رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن والاربعون بقلم ندى محمود توفيق
حاجبها بحيرة من أمره رغم أنها أخبرته بأنها لما تخرج من تلقاء نفسها وكان السبب أمه إلا أن غضبه لم يزول رأته يتقدم نحوها مكملا بلهجة رجولية مريبة
_وإيه اللي رچعك بيت أبوكي ولا مرة واحدة إكده نسيتي اللي عملوه فيكي وسامحتيهم لما حققوا اللي كنتي بتسعيله وبتتمنيه
اختفى التوتر من على ملامحها ووقفت أمامه بكل ثبات وهي تقول بقوة تليق بها دون أن يرف لها جفن أمام رجولته الطاغية
أظلمت عيناه وهو يبتسم لها بقسمات وجه مرعبة ويجيبها بنبرة تثير الرهبة
_آه يعني هو كان حلال فيه القټل والمۏت
_أبوك خد جزاء أفعاله
رغم الهياج والثوران الذي يهدم كل شيء داخله بالأخص بعد عباراتها الأخيرة وهو يتذكر مشهد والده وهو غارق بالډماء إلا أنه كان شامخا أمامها كالجبال ومازالت تعابير وجه مفعمة بالشدة.
تقدم خطوة أخرى منها حتى أصبح أمامها مباشرة ونظر في وجهها بقسۏة غريبة وأعين لا تحمل الشفقة متمتما
صمتت وربما الاستسلام في مثل هذه المواقف ليس مألوفا عليها لكنها على العكس تماما كانت هادئة تماما وهي تستمع لتهديداته القاسېة ولم تبدي أي ردة فعل مغايرة بل سكنت وتابعته وهو يبتعد عنها لينزع عنه العباءة البنية ويتجه نحو الأريكة ليجلس فوقها ويرچع بظهره للخلف رافعا كفه لرأسه يفرك جبينه ويمسح على وجهه متأففا والهم يحتل مقعده فوق تعابيره فرمقته بأشفاق وسط بسمة ثغرها الساخرة.
_حتى لو سامحتهم عمري ما أرچعلهم واهملك مقدرش ابعد عنك وبنسبالي الچحيم چنة طول ما أنت چاري
كان يستمع لها بهدوء دون أن يلتفت بوجهه لها فتابعت هي بنفس نبرتها السابقة
سكتت وهي تأخذ نفسا عميقا ثم انحنت عليه واستندت بذقنها فوق كتفه وهي تحدقه من الجانب بنظرات مغرمة هامسة بآخر عباراتها التي كانت نقطة النهاية لجدالهم كله منذ البداية
مال عمران برأسه للجانب نحوها وقد لمع وميض الهوى في عيناه بعدما كانت ممتلئة بالقسۏة مترددا كلمتها ببسمة بسيطة خرجت بصعوبة منه بسبب الحزن المستحوذ عليه
_الموت!!
هزت رأسها بالإيجاب هاتفة بدفيء وهي تشرح له مقصظها بوضوح أكثر
_كان هيبقى ډم تاني وكانوا ھيقتلوني وحتى أنت كنت هتتأذي واللي نقذنا كان چوازنا يعني يمكن لو مكنش في مۏت مكناش اتچمعنا وأنا حبيتك رغم أني عارفة من البداية أن أبوك هو اللي قتل وأنت حبيتني رغم أني حاولت اقټلك