الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن والاربعون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

وكل ده حصل وفضلنا مع بعض فمش هياچي التار دلوك وهو اللي يفرقنا.. أنا مش هسمح ألا لو أنت عاد كان ليك كلام تاني!
وجهه أصبح يشع بحرارة العشق والحنان ونظراته كلها احتواء ودفء فحرك ذراعه بلطف وابعدت هي ذقنها عن كتفه لوحده بذراعه يضمها لصدره هامسا
_معدش عندي حاچة اقولها بعد اللي قولتيه ياغزال كلامك غالي عندي قوي وعمري ما هنساه ولو هقولك حاچة دلوك فهي أني بحبك قوي 
ابتسمت بحب وسعادة داخلية وهي تتمتم مجيبة عليها بمشاعر جياشة
_وأنا كمان بحبك ياعمران
انحنى على رأسها يلثم شعرها بعدة قبلات متتالية ثم يتنهد الصعداء بقوة ويعود برأسه للخلف يسندها على ظهر الأريكة مغلقا عيناه ليغرق في همومه مرة أخرى وهو يتذكر والده حتى لو لم يكن يظهر ضعفه لكنه في الحقيقة مڼهار.
فتحت آسيا عيناها المغلقة عندما شعرت بسكونه المفاجيء والغريب ثم ابتعدت عن صدره وطالعته بحزن عندما رأته انغمس في الكآبة مجددا وبتلقائية تامة اقتربت منه وضمته هي هذه المرة لصدرها تمسح فوق شعره بحنو تحاول التخفيف عنه سقطت دمعة حاړقة رغما عنه من عينيه فوق صدرها خانته دموعه بالنهاية وڤضحت انهياره الداخلي لم تتحدث آسيا رغم شعورها بدموعه وظلت تمسح على شعره وظهره وهي تقبل رأسه بحنو وبعد دقائق طويلة نسبيا عندما شعر بالراحة قليلا ابتعد عنه واستقامة واقفا ليتجه نحو الحمام ويتركها تتابعه بنظرات مشفقة لا تحزن على شيء سوى على حالته فقط فهي تراه هكذا لأول مرة ولا يتحمل قلبها منظره المزري.
داخل منزل خليل صفوان.......
كان جلال يجلس على الأريكة بالصالون شاردا الذهن يفكر في زوجته وحالهم قلبه يسحق تحت الألم والأسى من فراقهم وبات لا يفهم لماذا علاقتهم لا تسير بشكل جيد كما كانت وكلما يخطو خطوة تجاه بعضهم تدفعهم الظروف بعواصفها العڼيفة للخلف مجددا يشتاق للراحة والسعادة التي كانت تغمر حياتهم ورغم كل شيء كانوا متمسكين ببعضهم لكن الآن كل منهم أصبح في وادي آخر يؤسفه القول بأنه لم يعد لديه أمل بأن علاقتهم قد تعود كالسابق وأصبح يعتقد أن زواجهم ربما ينتهي قريبا حتى لو يكن يريد ذلك لكن استمرارهم على هذا الوضع لا يحتمل ولن يستطيعوا الاستمرار وهم كالقطبين المتنافرين هكذا سئم المحاولة وحده في حين أنها لا تحاول من أجله كما يفعل الآن هو يريد أن يشعر بمحاولاتها هي من أجله.
انتشله من عمق أفكاره الكئيبة صوت ابنه الأكبر بعدما جلس بجواره هاتفا
_أبوي
الټفت جلال بنظره نحوه يعيره اهتمامه فأكمل معاذ بنظرة متعجبة
_هي أما مش هتاچي النهاردة البيت بردك 
تنهد جلال ثم مد يده يمسح على شعر ابنه وربت فوق ظهره بلطف متمتما
_لا أمك هتقعد في بيت چدك شوية مع چدتك بكرا بعد المدرسة روح أنت وأخوك واقعدوا معاها
قال معاذ في نبرة جادة
_نبيت هناك في بيت چدي 
جلال بصوت هاديء تماما
_براحتك ياولدي عاوزين تقعدوا چار أنكم اقعدوا
رد معاذ بصوت عابس ووجه حزين
_أمي زعلانة قوي على چدي وأحنا كمان زعلانين هيوحشنا قوي
طالع جلال ابنه بطرف عيناه في وجه خالي من التعابير ثم أخذ نفسا عميقا ومسح على ظهره بلطف هاتفا في نبرة جادة
_طيب يلا قوم نام مع أخوك الوقت أتاخر
هز رأسه بالموافقة لوالده ثم استقام واقفا واتجه نحو الدرج يقصد غرفته بالأعلى وبينما كان في طريقه على الدرج قابل چدته وهي تنزل فابتسمت له بحنو ومسحت على شعره ليكمل هو صعوده وتنزل هي لابنها بالأسفل.
اقتربت جليلة من جلال بخطوات بطيئة حتى

انت في الصفحة 3 من 8 صفحات