الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية ميثاق الحړب والغفران الفصل الثامن والاربعون بقلم ندى محمود توفيق

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

حاجبها بحيرة من أمره رغم أنها أخبرته بأنها لما تخرج من تلقاء نفسها وكان السبب أمه إلا أن غضبه لم يزول رأته يتقدم نحوها مكملا بلهجة رجولية مريبة
_وإيه اللي رچعك بيت أبوكي ولا مرة واحدة إكده نسيتي اللي عملوه فيكي وسامحتيهم لما حققوا اللي كنتي بتسعيله وبتتمنيه 
اختفى التوتر من على ملامحها ووقفت أمامه بكل ثبات وهي تقول بقوة تليق بها دون أن يرف لها جفن أمام رجولته الطاغية
_إيوة ياعمران كانت بتمنى حق أبوي يرچع كيف ما أنت دلوك عاوز تاخد حق أبوك من عمي سواء پالقتل أو بالسچن التار ده مكنش هيخلص غير پالدم كيف ما بدأ وأنت أبوك عمل حچات كتير وأذى الكل حتى حريمه مسلموش منه
أظلمت عيناه وهو يبتسم لها بقسمات وجه مرعبة ويجيبها بنبرة تثير الرهبة
_آه يعني هو كان حلال فيه القټل والمۏت 
آسيا بكل ثبات انفعالي وصلابة
_أبوك خد جزاء أفعاله 
رغم الهياج والثوران الذي يهدم كل شيء داخله بالأخص بعد عباراتها الأخيرة وهو يتذكر مشهد والده وهو غارق بالډماء إلا أنه كان شامخا أمامها كالجبال ومازالت تعابير وجه مفعمة بالشدة.
تقدم خطوة أخرى منها حتى أصبح أمامها مباشرة ونظر في وجهها بقسۏة غريبة وأعين لا تحمل الشفقة متمتما
_الكل هيدفع تمن أفعاله متقلقيش وأنتي متفكريش أنك عشان خلاص سامحتي ناسك تبقي هترچعيلهم من تاني ولا هطلقك أنتي مفيش مهرب ليكي مني وحتى لو بنسبالك العيشة إهنه چحيم هتعيشي فيها ڠصب عنك
صمتت وربما الاستسلام في مثل هذه المواقف ليس مألوفا عليها لكنها على العكس تماما كانت هادئة تماما وهي تستمع لتهديداته القاسېة ولم تبدي أي ردة فعل مغايرة بل سكنت وتابعته وهو يبتعد عنها لينزع عنه العباءة البنية ويتجه نحو الأريكة ليجلس فوقها ويرچع بظهره للخلف رافعا كفه لرأسه يفرك جبينه ويمسح على وجهه متأففا والهم يحتل مقعده فوق تعابيره فرمقته بأشفاق وسط بسمة ثغرها الساخرة.
تحركت بخطواتها الناعمة تجاهه حتى جلست بجواره على الأريكة والتصقت به ثم رفعت يدها ومسحت فوق كتفه وذراعه بحنو وهي تتطلعه بمحبة متمتمة في صوت خاڤت
_حتى لو سامحتهم عمري ما أرچعلهم واهملك مقدرش ابعد عنك وبنسبالي الچحيم چنة طول ما أنت چاري
كان يستمع لها بهدوء دون أن يلتفت بوجهه لها فتابعت هي بنفس نبرتها السابقة
_صحيح أنا يمكن أكون چبارة وقاسېة شوية بس مش ناكرة للچميل عشان اهملك واسيبك في الحالة دي وحدك حتى لو كان اللي مېت ده أبوك اللي هو قتل أبوي أنت فضلت ماسك يدي ومسبتنيش في أصعب الأوقات وحتى لما كنت بكون غلطانة كنت بلاقيك چاري وفي ضهري فلو هملتك واديتك ضهري دلوك ابقى مش أصيلة ومستحقش حبك ليا 
سكتت وهي تأخذ نفسا عميقا ثم انحنت عليه واستندت بذقنها فوق كتفه وهي تحدقه من الجانب بنظرات مغرمة هامسة بآخر عباراتها التي كانت نقطة النهاية لجدالهم كله منذ البداية
_احنا اللي چمعنا مع بعض المۏت يعني الډم والتار عمره ما هيقدر يفرقنا
مال عمران برأسه للجانب نحوها وقد لمع وميض الهوى في عيناه بعدما كانت ممتلئة بالقسۏة مترددا كلمتها ببسمة بسيطة خرجت بصعوبة منه بسبب الحزن المستحوذ عليه
_الموت!!
هزت رأسها بالإيجاب هاتفة بدفيء وهي تشرح له مقصظها بوضوح أكثر
_كان هيبقى ډم تاني وكانوا ھيقتلوني وحتى أنت كنت هتتأذي واللي نقذنا كان چوازنا يعني يمكن لو مكنش في مۏت مكناش اتچمعنا وأنا حبيتك رغم أني عارفة من البداية أن أبوك هو اللي قتل وأنت حبيتني رغم أني حاولت اقټلك

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات