الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل التاسع والأربعون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

يعني لو ليا حق هاخده بس من غير ډم مټخافيش
لمعت وميض عيناها المتيمة به وثغرها انفغر معلنا عن ابتسامتها العريضة وهي تنحني 
_ربنا يحفظك ليا دايما يامعلم.. وميحرمنيش منك واصل 
مال ثغره للجانب في بسمة رجولية ساحرة مع شاربه ولحيته الكثيفة ليقترب برأسه منه تسللت لأنفها رائحته ورائحة العطر الرجولية النفاذة فابتعدت عنه بسرعة وهي تسد أنفها بيدها وتقول باشمئزاز وضيق
_إيه الريحة دي ياعمران! 
رفع حاجبه باستغراب من نفورها منه لأول مرة وقال بجدية
_مالها ريحتي! 
آسيا بملامح وجه نافرة ومنزعجة
ضيق عيناه بعدم فهم وهو يسألها بخنق من اشمئزازها منه 
_وده من إيه أن شاء الله!!
_بتضحكي علي إيه 
اقتربت منه وهي تبتسم باتساع وتنظر في عيناه بعمق تهمس
_هي إيه دي!!
لم تجيب واكتفت بضحكها ونظراتها الثاقبة عليه ليدرك هو بعد تفكير ما تقصده وبعد ثواني أخرى من الفهم لمعت عيناه بنفس اللمعة التي في عيناها ليقول پصدمة
_يعني حامل 
زمت شفتيها بجهل وهي مازالت محافظة على بسمتها وتجيبه
_معرفش بس بنسبة كبيرة أيوة
رأت وميض مختلف في عينيه والسعادة الحقيقية تظهر فوق محياه أخيرا بعد أيام من الحزن بسبب ۏفاة والده وبحركة مفاجأة كان يضمها لصدرها وهو يضحك معبرا عن احتفاله وفرحته لكنها ابتعدت عنه وهي تضحك بخفة وتقول
_استنى لسا متأكدناش
عمران ببساطة وفرحة جميلة
_لا هو أن شاء الله حمل.. ويلا البسي عشان نروح للدكتور ونتأكد
قالت وهي مازالت تضحك بحب على فرحته المميزة
_طيب اعمل الاختبار الأول نشوف نتيچته وبعدين نروح للدكتور
بسبب لهفته وسعادته قال بعفوية وحماس شديد
_اختبار إيه ده وبيتچاب منين! 
آسيا بدهشة بسيطة وسط ضحكها
_اختبار الحمل ياعمران.. بيتچاب من الصيدلية هيكون منين يعني!
هز رأسه بالموافقة وقال وهو يجذب هاتفه ومفاتيح سيارته هاتفا
_طيب أنا هروح أچيبه وآچي 
قبضت على ذراعه توقفه هاتفة برزانة وابتسامة دافئة
_ روح لشغلك ومشاوريك وخليها بليل أنت وراچع چيبه معاك وبكرا الصبح ابقى اعمله
رمقها بحدة وقال في لهفة تظهر في صوته الرجولية المميز
_ليه هو أنا لسا هصبر لبكرا.. خير البر عاچله استنيني إهنه متتحركيش من الأوضة لغاية ما ارچع
ضحكت بقوة عليه ولم تستطيع الجدال معه أكثر فتركته يفعل ما يريده وتابعته بنظراتها المغرمة وهو يندفع لخارج الغرفة ويغلق الباب خلفه.
تحركت ودخلت الشرفة تنظر للأسفل تنتظر خروجه من المنزل وفور رؤيتها له وهو يتجه نحو السيارة ابتسمت باتساع وزادت اتساعا عندما رأته يرفع رأسه للأعلى قبل أن يستقل بالسيارة وينظر لها غامزا بنظرة أذابتها...
توقف بلال أمام غرفة والدته وطرق عدة طرقات خفيفة حتى سمع صوتها تسمح للطارق بالدخول ففتح الباب ببطء ليلقي بنظره عليها أولا قبل الدخول فيجدها فوق المقعد ساكنة تماما وتحدق في الفراغ بوجه عابس.
دخل وأغلق الباب خلفه ثم تقدم نحوها ليجذب المقعد الثاني ويجلس أمامها متمتما بحنو
_كيفك ياما دلوك
عفاف بصوت مبحوح
_زينة ياولدي الحمدلله 
اقترب منها أكثر ورفع يده يمسح فوق شعرها بدفء وهو يسألها
_طيب فطرتي 
هزت رأسها بالنفي وهي تجيبه بملامح وجه ذابلة
_لا مليش نفس للوكل
أصدر بلال تأففا قويا امتزج بضيقه وحزنه على حال والدته ليقول لها بحزم وعبوس
_ياما مينفعش اللي بتعمليه في روحك ده أنتي إكده بتضري صحتك.. أبوي مش هيرچع لما تبطلي تاكلي
فور ذكره لسيرة والده اڼهارت في البكاء الشديد وارتفع صوت نحيبها وسط كلماتها الموجوعة وهي تقول
_اتوحشته قوي يا بلال أبوك.. راح وهو زعلان مني.. صدقني حتى لو غلط في حقي واتچوز عليا بس لساتني بحبه ومقدرش اشوف فيه حاچة وحشة بس هو خلاص راح ومعدش وسطينا.. أنا السبب أنا السبب 
_ادعيله ياما ربنا يرحمه بعدين محدش

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات