاء صامدة أمامه حتى لا تظهر خۏفها منه أما هو فقد اخترق فقاعة الصمت أخيرا وسألها باهتمام
البيت اللي كنتي قاعدة فيه كان بيت أبوي ملك يعني ولا إيجار
أخذت نفسا عميقا قبل أن تجيبه بخفوت وصوت يغلبه الحزن
بيته اشتراه لما اتجوزنا
هز رأسه بتفهم ثم رفع كفه يمسح على شعره نزولا لوجهه وهو يتأفف بقلة حيلة ليهتف في النهاية بلهجة رجولية حازمة
زين قوي بصي لو أنتي چاية النهاردة عشان ناوية تعيشي إهنه اااا
قاطعته داليا بسرعة في انزعاج بعدما استنتجت كلماته الباقية وقالت
لا أنا جاية ع
أوقفها عمران هذه المرة لكن بلهجة وأسلوب لطيف وهو يقول بهدوء جميل
اسمعيني للآخر أنا لساتني مخلصتش كلامي لو عليا أنا معنديش مشكلة تعيشي إهنه ده في الأول والآخر بيت چوزك وبتك ليها حق تعيش إهنه بس ده عشان مصلحتك أنتي وهي وعشان نتجنب المشاكل يعني أمي ومرت أبوي مش هيسبوكي تعيشي في راحة وأنا للأسف مش هقدر احميكي منهم يعني مينفعش تقعدي إهنه افضل مكان ليكي هو بيتك اللي اشتراه أبوي عشانك
طالعته داليا بخنق وقالت في قهر ومرارة تظهر بوضوح في نبرتها المبحوحة وعيناها الدامعة
أنت بنفسك قولت ليا الحق ياعمران وبنتي ليها حق تعيش في بيت أبوها ووسط اخواتها ومتبقاش محرومة من حاجة مش كفاية ابراهيم كان حرامها من كل ده بسبب خوفه من عفاف وإخلاص ليعرفوا أنه متجوز
أجاب بكل ثبات انفعالي ونبرة دافئة
وأنا محرمتكيش لا أنتي ولا هيا لو عاوزة تقعدي براحتك لكن أنا قولتلك لمصلحتكم عشان متوچعيش راسك بالمشاكل اللي ملهاش لزمة طالما انتي عندك بيتك الخاص بيكي ليه تتعبي نفسك بالمشاكل دي وبنتك الصغيرة بيت أبوها مفتوح ليها في أي وقت ولو حابة تقعد بالأيام إهنه معانا محدش يقدر يمنعها وهتكون معايا أنا يعني مفيش مخلوق هيقدر يضايقها
سكون تام استحوذ على داليا بعدما سمعت عبارات عمران وبدت وكأنها تفكر فيما قاله وتحاول اتخاذ قرارها بينما هو فتابع برجولية صارمة تحمل الرفق والحنو
مټخافيش حقكم محفوظ يعني لو ليكم حق هتاخدوه بشرع ربنا وكمان أنا بنفسي هتهم بيتك هي مهما كانت اختي يعني لو عوزتي أي حاچة كلميني مصاريفها واحتياچاتها كلها عندي أبوها ماټ بس اخواتها موچودين يعني اطمني محدش هياكل حقكم ووقت ما بتك تحب تاچي بيت أبوها في أي وقت تچبيها
مازال الصمت هو رد داليا على ما يقوله عمران وعقلها يحاول التفكير واتخاذ القرار الصحيح لها ولابنتها وبالنهاية حدقته به بنظرات مطولة تحمل بعض القلق وعدم الثقة لكنها قررت الوثوق به كما وثقت بوالده سابقا ستوافق مؤقتا حتى تتأكد هل هو جدير بالثقة وسينفذ وعوده لها أم لا
بعدما أخبرته بموافقتها واقتناعها برأيه استقامت واقفة وكانت بطريقها للخارج لكنها توقفت عندما انفتح الباب ودخلت ابنتها الصغيرة وكانت خلفها آسيا التي نقلت نظرها بين زوجها وبين