الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل التاسع والأربعون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

ومتعب
_الألم خف شوية ياچلال الحمدلله 
تنهد الصعداء براحة مرددا خلفها الحمدلله ثم تابع بقلق
_خلينا برضوا نروح للدكتور ونطمن
أمسكت بقبضته التي فوق بطنها وقالت بالنفي وهي مغلقة عيناها بضعف
_أنا بقيت كويسة الحمدلله.. خليها الصبح اروح أنا دلوك عاوزة ارتاح
طالت نظرته المتفحصة لها يتأكد بعيناه أنها حقا بخير ولا تحتاج لطبيب الآن
_مفيش روحة لبيت أبوكي يافريال أكيد اللي حصل ده بسبب عدم اهتمامك بنفسك وكنتي بتتعبي روحك هناك ولو عاوزة تروحي لأمك هتروحي تاخدي كام ساعة وترچعي
لم تسمع ما قاله بسبب اهتمامها بالتركيز على دقات قلبه العڼيفة أسفل رأسها لتبتسم وهي تهمس برقة
_قلبك بيدق جامد! 
اجفل نظره الأسفل إليها ليردف مبتسما بجدية
_طبيعي ما أنتي شيبتي شعر راسي منظرك خلاني أقول خلاص هتسقطي العيل.. حرام عليكي اللي بتعمليه فيا ده 
_هي شكلها متمسكة بالدنيا وبينا كيف ما أمها متمسكة بأبوها
رفع حاجبه معجبا بذكاء ردها لقلب الوضع لصالحها وهو يبتسم ليجيب
_أنا مش شايف تمسك أمها بيا واصل هو فين ده!! 
فغرت شفتيها پصدمة وقالت بعبوس
_كل ده ومش متمسكة بيك.. لو مكنتش بحبك كنا اتطلقنا من زمان قوي وأنا دلوك بعتذر منك على غلطي.. أنا آسفة ياچلالي
_خلاص سامحتني صح 
اخفى بسمته مجددا وقال بجفاء مزيف وهو يهز رأسه بالنفي
_لا.. في فرق بين خۏفي عليكي أنتي وبتي وحبي ليكم وبين مسامحتي ليكي
زمن شفتيها في حزن وقالت بيأس
_حتى بعد ما شوفتني تعبت كيف من كتر الزعل والضغط.. مش خاېف اتعب تاني! 
رمقها بطرف عيناه وهو يحاول إخفاء بسمته
_لا مش هتتعبي تاني أن شاء الله ياحبيبتي أنتي بس متضايقيش روحك
كانت تشيح بوجهها للجانب الآخر بعيدا عنه من فرط غيظها بينما هو فوضعها فوق الفراش برفق شديد وجذب الغطاء فوقها يدثرها جيدا وهو ينحنى على رأسها يقبلها بحنو متمتما
_أنا اتعلمت الصبر على يدك ودلوك جه دورك تتعلميه شوية مع أن أنا مش قاسې قوي كيفك ومش هقدر اقسى عليكي كتير بس استحملي شوية يافريالي.. يلا تصبحي على خير 
تابعته بدهشة وهو يتجه لخارج الغرفة فقالت له بضيق
_رايح وين.. هتهملني لحالي ممكن اتعب تاني!
الټفت لها برأسه وقال في خفوت جميل
_لا مش ههملك متقلقيش رايح المكتب تحت اعمل كام حاچة وراچعلك 
تنهدت الصعداء بعبوس بعدما انصرف واغلق الباب معه ثم تمددت بجسدها كاملا فوق الفراش تضع رأسها فوق الوسادة وهي تشرد بعقلها الحزين تتذكر والدها الذي فارقهم...
بصباح اليوم التالي داخل منزل ابراهيم الصاوي تحديدا بغرفة عمران....
تململت في الفراش بخمول وفتحت عيناها في النهاية بخنق على أثر صوت زوجها وهو يتحدث في الهاتف التفتت حولها بحثا عنه قراته يقف في الشرفة ويتحدث رفعت كفها لوجهها تمسح فوقه وهي تأفف بنعاس لكنها حاربت خمولها الغريب واستقامت واقفة من الفراش لتتجه نحوه وتقف خلفه تنتظر انهائه حديثه وبعد لحظات طويلة نسبيا انهى الاتصال أخيرا والټفت لها بجسده ليبتسم بدفء ويتمتم
_صباح الخير ياغزال 
بادلته الابتسامة المغرمة وردت
_صباح النور.. ليه مصحتنيش
عمران بنبرة رجولية مميزة
_لقيتك نايمة بعمق ومش حاسة بحاچة مهنش عليا اصحيكي
ظهرت أسنانها من بسمتها العاشقة ثم اقتربت منه وامسكت بياقة جلبابه تهمس
_أنت طالع 
هز رأسه بالإيجاب ثم قال بلهجة حازمة وقوية
_آه بشار بيقولي أنه عرف حاچة عن منصور هروح اشوفه 
انقض قلبها فور سماعها لاسم عمها.. ليس خوفا عليه ولكن على زوجها فأمسكت بيده بسرعة وقالت في ارتيعاد ملحوظ
_هتعمل إيه!
أخذت نفسا عميقا واطلقه زفيرا حارا قبل أن يمسح فوق يدها الممسكة بخاصته ويطبطب عليها بلطف هاتفا
_متخافيش محدش فينا مستحمل ډم تاني.. وأنا مش هلطخ يدي پالدم..

انت في الصفحة 2 من 6 صفحات